فنّانون في حديث لـ «الشعب»:

نحن بحاجة إلى قانون وميزانية خاصّة

عنابة: هدى بوعطيح

أجمع فنانون في حديث لـ «الشعب» على أن الفن الجزائري في سنة 2018 لم يكن بمستوى تطلعات المشاهد الجزائري، حيث عرف حركية بطيئة، مطالبين بضرورة الاهتمام أكثر بالمبدع، والذي هو بحاجة إلى قانون يحمي حقوقه، وميزانية خاصة تسهم في النهوض بقطاع الثقافة في الجزائر.
أشارت الفنانة القديرة بهية راشدي إلى أن 2018 عرفت حركية متواضعة جدا، حيث غاب الإبداع عن الساحة الثقافية والفنية، مضيفة بأنهم تعودوا على هذا النمط الذي يشهده الإنتاج الفني كل سنة، سواء في مجال المسلسلات أو الأفلام التلفزيونية أو السينمائية، وحتى المهرجانات ـ تقول الفنانة ـ أصبحت مألوفة ونسخة طبق الأصل للتظاهرات السابقة، حيث تعود الجزائريون عليها كل سنة.


2019 سنة إبداع وازدهار
وأشادت بهية راشدي ببعض الانجازات الفنية القليلة جدا التي شهدتها سنة 2018، على غرار فيلم «إلى آخر الزمان» للمخرجة ياسمينة شويخ، والذي يعتبر نقلة نوعية في تاريخ السينما الجزائرية، مشيرة إلى أنه بحكم تطلعها على ما يحدث في الساحة الثقافية والفنية سواء عبر الجرائد أو القنوات التلفزيونية، أو احتكاكها بالفنانين فإن هناك بعض الأعمال التي تحفظ ماء وجه الفن الجزائري. الفنانة بهية راشدي قالت بأنها تتطلع لأن تكون سنة 2019 سنة إبداع وازدهار على مستوى الفن الجزائري، ونظرة جديدة لمستقبل أفضل للثقافة والفن، وتنظيم أنفسنا وأن يكون للفنان فضاء خاص به، أو نادي يأويه، كما أكدت راشدي على ضرورة أن يكون للفنان ميزانية خاصة بالإبداع وبمختلف الانجازات الفنية والثقافية التي تجعل من الفنان مبدعا حقيقيا.
وأشارت الفنانة القديرة إلى أن هناك ركود، تسبب في غياب العديد من الفنانين عن الشاشة التلفزيونية كما قالت «من بينهم أنا، وذلك بسبب أن الأعمال المقدمة لي كانت دون المستوى، ومن حقي أن أرفضها»، وشددت المتحدثة على ضرورة تخصيص ميزانية لإنجاز أفلام مطولة، خاصة التلفزيونية منها، وتمويل الأعمال المقدمة، حيث تأسفت لغياب الممولين، داعية في ذات السياق السلطات المعنية للالتفاف لهذا الجانب لأجل النهوض أكثر بالفن الجزائري.


ضرورة الاهتمام بالفنان لإيصال رسالته
وتفاءل خيرا الفنان القدير محمد عجايمي بمستقبل الفن في الجزائر، قائلا بأن هناك استمرارية في العطاء الفني، حيث أن هناك أجيال صاعدة يخلفون من سبقوهم في هذا الميدان، مشيرا إلى أنهم يقومون بجهود جبارة لأجل الثقافة والفن بمختلف توجهاته سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون.
وأضاف محمد عجايمي أن سنة 2018 عرفت تقديم أعمال فنية لا بأس بها، معتبرا  الفن رسالة نبيلة للجمهور والمشاهد الجزائري بجميع شرائحه، سواء في الجانب الاجتماعي أو الديني أو التاريخي، وقال بأنه يتمنى أن تكون هناك سياسة محضة للثقافة الجزائرية بأتم معنى الكلمة، على اعتبار أن الثقافة تحمل توعية أخلاقية وثقافية وسياسية واحترام للآخر.
واعتبر عجايمي الفنان بمثابة الإنسان الذي يشارك في بناء مجتمع نظيف ومتعلم، تبعا للمقولة «أعطني مسرحا أعطيك شعبا متعلّما»، قائلا بأنه يتمنى لهذا الوطن كل الخير على مستوى جميع الأصعدة، فقط الاهتمام بالفنان المبدع حتى تنتقل رسالته من القلب وإلى القلب، وأضاف بأنهم كانوا سفراء فوق العادة للثقافة الجزائرية خلال الأسابيع الثقافية بين 1969 و1970، حيث كانوا يعرفون بالثقافة الجزائرية المليئة بالإبداع، لذلك سيبقون دائما سفراء لها ويتفاءلون خيرا للنهوض بها أكثر. واختتم عجايمي حديثه معنا بهذا الشعر «يا رب حنـّن لقلوب، وقدّر ينكتب المكتوب، تزول على بلادنا كل كروب ويبرا ويرتاح القلب الحزين والغل والكره والفتنة ذوب وترحل عنّا».


الفن في الجزائر يشهد نوعا من التّدهور
الفنانة سعاد سبكي تأسّفت لحال الفن والفنانين في الجزائر، قائلة بأنها كفنانة تنتظر في كل مرة أن تكون السنة التي تأتي أفضل من التي ترحل، إلا أن الحال ـ تضيف ـ يبقى كما هو عليه، حيث يشهد الفن الجزائري نوعا من التدهور، وقد أبدت الفنانة سبكي نوعا من التشاؤم في حديثها، قائلة بأنها كفنانة فقدت الأمل في الفن الجزائري، متسائلة عمن يقف وراء تدهور حال الثقافة والفن في هذا الوطن.
وأكّدت سبكي بأن الثقافة أصبحت اليوم مجرد تجارة، الهدف من ورائها جني الأموال، مشيرة إلا أن الفنان بحاجة إلى قانون يبرز حقوقه ويحميها، على اعتبار أنه ضحى لأجل فنه وقدم الكثير لأجل الشاشة الجزائرية وجمهورها، لا سيما خلال العشرية السوداء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024