اســـــتــــــلام الـــــعـــــديـــــد من الـــــهـــــيــــــاكل الجــــــديــــــــدة

الصحة بباتنة..قفزة نوعية عنوانها راحــــــــــةُ المواطـــــــن

باتنة: حمزة لموشي

 

شهد قطاع الصحة بولاية باتنة خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية، تمثّلت في استلام العديد من الهياكل الصحية الجديدة بهدف تحسين التكفل بالمواطنين، لاسيما في المناطق النائية التي عانت لسنوات من نقص الخدمات الطبية.


كما تم تخصيص ميزانيات ضخمة لاقتناء أحدث المعدات والأجهزة الطبية، إلى جانب إعادة بعث مشاريع حيوية كبرى كان قد تم تجميدها، وذلك بفضل جهود السلطات العمومية، استجابةً لتطلعات السكان في الحصول على خدمات صحية متطورة ومتكاملة.
يُعتبر مُستشفى الأمراض السرطانية بباتنة، من بين المرافق الصحية التي حظيت باهتمام السُلطات الولائية، حيث تم إفتتاح عدة مصالح طبية حيوية ومهمة انتظرها المرضى منذ مدة ويتعلق الأمر بمصلحة الطب النووي إضافة إلى عملية توسعة مصلحة الأورام السرطانية وكذا تجهيز مخبر خاص بالتشريح الطبي، بأكثر من 30 مليار سنتيم، حيث ستساهم هذه المصالح الجديدة في التخفيف من معاناة المرضى الذين يترددون على هذا المستشفى الجهوي من أكثر من 30 ولاية من الوطن.
230 مليار سنتيم
 لتجديـد معدات طبـية  
تواصل ولاية باتنة ريادتها الوطنية في قطاع الصحة بفضل جهود القائمين عليه ودعم السلطات الولائية، حيث تم إبرام اتفاقية شراكة وتعاون بين المركز الاستشفائي الجامعي بباتنة، ممثلًا للوكالة الوطنية لزرع الأعضاء بالجزائر، والمجلس الوطني للتبرع واقتطاع الأعضاء والأنسجة البشرية بدولة موريتانيا. تهدف الاتفاقية إلى تكوين الأطباء الأخصائيين الموريتانيين في مجال زراعة الكلى، نظرًا لما حققته باتنة من نجاح وريادة على المستويين الوطني والمغاربي في هذا المجال.
كما أعلن مدير الصحة لولاية باتنة، حمدي شقوري، في تصريح لـ«الشعب”، عن تخصيص غلاف مالي ضخم بقيمة 230 مليار سنتيم لتحديث وتجديد بعض المعدات الطبية الحيوية. ويشمل ذلك اقتناء جهاز علاج بالأشعة والمسرعات الخاصة بالعلاج الإشعاعي، وفق دفتر شروط صارم، بالإضافة إلى جهاز روبوت جراحي يُعد الأول من نوعه في الجزائر، سيتم استخدامه في الجراحة الدقيقة للمسالك البولية وعلاج أنواع مختلفة من السرطان. كما تم تعزيز المركز الجهوي لمكافحة الأمراض السرطانية بباتنة بعربتي نقل للأدوية ومركبة تبريد جديدة.
وفي سياق التطوير المستمر للخدمات الصحية، تمكن مستشفى الأمراض السرطانية من إنجاز 152 عملية ناجحة للزرع الذاتي للخلايا الجذعية لمرضى السرطان. وتعتمد هذه التقنية على استئصال الخلايا الجذعية من العظام السليمة للمريض، ثم تجميدها إلى حين إتمام العلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا السرطانية، ليعاد بعد ذلك زرعها في المناطق المصابة، مما يسمح بتجددها وانتشارها في بيئتها الطبيعية.
وفي خطوة نوعية، سيتم قريبًا إجراء عمليات زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم عبر متبرع، وهي تقنية تُستخدم في علاج سرطان الدم، الأورام الخبيثة، مرض هودجكين، سرطان الغدد الليمفاوية، والورم النخاعي المتعدد.
كما تم دعم المركز الجامعي الاستشفائي بباتنة بجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي يُعد الثاني من نوعه بالمركز، وهو من أحدث الأجيال المتطورة في التصوير الطبي. وقد أشرف والي باتنة على عمليات تركيبه، حيث يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في دقة التشخيص والعلاج.
تأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية الدولة الرامية إلى تحديث المنشآت الصحية، وتزويدها بالتجهيزات المتطورة، تنفيذًا لتعليمات السلطات العليا، وتجسيدًا لاستراتيجية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في تحقيق الأمن الصحي ومكافحة أمراض السرطان. كما شملت هذه الاستراتيجية التكفل التام والفوري بجميع المرضى غير المؤمنين اجتماعيًا دون أي إجراءات إدارية مسبقة، تعزيزًا للطابع الاجتماعي للدولة.
وحدة جهوية لقسطرة القـلب لخدمة مرضى ست ولايات
في إنجاز صحي نوعي، تم افتتاح وحدة جهوية متخصصة في عمليات قسطرة القلب بمصلحة أمراض القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي بن فليس التهامي بباتنة، مما يمثل خطوة مهمة في تحسين الخدمات الصحية وتخفيف معاناة المرضى في ست ولايات، وهي باتنة، تبسة، خنشلة، بسكرة، الوادي، وأم البواقي. وقد استُقبل هذا المشروع بارتياح كبير من قِبَل المرضى وعائلاتهم، نظرًا لما يقدمه من خدمات متخصصة ومتطورة في مجال أمراض القلب.
منذ دخولها حيز الخدمة، حققت الوحدة إنجازات طبية متميزة، حيث أجرت العديد من العمليات الدقيقة، استُهلّت بإجراء أربع عمليات معقدة ناجحة، وهي الأولى من نوعها التي تُجرى في مستشفى باتنة. وأكد مدير الصحة، حمدي شقوري، الذي تابع العمليات ميدانيًا، أن هذا النجاح جاء بفضل التجهيزات الحديثة التي زُودت بها المصلحة، بالإضافة إلى تكوين طاقم طبي شاب يتألف من أربعة أطباء أخصائيين في أمراض القلب وأستاذة برتبة بروفيسور تشرف على المصلحة.
استئصال الماء الأبيض لأكثر من 2000 مريض
يتواصل التكفل الصحي الجيد بالمرضى كبار السن في ولاية باتنة، في إطار التضامن مع الفئات الهشة القاطنين بالمناطق النائية والبعيدة، حيث تمكنت الاطقم الطبية المُختصة في طب وجراحة العيون الموزعة عبر إقليم الولاية باتنة، في إجراء أكثر من 2000 عملية جراحية مجانية مُتخصصة، لاستئصال الماء الأبيض كُللت بالنجاح.
يُضاف هذا النجاح للنجاحات الكثيرة في زراعة القرنية بمستشفى باتنة الجامعي، حيث أصبح ملف التكفل بالفئات الهشة والمعوزين خاصة القاطنين بالمناطق النائية والجبلية البعيدة بولاية باتنة، ضمن أولويات السلطات العمومية بباتنة، بعد إجراء فحوصات طبية دقيقة، أكدت حاجتهم لمثل هذا النوع من التدخل الجراحي.
هذه العميات تندرج في إطار مبادرة طبية تدخل في إطار القوافل الطبية التي أطلقتها مصالح مديرية الصحة، بالتعاون مع المجلس الشعبي الولائي، فائدة كبار السن والمُعوزين، وشملت تلك التدخلات الجراحية، حسب والي باتنة، محمد بن مالك، خلال إشرافه عليها، استئصال الماء الأبيض المعروف طبيا بالكاتراكت، والذي تعاني منه غالبا الفئة العمرية التي تتجاوز 50 سنة، والذي يعتبر من أكثر أمراض العيون انتشارا في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفعه لتوجيه تعليمات صارمة للجهات المعنية بالتكفل بهذا الملف وتسخير كل الإمكانات اللازمة لذلك.
وكما هو معلوم، فإن المركز الاستشفائي الجامعي بن فليس التهامي بباتنة، قطع أشواطا في زراعة القرنية، بإجراء أكثر من 18 عملية زرع العام الماضي، استفاد منها الكثير من المرضى من مختف ولايات الوطن، ومن الجنسين، عانوا لسنوات من ضعف البصر، حيث كانت البداية سنة 2018 بزرع 30 قرنية.
300 عملـية جراحية لفائدة الأطفال
استمرارا لنجاحات قطاع الصحة بباتنة، الخاصة بفئة الأطفال مرضى التشوهات الخلقية الجنسية، استفاد أكثر من 300 طفل لديهم تشوهات معقدة، من عمليات جراحية خاصة ودقيقة ومُعقدة، على مدار 3 سنوات، بالمؤسسة الإستشفائية عين التوتة، لفائدة الأطفال من الفئات الهشة والقاطنين بالمناطق النائية والبعيدة، في إطار التوأمة مع مُستشفى سيدي مبروك بقسنطينة، تتعلق بالتشوهات الخلقية في الجهاز الهضمي والمسالك البولية أشرف عليها البروفيسور هشام شوتري من ولاية قسنطينة، والبروفيسور هيام لوشان من عين التوتة.
...حـملة “ أبصرني” لاقتناء النظارات الطبية للتلاميذ المُعوزين
كما شهدت الولاية، أيضا، فعاليات حملة الكشف والمُتابعة واقتناء النظارات الطبية لفائدة تلاميذ الطور الابتدائي الذي يُعانون من قصر النظر، حيث تم تمكينهم منها مجانا، من أجل السماح لهم بمتابعة الدراسة في ظروف صحية جيدة، حيث استفاد أزيد من 2100 تلميذ من نظارات طبية عبر جميع بلديات الولاية 61.
وأكدت التقارير الطبية، حسب مدير القطاع شقوري، تسجيل ضعف البصر لدى التلاميذ وعدم قدرتهم على اقتناء النظارات الطبية وإجراء الفحوصات التي تكلف كثيرا جيوب أوليائهم خاصة الذين لا يملكون تأمينا اجتماعيا لأسباب مختلفة، الأمر الذي دفع بالسلطات العمومية استغلال العطل المدرسية للقيام بمثل هذه المبادرات التضامنية وتعميمها بالتنسيق مع مُختلف الفاعلين على غرار صناديق التأمينات الاجتماعية.
الصناعة الصدلاية.. باتنة تتفوق
تجسيدا لتعليمات السلطات العليا للدولة، انطلقت أشغال إنجاز 3 مصانع كبرى في مجال الصناعة الصيدلانية، أولها مصنع لإنتاج المواد الأولية للبارسيتامول والأسبرين، تابع لمجمع صيدال العمومي، في إطار الشراكة الأجنبية، بالتعاون مع دولة إيران، تقدر تكلفة إنجازه بأكثر من 67.5 مليار سنتيم، وبطاقة إنتاج سنوية تصل إلى أكثر من 2000 طن، يتربع على مساحة تفوق 11 ألف متر مربع، مع إمكانية توسعته مستقبلا، على أن تبلغ مدة الإنجاز 18 شهرًا مع نقل التكنولوجيا، ومن المتوقع أن يدخل حيز الخدمة خلال النصف الثاني من عام 2025.
وسيتم أيضا توطين مصنعين آخرين للصناعات الصيدلانية، يهدف أحدهما إلى إنتاج مواد أولية لأمراض القلب والأوعية الدموية ومضادات مرض السكري ومضادات الالتهابات، ستبلغ قدرته الإنتاجية 4 أطنان سنويًا، سيتم تشييده على مساحة 10000 متر مربع، وذلك بتكلفة استثمار إجمالي يقدّر بـ 1.224 مليار دينار جزائري.
في حين، يهدف المصنع الآخر إلى إنتاج بلورات الأنسولين، وهو ما يُعد إنجازًا هامًا كونه الأول من نوعه على مستوى إفريقيا، تصل قدرته الإنتاجية السنوية إلى 1500 كيلوغرام، حيث ستتمكن هذه الوحدة من تلبية احتياجات السوق الوطنية وتحقيق فائض مُخصص للتصدير، حيث يُقدر الاستثمار في هذا المشروع بـ1.7 مليار دينار جزائري، يمتد على مساحة 5000 متر مربع، وسيوفر أكثر من 200 فرصة عمل، حيث تشمل عملية الإنجاز المُقررة على مدار 36 شهرًا. وستُساهم هذه المشاريع النوعية في تقدم الجزائر بشكل كبير في مجال الصناعة الصيدلانية، وتقليل الواردات، وتعزيز سيادتها الصحية، حيث تحولت باتنة إلى قطب استثماري وطني في هذا المجال.
رفع التجميد عن مـشـروع مستشفى جامعي 500 سرير و120 سرير
يسير إنجاز مشروع مُستشفى جامعي جديد لولاية باتنة، تُقدر طاقة استيعابه الأولية 500 سرير، وآخر بمدينة عين التوتة بسعة 120 سرير بوتيرة جيدة بعد اختيار الأرضية والإعلان عن الدراسات الخاصة بهما، حسب ما أفاد به المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية بالولاية، بعد رفع التجميد عن هذين المشروعين الحيويين الذين ظلا لسنوات عديدة من بين أهم مطالب ساكنة الولاية.
وسيتم إنجازه بمجرد انتهاء الدراسة، حيث يُرتقب أن ينجز بمحاذاة مدرسة التكوين شبه الطبي بالقطب العمراني الحضري حملة 03 ببلدية وادي الشعبة بدائرة باتنة، وهي الأرضية التي تم الاتفاق عليها سابقا من طرف المصالح التقنية المختصة.
من جهته، مدير الصحة حمدي شقوري، أشاد بجهود السلطات العليا للدولة في تسجيل هذا المشروع معتبرا إياه إنجازا صحيا تاريخيا سيساهم في الحركة التنمية التي يشهدها قطاع الصحة في السنتين الأخيرتين، خاصة وأنّ الولاية تتوفر حاليا على أكثر من 14 مُؤسسة استشفائية تقدر طاقة استيعابها الإجمالية بـ2700 سرير، مُوزعة على 62 مصلحة طبية وجراحية و46 غرفة عمليات عبر المؤسسات الاستشفائية، إضافة إلى احتوائها على 10 مؤسسات عمومية للصحة الجوارية تضم 61 عيادة متعددة الخدمات و10 عيادات توليد ريفية بسعة إجمالية تقدر بـ94 سريرا وكذا 266 قاعة علاج تدخل في صميم التكفل الجيد بانشغالات الساكنة.
تسليم 47 سيارة إسعاف مجهزة لفائدة البلديات النائية
استلمت غالبة البلديات النائية بولاية باتنة، سيارات إسعاف حديثة تتوفر على كل التجهيزات الطبية، لتمكينها والمرافق الصحية المتواجدة بها من التكفل الأمثل بالمرضى خاصة ما تعلق بنقل الحالات الاستعجالية للمؤسسات الصحية الاستشفائية، حيث تأتي العملية استكمالا لبرنامج سطرته مصالح ولاية باتنة، في إطار تحسين الخدمة العمومية، خاصة بعد فتح أكثر من 24 قاعة علاج كانت مغلقة لعدة سنوات، وأصبحت الآن تقدم خدمات صحية كبيرة لفائدة مواطني قرى ومشاتي باتنة النائية والبعيدة، حيث تم تسليم 47 سيارة إسعاف من أصل 61 سيارة، مجهزة تشبه غرف عمليات مصغرة، وكذا مركبات رباعية الدفع وبعض الشاحنات الخاصة بالتبريد، وذلك من أجل نقل الأدوية في ظروف تسمح بالحفاظ عليها من التلف، على 3 دفعات قدمتها المؤسسة الجزائرية لصناعة المركبات ذات العلامة مرسيديس بنز التابعة لوزارة الدفاع الوطني، وذلك لفائدة المرافق الصحية المتواجدة بهذه البلديات.
القطـاع يـتعزز بـ 1000 عـون شبه طبي جديد
في خطوة تهدف إلى تعزيز الخدمات الصحية والقضاء على النقص المسجل في الطواقم شبه الطبية، تدعم قطاع الصحة بولاية باتنة بأكثر من 1000 عون شبه طبي جديد بمختلف التخصصات والرتب، وذلك بعد تلقيهم تكوينًا متخصصًا بالمعهد الوطني للتكوين العالي للشبه الطبي بباتنة. وقد تم توزيع هؤلاء الأعوان على مختلف المؤسسات الصحية المنتشرة عبر إقليم الولاية، تزامنًا مع افتتاح العديد من المرافق الصحية الجديدة.
ووفقًا لما أفادت به السلطات العمومية بولاية باتنة، يُرتقب خلال العام المقبل رفع عدد المتخرجين في مختلف التخصصات الطبية لتحقيق مستويات أعلى من التكفل بالمرضى. ويشمل ذلك 56 قابلة متخرجة في تخصص توليد النساء، إضافة إلى عدد من المختصين في الإنعاش وتشغيل أجهزة الأشعة، الذين خضعوا لتكوين مستمر على مدى سنوات، ما يضمن جاهزيتهم لتقديم خدمات طبية بجودة عالية.
شهد قطاع الصحة بولاية باتنة في الآونة الأخيرة قفزة نوعية، سواء من حيث تحسين التكفل بالمرضى أو من حيث عدد المنشآت الصحية الجديدة التي تم استلامها. وأوضح مدير الصحة بالولاية، حمدي شقوري، أنه تم افتتاح جناح العمليات الجراحية بمستشفى ثنية العابد، والذي يضم ثلاث قاعات عمليات مجهزة بأحدث التجهيزات، إلى جانب افتتاح ثلاثة مراكز جديدة لتصفية الدم بكل من رأس العيون، ثنية العابد، وتكوت، وذلك في إطار تحسين الخدمة الصحية وتقريبها من المواطنين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19745

العدد 19745

الجمعة 11 أفريل 2025
العدد 19744

العدد 19744

الخميس 10 أفريل 2025
العدد 19743

العدد 19743

الثلاثاء 08 أفريل 2025
العدد 19742

العدد 19742

الإثنين 07 أفريل 2025