تصنف الجزائر ثاني أكبر بلد مستورد لمسحوق الحليب في العالم بعد الصين، غير أنها لا تستفيد بالشكل الجيد من ثقلها في السوق للدفاع عن حصتها مثلما تحدث عنه مهنيو قطاع تحويل الحليب الذين دقوا ناقوس الخطر على نشاطهم المهدد بالتوقف إذا ما لم يتم ضبط طريقة العمل بنظام الرخصة الصحية للاستيراد التي تسيرها مصالح وزارة الفلاحة.
في انتظار ما تتمخض عنه مشاريع الشراكة مع مستثمرين أمريكيين أعلنوا الرغبة في انجاز مشاريع تتعلق بإنتاج الحليب لا تزال بعض البلدان الأوروبية وأخرى في أمريكا اللاتينية الوجهة المفضلة التي تستورد منها هذا المادة لكثرة العرض وتسجيل فائض في إنتاج الحليب الطازج، وهوالتحدي الذي ينتظر أن يرفعه المحولون المحليون بالتوجه أكثر إلى توسيع مساحة تربية الأبقار الحلوب وتنمية نشاط الأعلاف والبيطرة. للإشارة، كما تبين في ندوة صحفية عقدتها الجمعية الجزائرية لمنتجي المشروبات مؤخرا حول تحويل الحليب، أن إنتاج 1 كلغ مسحوق حليب يتطلب تحويل 8 لتر من الحليب الطازج، مما يؤكد وجود عجز في فرع تربية الأبقار، الذي يتطلب إجراءات أكثر ديناميكية لتنشيط الاستثمار من خلال تشجيع المبادرة ضمن برنامج مندمج يضم كافة المتدخلين وفقا لرؤية ذات أبعاد اقتصادية تنسجم مع التوجهات الكبرى لمسار بناء اقتصاد إنتاجي ومتنوع غير مرتبط عضويا بالمحروقات. توجد رخصتان صحيتان للاستيراد تسيرها مصالح وزارة الفلاحة ويتعلق الأمر بالرخصة الصحية البيطرية تخص كل عمليات ذات الصلة بالمنتجات الحيوانية والرخصة الصحية النباتية تخص كل ما له صلة بالنباتات، وهي رخص يعمل بها في كل البلدان وضمن منظمة التجارة العالمية. متعاملون في هذا الفرع أثاروا جوانب مختلفة اعتبروها عائقا في وجه الاستثمار في هذا النشاط داعين إلى تحرير المبادرة والتخفيف من الإجراءات التي تحكم عمليات استيراد مسحوق الحليب الموجه للتحويل بحيث يمكن ترك المجال مفتوحا أمام المتعامل لاختيار بلد الاستيراد والميناء الذي ينزل فيه البضاعة ويكون للجهة المكلفة صلاحية مراقبة جانب الجودة ومدى احترام المعايير الصحية، كما حذروا من التوجه إلى توقف النشاط إذا ما استمرت الظروف على ما هي عليه، مستنكرين بروز ممارسات في السوق تنسف كل تلك الجهود التي تبذلها الدولة لتنمية النشاط، ومن بينها تداول المادة الأولية في السوق الموازية. إن برنامج إنتاج الحليب ومشتقاته يتطلب وفرة المادة الأولية بمعدل مخزونات كافة تسمح للمؤسسات بترتيب برامجها في المديين القريب والمتوسط لتأمين السوق وتفادي حدوث ندرة في الحليب ومدخلات انتاج مشتقاته. لقد حقق هذا الفرع قفزة ملموسة وان كانت لا تزال دون مستوى الأهداف المسطرة من بينها انتهاج بعض المعاملين خيار جمع الحليب الطازج من المربين بموجب اتفاقيات شراكة يمكن تطويرها وفقا لرؤية مندمجة يساهم كافة المتدخلين (مربين ومنتجين ومحولين الى جانب السلطات العمومية المختصة) في صياغة معالمها من منطلق تثمين الطاقات المحلية المتوفرة وإضفاء اكبر ما يمكن من الشفافية على المعاملات تفاديا لاحتكار أوتلاعب محتملين. أمام هذه الوضعية دعت جمعية منتجي المشروبات التي تضم حوالي 30 متعاملا في تحويل الحليب إلى تطهير السوق من الدخلاء والإصغاء للمنتجين الحقيقيين ومرافقتهم في مواجهة تقلبات السوق من خلال وضع كل المعطيات على لوحة شفافة وفتح أروقة للاتصال مع مصالح وزارة الفلاحة وغيرها من المرافق التي تتدخل في السوق لتشكيل نواة لقوة إنتاج حقيقة لمادة الحليب وتطوير مشتقاتها خاصة وان هناك إصرار على رفع التحدي عن طريق تحرير المبادرة، علما كما أكده بعضهم هناك قدرات كبيرة ينبغي استثمارها وتوظيفها من منظور اقتصادي مندمج الرابح فيه هوالاقتصاد الجزائري كلما تم اقتصاد نفقات وكسب موارد إضافية بالتصدير.