قدمت ورشات ملتقى حضور النص الشعري في المنظومة التربوية الذي اختتمت فعالياته الخميس بدار الثقافة مفدي زكرياء بورقلة عدة توصيات أكدت على وجوب العمل على إنشاء بنك للنصوص الشعرية الجزائرية ووضعها تحت تصرف اللجان المختصة في التأليف المدرسي في مختلف مستوياته وأطواره وفي مجال اللغة العربية والأمازيغية واللغات الأجنبية مع تبويبها حسب المجالات والمحاور والأنماط والأطوار التعليمية وتغطية جميع مراحل التاريخ الثقافي الجزائري، كما أوصى الملتقى بضرورة مراعاة الكفاءة والاختصاص لدى أهل العلم والتربية والشعراء والخبراء في تشكيل الهيئات المكلفة بإعداد المناهج التربوية ودعا إلى إعطاء الأولوية لمقاربة قيمية أخلاقية وجمالية في اختيار النصوص.
أوضح رئيس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور أحمد بقار أن توصيات الملتقى ركزت على ضرورة إثراء المكتبات المدرسية بالمؤلفات والدواوين الشعرية وزيادة عدد النصوص الشعرية في كل أطوار التعليم، وتعزيز الأنشطة الثقافية والتربوية التي تقوم على أساس النصوص الشعرية لتنمية مواهب وقدرات التلاميذ وتشجيع المجلات المدرسية والنوادي بحضور شعراء جزائريين، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات شعرية للتلاميذ بإشراف الأساتذة ومساهمة بيت الشعر الجزائري عبر المؤسسات التربوية بأطوارها المختلفة.
وحسب ذات المتحدث، فقد خلصت ورشات التعليم الابتدائي إلى أهمية توفير مؤلفات متعددة للعناية بتكوين المعلم وتأهيله فيما يتعلّق بتدريس النصوص الشعرية مع تشجيع أدب الطفل بالمسابقات والجوائز وكذا إنشاء جائزة المتعلم الشاعر بمساهمة بين الشعر الجزائري.
أما في التعليم المتوسط فقد ركز المتدخلون على ضرورة مراعاة الجوانب الشكلية والجمالية في إخراج الكتب المدرسية (الخط، الشكل، الألوان، الرسوم)، وتطرّقت إلى ألا يدرج النص الشعري الذي يحتوي على ضرورات عرضية ونحوية في مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط.
واهتمت ورشات التعليم الثانوي بضرورة نقل القصيدة من الديوان الشعري لأنه هو المصدر الأصلي وعدم التصرف جزافيا في النص، مراعاة الأغراض الشعرية وشكل القصيدة والتركيز على الكفاءة المرجوة من اختيارها، إدراج النصوص الشعرية الجزائرية في المدارس العليا لتكوين الأساتذة، التركيز على القصائد الغنية بمختلف القيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية والجمالية، اختيار النص المناسب لكل طور، تحديد المعالم حسب الأطوار والمستويات، عدم إدراج نصوص مجهولة الهوية، إعطاء الوقت الكافي لتأليف الكتاب المدرسي، العمل على تعزيز المكتسبات اللغوية من خلال دراسة وتذوق النصوص الشعرية ذات القيمة الجمالية والأخلاقية.
من جهته، أكد رئيس بيت الشعر الجزائري فرع ولاية ورقلة عبد القادر بن عطية في حديث لـ»الشعب»، أن أول نشاط لبيت الشعر بورقلة ومن خلال هذا الملتقى أريد به افتتاح الموسم بنشاط قوي لتقديم الإضافة وتدعيم حركية المشهد الثقافي بالمنطقة، مشيرا إلى أنه عرف إقبالا كبيرا من طرف الجمهور المهتم بالشعر كما تضمن عدة نشاطات على غرار وصلات موسيقية وإلقاءات شعرية وتكريم عدد من الشخصيات الثقافية المشاركة والفاعلة على الساحة الوطنية والمحلية.