الشّائع أنّ عالم الفن والفنانين يعرف دعاية وتسليطا للأضواء في الجزائر على غرار بقية ربوع العالم، فيه من الاهتمام الشديد إلى درجة أن بعض وسائل الإعلام الثقيلة ومواقع الفضاءات الالكترونية والمجلات باتت تتصدر صفحاتها ومواقعها وشاشاتها الأخبار الأولى، وتصنف ضمن خانة «النجوم أو الستار»، وأصبحت لديهم توقيعات من ذهب وجمهور مصاب بالهوس الشديد، يتابع أخبارهم ونشاطهم، وإذا ما تساءلنا عن هذا الحراك وهذا الولع الشديد بهؤلاء النجوم على اختلاف أنشطتهم في الثقافة والفن والرياضة والعلوم، وكذا عن الدافع في جعلهم يبرعون ويبدعون ويتألقون كل مرة، فهل هذه هي الجوائز التكريمية أم النجاحات في المسابقات واحتلال المراتب العليا؟
«الشعب» وقفت على تجربة البعض من الشباب الطموحين الذين يبحثون عن النجومية، ويواظبون في طلب النجاح والتألق. في دردشة لطيفة خفيفة وظريفة، يعترف الشاب الناشط سيد أحمد سليمان رئيس جمعية «الرحاب الثقافية لمواهب الشباب» أنه لطالما شارك ولا يزال يشارك في مسابقات فنية، كانت تأشيرة السفر اليها «الإبداع ولا شيء آخر غير الإبداع»، مؤكدا أنه تمكن بفضل عشقه لعمله وتفانيه فيه، أن يبدع ويقدم الأفضل، وفي كل مرة كان يحوز على إعجاب الجمهور والحكام، بل ولم يتوقف عن حصاد الشهادات والتكريمات.
وهي بالنسبة له كلها أمور تشجيعية زادت في عزيمته وأعطته وقودا وطاقات كامنة، لكي يبذل الكثير والمزيد، في أن ينجح مرة أخرى وثانية وعاشرة ومائة، وهو يعتبر تلك التكريمات والجوائز في حصاد نشاطاته، بمثابة التأشيرة الكافية للانطلاق، وإن كان فهو ينتقد بعض التصرفات والسلوكيات، والتي فيها فقد عدد من المبدعين الفوز، وخسروا الجوائز للتحكيم «غير العادل»، والتحيز للبعض دون أصحاب الإبداع الحقيقيين، ولكنه على العموم فإن مثل هذه السلوكيات هي قليلة، بل وهي تجعل من الخاسر المبدع، يتشجع أكثر في أن يعرض الأجود في مسابقات قادمة.
الشاب خلفاوي: المسابقات والتألق فرص من ذهب للتميز ...
أما الشاب المسرحي خلفاوي نصرو، فهو ينظر إلى الجوائز التي تتأتى عن التكريم والمسابقات بأنها تخلق التميز، وتشجع بشكل كبير في الإبداع وتقديم كل مرة الجديد فيه، خاصة مع كل فوز بالمراتب الأولى والثانية أو الثالثة ويعتبر التكريم ولو بشهادة من ورق بمثابة الدافع في تقديم المزيد، وبذل الجهد والمجهود أكثر وأكثر، رغم إنه يعترف بإن هناك شحا في المسابقات لتي ترتقي بالمبدعين والإبداع، مضيفا أن هذا الأخير لا يشمل فقط الفنون، مثل المسرح والرسم والغناء، وما إلى ذلك، بل هو متشعب ومتلون في الرياضة الأدب والعلوم والطب والهندسة، وما إلى ذلك.
وقال خلفاوي إن تألق جزائريينا في الخارج في عدة مسابقات تجرى، مثل مسابقة «نجوم العلوم العرب» الأخيرة، والتي سطع من خلالها نجم ابنة ولاية تيزي وزو، المهندسة في علوم الإعلام وتكنولوجيات الاتصال، والتف من ورائها جمهور عريض طويل لتشجعيها، تعتبر واحدة من تلك الفرص المشجعة والمحفزة.
أما عن المسابقات الالكترونية وخدمتها للإبداع والمبدعين، فهو يخالف الطرح ولا يعتقد أو يؤمن به وفيه، لان مصداقية تلك المسابقات الافتراضية حسبه غير موجودة، وهي مسابقات ربما للنصب والاحتيال على عينة من جمهور يدفع ولا ينال شيء، وهو يضعها في خانة المسابقات الضعيفة التي ترقى إلى أن تكون مصداقيتها تصل إلى 5 بالمائة فقط، وهو يفضل تجنبها وعدم الانقياد نحوها، بل يفضل النشاط الحي والمسابقات الحقيقية الملموسة.