شرعت مديرية الصّحة والسّكان لتيارت في عقد لقاءات تحسيسية دورية عبر دوائر الولاية لفائدة مرضى داء السكري، لإطلاعهم بنظام التغذية أثناء الصوم. وقد رافقت جريدة «الشعب» الأطباء و المشرفين على العملية خلال نزولها بدائرة عين كرمس.
وشهدت الحملة إقبالا ملحوظا ولا سيما العنصر النسوي، وقد تخلّله حوار معمّق بين الأطباء والمرضى تمحور حول الاغذية التي من شأنها أن ترفع أو تخفض من نسبة السكري خلال شهر رمضان، وتتسبب في إصابة المرضى بنوبات جراء التناول المفرط للأغذية الحاملة للسكريات إو نقصها من خلال الامتناع عن الأكل خلال الصيام، رغم تعليمات الأطباء بعدم المجازفة بالصوم لما يسببه من مخاطر على صحة المريض.
السيدة باسكات ياسمينة قابلة وأخصائية نفسانية في حوار لها مع أحد المرضى حديثا بداء السكري، طالبته بالتكثيف من إجراء التحاليل، وعدم الاسراع في أخذ الدواء حتى يتأكّد من إصابته عندما وجد نسبة السكر في جسمه تتعدى 1 غرام و40 أثناء قيامه بالتحليل اليومي، كما دعته إلى إجراء التحليل الثلاثي، أي تحليل يحدد النسبة خلال 3 أشهر مضت.
وطالب المشرفون على عملية التحليل مرضى السكري بتناول الخضار الطازجة والتقليل من السكريات والبقوليات والعجائن لما تحتويه من نسبة معتبرة من السكريات، وانتهاج خطة نصف ربع صحن والمتمثلة في تقسيم صحن الأكل إلى ثلاثة أجزاء من نصف الصحن للخضر الطازجة، وربعه للبروتينات والربع الآخر للسكريات والدهنيات، وتناول الفاكهة عوض العصائر والمشروبات الغازية، واتباع حمية للتقليل من المضاعفات.
وحثّ الأطباء المرضى على المشي لمدة لا تقل على 40 دقيقة يوميا ممّا يساعد على حرق السكريات، وإبعاد الاكتئاب والملل، وقد بادر المشرفون على العملية التحسيسية إلى تذكير المرضى بالسكري بالرخص الشرعية التي منحها الله لكل مريض، فما بالك بالمصابين بالسكري زيادة على نصائح الأطباء الجزائريين.
بالنسبة للصيام، قالت السيدة ياسمينة قابلة فإن المرأة الحامل يحق لها الافطار وهي رخصة شرعية لكل مريض فما بالك الحمل ومرض السكري، وحتى المرضعة حسب الأخصائية لها الحق في الافطار إذا لاحظت تعبا أو مجهودا قويا.
وحتى صلاة التراويح كانت محل نقاش مع مرضى السكر، حيث نصح الاطباء المرضى بعدم تناول وجبة الافطار كاملة وتأخيرها بعد الصلاة، وعدم الوقوف كثيرا عند الإحساس بالتعب. وعن استعمال أداة قياس السكري نصح الأطباء المرضى بعدم استعمال الجهاز من قبل عدة اشخاص لأن الدم ناقل للامراض ويمكن أن يسبب العدوى، والجهاز به ذاكرة تسجل نسب القياس وعندما يستعمل الجهاز عدة مرات تختلط الحسابات، ويصعب متابعة العملية بالنسبة للمريض.