الجزائر تصب كل جهودها لأبعاد فكرة التدخل العسكري في المنطقة ما تزال الجزائر متمسكة بموقفها الثابت والقار بأن لا حل لأزمة مالي سوى عن طريق الحوار بين الماليين و بوساطة من بلدان الجوار بعيدا عن الخيار العسكري الذي قد يؤدي لا محال إلى اضطراب خطير في الأمن والاستقرار بالمنطقة في غنى عنه، هذا ما جدده أمس وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسين الذي نزل ضيفا على القناة الأولى للإذاعة حيت أكد على أهمية أن تمنح كل الفرص الممكنة لإنجاح الحل السياسي الذي يعتبر السبيل الوحيد الضامن «لوحدة مالي ومؤسساتها الدستورية».
وأضاف مدلسي انه من الضروري أن تكون الأولوية للحل السلمي على كل الأطراف في الداخل وكدا دول الجوار وبقية الشركاء بالاجتهاد وبقوة من «أجل تجسيد هذا الحل الذي يعلق عليه الماليون آمالا كبيرة لإنهاء الأزمة».
وأوضح في ذات السياق أن الجزائر لا تذخر أي جهد في هذا المجال، وهي تشجع بالدرجة الأولى أن تتجه كل الجهود في «صوب تمكين دولة مالي من استرجاع سيادتها على كامل ترابها» وهذا عن قناعة تامة منها بأن «الماليين هم وحدهم أصحاب القرار ولا يمكن لأي كان أن يحل محلهم».
وفيما ذكر بالمساعدات والمساعي الجزائرية المكتفة والرامية إلى تمرير فكرة الخيار السلمي كحل وحيد للازمة وهو الأمر الذي بات تطالب به أيضا ولحسن الحظ «جماعة أنصار الدين وحركة الأزواد» وذالك استنادا إلى التصريحات الأخيرة لمسؤولين عنهما، مفادها «استعدادهم للحوار مع الحكومة المالية في بماكو»، نوه مدلسي بجهود الحكومة المالية التي تحضر لجلسات وطنية للحوار من المقرر أن تعقد قبل نهاية نوفمبر الجاري».
وعرج رئيس الدبلوماسية الجزائرية أيضا على مساعي الأمم المتحدة التي ينتظر أن تتخذ قرارها هي الأخرى بخصوص قضية أزمة مالي بعد النظر في تقرير مبعوثها الأممي لمنطقة الساحل، رومانو برودي، مع التذكير أن الهيئة الأممية تشجع هي الأخرى الخيار السياسي السلمي كخيار أمثل للأزمة، بالرغم من ورود الحل العسكري على الأجندة، على أن يشكل عند الضرورة القصوى، حسب مدلسي، «مجرد دعم للمؤسسة العسكرية المالية ودعم لجهود محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة المتفشية بصورة رهيبة في منطقة الساحل» .
ودعا مراد مدلسي «عدم إغفال الجانب الاقتصادي والاجتماعي للأزمة وهو شق ينبغي أن يحظى بالأهمية اللازمة في الحوار المرتقب بين الأطراف المالية.»
ودائما بخصوص أزمة مالي والانعكاسات الخطيرة الناجمة عنها والمتعلقة بمصير الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين كشف مدلسي انه «لا جديد يذكر عنهم»، مضيفا انه: «يغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تضامننا التام مع الدبلوماسيين المختطفين وأسرهم ونحيي شجاعتهم وصبرهم في هذا الظرف العصيب».
وفي اجابته على السؤال المتعلق بسلامة و أحوال الجالية الجزائرية المقيمة بسوريا قال مراد مدلسي أن أوضاعها مستقرة وأن القنصلية الجزائرية لا تزال تعمل رغم الظروف القاسية فيما أن الكثير من المغتربين بسوريا فضلوا العودة إلى البلاد عن طريق الجو.
وأكد وزير الشؤون الخارجية تمسك الجزائر بموقفها الداعم والمساند لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وكذا تضامنها على أكثر من صعيد مع الشعب الفلسطيني والمحن التي يتعرض إليها مشيرا إلى الجزائر ستقدم قريبا مساعدات للفلسطينيين المنكوبين في قطاع غزة .