إجــــراءات عـــمـــلــــيــــة لمـــرافـــقـــة الحـــرفــــيـــّــين بـــبــــومــــــرداس
تتميّز ولاية بومرداس بصناعة تقليدية نابضة بالحياة، تشمل مجالات متنوعة تعكس غنى المنطقة وتمسّكها بهذا المورد الاقتصادي المهم. لم يعد دور هذه الصناعة يقتصر على توفير الرزق ودعم العديد من العائلات، بل امتدّ ليجسّد أبعاداً حضارية، ويصبح رمزاً للهوية الوطنية بتعدّدها وتاريخها العريق. ورغم تحديات العولمة التي تهدّد هذه الخصوصية وتسعى لقطع أواصر الارتباط بين الأجيال، تظلّ هذه الصناعة صامدة ومزدهرة.
ز . كمال
حظي قطاع الصناعة التقليدية باهتمام كبير في السنوات الأخيرة بولاية بومرداس بفضل الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة ووزارة السياحة لترقية النشاط والاهتمام أكثر بالحرفيين والمهنيين الذين ينشطون في الميدان سواء من حيث التكوين وتأهيل اليد العاملة والمرافقة لإنشاء مؤسسات مصغرة بفضل أجهزة الدعم المحلية خصوصا وكالة تسيير القرض المصغر “أنجام” أو بفضل المرافق والهياكل التي تجسدت في الميدان لتأطير وجمع المهنيين بعد إنجاز دار الصناعة التقليدية بعاصمة والولاية ومركزين في كل من برج منايل ودلس مع تخصيص مكاتب وورشات كنوع من الدعم.
وتلعب غرفة الصناعة والتقليدية والحرف دورا كبيرا في تأطير الحرفيين والحرفيات بولاية بومرداس وترقية نشاطهم من خلال اعتماد برامج خاصة في مجال التكوين والمرافقة بالتنسيق مع قطاع التكوين المهني، الذي يشرف على تنشيط دورات لتأهيل المهنيين وتمكينهم من شهادات في التخصص قد تفتح مجال المقاولاتية أمامهم والعمل على تنمية أفكارهم، مع تنظيم دورات خاصة في مجال التسيير وإنشاء المؤسسات المصغرة كان أخرها الدورة التي احتضنها دار الصناعة التقليدية التي خصّصت لعرض تقنيات وطرق الاستفادة من مجمل التحفيزات التي وضعتها الدولة وقانون الاستثمار الجديد الذي فتح المجال واسعا أمام هذه الفئة لولج ميدان الشغل والمساهمة الاقتصادية الفعالة.
إلى جانب تنظيم دورات إعلامية وتحسيسية لفائدة المهنيين من أجل اطلاعهم على مختلف المستجدات المتعلقة بالنصوص والإجراءات المتخذة من قبل الحكومة والوزارة الوصية في المجال وربطهم بعالم الاستثمار، وتطوير المهارات اليدوية بفضل عملية الرقمنة والتسجيل عن بعد ورفع الانشغالات المختلفة، والعمل على ترقية المنتوج الوطني بفضل الإجراء الأخير الصادر بالجريدة الرسمية المتعلق بقرار علامة النوعية والأصالة لمنتجات الصناعة التقليدية الفنية التي تضم 75 نشاطا بولاية بومرداس والقرار الثاني يحدد كيفيات تسليم علامات النوعية والأصالة.
كما يحاول القائمون على القطاع توسيع عملية تأطير الفئات المهنية الناشطة في مجال الصناعة التقليدية وإعادة تنظيمها وهيكلتها سواء عبر انشاء مؤسسات عائلية فيما يعرف بالأسرة المنتجة أو تعاونيات خصوصا بالنسبة للحرفيين والحرفيات الناشطين في بعض المهن الريفية التي تقاوم الزمن، وبحاجة الى تجديد وعصرنة وأغلبها في مجال صناعة الألبسة والخياطة، الصناعة الجلدية التي تشتهر بها بلدية بني عمران، صناعة السلالة، الفخار، الحلي وغيرها من الإبداعات التي ترمز الى العمق الحضاري والتاريخي للمنطقة وتعكس حجم الزخم الذي تتميز به الثقافة الجزائرية وموروثنا المادي واللامادي.
وقد سمحت كل هذه التدابير التنظيمية والمرافقة الميدانية للحرفيين والحرفيات بولاية بومرداس من إعادة تنظيم وهيكلة القطاع، وإعادة دمج واسترجاع عشرات الحرف التي كانت مهددة بالاندثار بسبب الصعوبات المادية ومشاكل التسويق وارتفاع تكاليف المواد الأولية وانشغالات أخرى على علاقة بملف التأمين والحماية الاجتماعية للحرفي التي شكلت لائحة مطالب متكررة تم أخذها بعين الاعتبار في إطار السياسة الجديدة للحكومة الرامية الى رد الاعتبار لهذا القطاع الحساس باعتبارها رافدا اقتصاديا مهما، وركيزة أساسية للنشاط السياحي ببلادنا.