آليات وتدابير لإدراجه ضمن الخطط الاقتصادية الوطنية

الصّناعة الحرفية.. عامل أساسي لتحقيق التّنمية المستدامة

علي عويـش

 

تُعدّ الصناعات التقليدية والحرف اليدوية من الركائز الأساسية لجذب السيّاح، حيث تُشكّل دعامة مهمة لقطاع السياحة، وتُسهم في تعزيز الهوية الثقافية والشخصية الوطنية للمجتمع. كما تُعتبر محفّزاً رئيسياً لخلق فرص عمل للشباب في الولايات السياحية.

بفضل التشريعات والإجراءات التي اعتمدتها الدولة للارتقاء بالصناعة التقليدية، تحوّل هذا القطاع من نشاط هامشي إلى مصدر رزق مستدام للعديد من العائلات، خاصة في المناطق الريفية والصحراوية.
سعت الجهات المختصة في السنوات القليلة الماضية الى استحداث عدة آليات لإدراج الصناعة التقليدية ضمن الخطط الاقتصادية الوطنية، من خلال العمل على تحويل صغار الحرفيين الى منتجين يساهمون في التنمية المستدامة للمجتمع، ومنحهم هامش أكبر من النهضة التي تشهدها بلادنا، ولتحقيق هذه الإستراتيجية، شهد القطاع طفرةً نوعية من حيث الهياكل والمنشآت والنصوص القانونية التي قفزت بالقطاع الى مصاف القطاعات التي يُعوّل عليها في جلب الاستثمار وخلق قيمة مضافة وامتصاص البطالة ببلادنا.
ونتيجة لهذه السياسة، انتعشت الصناعة التقليدية بولايات الجنوب بشكل أكبر من ذي قبل، وتنفّست الصّعداء بعد سنوات من الركود الذي أدى الى ضياع الكثير من عناصر الهوية الوطنية وهجرة العديد من الحرفيين الى نشاطات أخرى.
الإستراتيجية المعتمدة للنهوض بالصناعة التقليدية ببلادنا، أفضت الى تحوّل جذري في قطاع السياحة، مدفوعة في ذلك برغبة كبيرة لدى الحرفيين في المساهمة في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وزيادة الإنتاجية وتعزيز القدرات الاقتصادية الموجّهة للسياحة التي ستساعد على جلب العملة الصعبة.
كما أصبح قطاع الصناعة التقليدية قطاعاً مهماً يلعب دوراً محورياً في إنعاش الاقتصاد الوطني خاصةً في المناطق القروية والريفية، من خلال استحداث فرص عمل بسيطة للسكان المحليين، والتي لا تتطلّب إمكانيات ضخمة أو استثمارات كبيرة لتحقيقها.
وقد عرف قطاع الصناعة التقليدية بولايات الجنوب، ركوداً مسّ أغلب جوانبه جراء جائحة “كوفيد-19”، وما ترتّب عنها من شلل أثّر سلباً على قطاع السياحة بهذه الولايات، غير أنه بدأ بالتعافي تدريجياً بعد ذلك بفضل سياسات الدعم التي أقرّتها الدولة، والتوجّه تدريجياً الى الاستثمار الخاص في هذا المجال.
تكنولوجيات الإعلام للتّرويج والتّسويق
إلى جانب ذلك، شكّل التسويق الالكتروني للمنتجات الحرفية فصلاً آخر من فصول تطوّر القطاع ببلادنا، حيث استعان الجيل الجديد من الحرفيين الشباب بتكنولوجيات الإعلام والاتصال من أجل الترويج والتسويق للصناعات التقليدية الجزائرية، محدثين بذلك ثورة حقيقية وضعت المنتجات الحرفية الوطنية في واجهة التراث العالمي، ومكّنت من التعريف وتسجيل العديد من عناصر الهوية ضمن التراث العالمي.
فتحت تكنولوجيات الإعلام والاتصال الباب على مصراعيه للحرفيين الشباب من أجل التعريف بمنتجاتهم الحرفية خارج التراب الوطني، غير أن السواد الأعظم من الحرفيين لم يتمكنوا من مواكبة هذا الزخم، وعجزوا عن إيجاد موطئ قدم لهم في العالم الرقمي المتسارع بسبب ضعف التكوين، واعتماد الكثيرين منهم على الطرق الكلاسيكية في التسويق، وهو ما جعل الكثير من كنوز الهوية الوطنية والصناعات التقليدية الفريدة تترنّح تحت غبار التعتيم والنسيان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19745

العدد 19745

الجمعة 11 أفريل 2025
العدد 19744

العدد 19744

الخميس 10 أفريل 2025
العدد 19743

العدد 19743

الثلاثاء 08 أفريل 2025
العدد 19742

العدد 19742

الإثنين 07 أفريل 2025