العديد من الأنشطة الثقافية سجّلت حضورها هذه السنة بولاية ورقلة، إلا أن شهر نوفمبر من هذه السنة كان حافلا في هذه الولاية بتنوع الأنشطة الثقافية وزخمها الكبير، ومن بين أبرز المحطات التي سجلت هذه السنة كان إطلاق الصالون الوطني الأول للكتاب الذي نظم من طرف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالتعاون مع النقابة الوطنية لناشري الكتب بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية «التيجاني محمد» وافتتح شهر ديسمبر الجاري من طرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي صرح أن الطبعة القادمة للصالون ستكون لها صبغة دولية.
كما شكّل إنجاز بعض المكتبات الريفية والحضرية محطة مهمة هذه السنة وحسبما أوضح مدير قطاع الثقافة في حديث سابق لـ «الشعب»، فإن ما يُطمح إلى تحقيقه من خلال هذه المشاريع هو توسيع حركة انتشار الكتاب وتسهيل المطالعة العمومية عبر خلق هذه الفضاءات، مشيرا إلى أن ولاية ورقلة كانت هذه السنة على موعد مع استقبال الصالون الوطني للكتاب، الذي مثل حدثا ثقافيا وطنيا هاما للاحتفاء بالكتاب عقب الصالون الدولي للكتاب «سيلا»، وسجل بالمقابل استقطاب العديد من دور النشر قدرت بـ 17 دار وبعناوين جديدة ومختلفة فاقت 3 آلاف عنوان.
ومن بين الأحداث البارزة على الساحة الثقافية هذه السنة كان تنصيب البروفيسور العيد جلولي محافظا للمهرجان الثقافي الدولي للكتاب والآداب والشعر بورقلة الذي شكل أيضا حدثا مهما، حيث أشرف عليه وزير القطاع عز الدين ميهوبي الذي اعتبر أن أعضاء المحافظة كلهم أسماء لديهم حضور دائم في الحياة الثقافية والأكاديمية في الداخل كما في الخارج، وأكد على توفير كل الدعم والمرافقة اللازمين لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية الدولية، مؤكدا في سياق حديثه أن الطبعة القادمة للمهرجان ستكون ناجحة بفضل هذه الأسماء التي وقع عليها الاختيار.
ويعد تدشين ملحقة جهوية للديوان الوطني لحقوق المؤلف بورقلة منعرجا مميزا بالنسبة للحدث الثقافي لهذا العام، إذ أن هذا الفضاء فتح فرصة لتقريب الناشطين في الحقل الثقافي والفني من هذه الوكالات حتى يعملوا على الانخراط، كما أنه سيسمح بإعفاء المبدعين والفنانين في منطقة الجنوب من التنقل إلى مناطق أخرى والانخراط بكل سهولة من أجل تحقيق هدف الوصول إلى الفنان في الجزائر العميقة، بالإضافة إلى أن تعزيز ولاية ورقلة بهذه المنشأة سيمكن من تجاوز مشكل الضغط.
من جهة أخرى، سجّل النشاط الثقافي حضوره المتميز خلال هذه السنة من خلال عديد الفعاليات المحلية التي أبانت فيها بعض الجمعيات الناشطة في المجال الثقافي، هذا بالإضافة إلى مجهودات القطاع محليا على توسع نظرة الاهتمام بالنشاط الثقافي والبحث عن سبل أكثر نجاعة لتكريس حركية وديناميكية أكبر على الساحة الثقافية محليا، وذلك على الرغم أن ما يعيبه المواطن المحلي هو ارتباط هكذا تظاهرات وبقائها محصورة في كثير من الأحيان بالطابع المناسباتي.