سنوات من المعاناة والتهميش أرهقت سكان حي فريعن مسعود ببلدية حمام دباغ بولاية قالمة، حيث يعاني قاطنو الحي الأمرين بسبب جملة النقائص التي نغّصت حياتهم اليومية، على مرأى ومسمع الجهات الوصية التي لم تحرّك ساكنا لانتشالهم من الوضع المزري الذي يتخبّطون فيه.
لا تزال معاناة سكان حي مسعود فريعن ببلدية حمام دباغ متواصلة بسبب غياب المرافق الضّرورية كتهيئة الطرقات والشوارع، فلم تستفد من أيّة عمليات تهيئة، حيث تحوّلت الأرضيات مع مرور الوقت إلى حفر عميقة يصعب للراجلين وأصحاب المركبات تجاوزها أو تخطّيها بسهولة، لاسيما في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار.
ونتيجة لهذه الوضعية الصّعبة، يضطر قاطنو الحي الاستعانة بأحذية بلاستيكية أو أكياس لتجنّب الأوحال والمياه الراكدة شتاء، ووضع الأقنعة أو الأيادي على الأنف في فصل الصيف لتجنب تنفّس الغبار المتطاير، هذا الأخير الذي قد يساهم في انتشار أمراض الربو والحساسية وسط أطفال الحي.
في سياق متصل، طرح سكان حي مسعود فريعن مطلبا ضروريا، يتمثل في فتح فرع بلدي جديد لاستخراج الوثائق الإدارية وشهادات الميلاد، بدل التنقل إلى مركز البلدية لبعد المسافة، وهو ما يصعب الأمر على كبار السن والمرضى والمصابين بأمراض مزمنة.
في ذات الإطار، أعرب هؤلاء عن تذمرهم الشديد جراء تفاقم معاناتهم، محمّلين السلطات المحلية مسؤولية هذه الوضعية من خلال تجاهلها لهذا الحي، الذي لم يدرج ضمن برامج التهيئة التي استفادت منها بعض الأحياء المجاورة رغم الشكاوى العديدة المقدّمة.
مكتب بريد مطلب ملح
يشكو كذلك سكان حي مسعود فريعن ببلدية حمام دباغ من انعدام مكتب بريدي بالمنطقة، حيث يضطرون في كل مرة الى التنقل الى مركز البلدية من أجل إخراج رواتبهم، وفي هذا الصدد أعرب السكان عن امتعاضهم الشديد من هذا الوضع، الذي بات حسبهم لا يحتمل، مشيرين إلى أن في العديد من المرات يجبرون على العودة دون سحب أموالهم نتيجة الطوابير اللاّمتناهية في المركز الوحيد بالبلدية، نتيجة حالة الاكتظاظ التي يعاني منها مكتب البريد، حيث أضحى يشكّل هاجسا حقيقيا بعد تكرار المعاناة جراء النقص في السيولة النقدية، ومع التّعطّلات المتكرّرة لأجهزة الإعلام الآلي والخاصة بشباك سحب الرواتب في أيام تقاضي أجور العمال، تلك الانقطاعات التي تحدث في الشبكة الداخلية للحاسوب المخصّص لذلك، فالسحب بالبطاقة الإلكترونية يتوقّف مع انقطاع هذه الأخيرة.
هذه الوضعية أثارت عدة شكاوى أدلى بها المواطنون لـ «الشعب»، حيث يستمر طابور العمال من الثامنة إلى غاية الخامسة مساء، وقد يبقى بعض المواطنين أيّاما دون أن يسحبوا أموالهم، كما عبّر المواطنون عن مدى استيائهم الشديد من وضعية هذا المركز، الذي لا تستطيع أن يستوعب الكم الهائل من الوافدين، خاصة أيام العطل بسبب توافد السياح الى المنطقة.
وأمام هذا الوضع الذي عطّل مصالح العديد من السكان، يطالبون الجهات المعنية بتوفير مركز بريد بالمنطقة في أقرب الآجال قصد التقليل من الاكتظاظ الخانق التي يعرفه المركز الوحيد بالبلدية، والذي من شأنه رفع الغبن عنهم والتخفيف من معاناتهم بتجنيبهم التنقل، وقطع مسافة في كل مرة.
غياب الهياكل الصحية
مشكل آخر يواجه سكان حي مسعود فريعن، في ظل انعدام مركز صحي بالحي، الأمر الذي يضطر أغلبهم للتنقل إلى وسط المدينة من أجل تلقي العناية الطبية، حيث أوضح السكان أن مطالبهم ونداءاتهم المتكررة للسلطات المحلية لم تأتِ بنتيجة إلى يومنا هذا، بخصوص إنجاز عيادة متعددة الخدمات مثل العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة ببلدية بن يوب السعيد تنهي معاناتهم مع التنقل مسافات من أجل تلقي العلاج.
كما أنّهم يجهلون سر تغاضي السلطات المحلية والولائية عن توفير مركز صحي بالحي، الذي يعرف كثافة سكانية معتبرة، خصوصاً وأنه يعتبر من الضروريات، وأضاف محدّثونا أنّ أكبر المتضرّرين من غياب هذه المرافق الضرورية هم المسنون والمرضى، إذ من المفروض أن يحظى بها كل حي، باعتبارها أهم المطالب المنشودة من قبل السكان.
وأضاف محدّثونا، أنّهم تلقّوا وعودا بشأن الالتفات لجملة المشاكل التي يعانون منها، غير أنّ الوعود بقيت بعيدة المنال، ما دفعهم لتجديد نداءاتهم للجهات الوصية على رأسها مديرية الصحة لولاية قالمة لانتشالهم من المعاناة التي لا زالت تلازمهم منذ سنوات خلت، من خلال توفير المراكز الصحية على مستوى المناطق المحرومة، وهي حق شرعي، وفتح مراكز صحية وعيادات متعدّدة الخدمات، وهذا لرفع الغبن عن المواطنين، الذين ذاقوا مرارة الحرمان من أدنى ضروريات العيش الكريم.
الفضاءات الجوارية..الغائب الأكبر
يشكو جل قاطني حي مسعود فريعن من نقص المرافق الجوارية ذات الطابع الرياضي والثقافي، التي كان من المفروض أن تكون فضاء لهم، خاصة في العطل، حيث أعرب السكان عن سخطهم الشديد جرّاء النّقص الفادح والمسجل في المساحات الخضراء ومرافق التسلية الموجهة للعب الأطفال، التي من المفروض أن تعمل سلطات البلدية على توفيرها وكذا تهيئة الموجود منها، كونه يعاني الإهمال وهو ما أثار امتعاض شباب الأحياء.
بات هؤلاء مجبرين في ظل هذه الظروف القائمة على التنقل إلى المناطق المجاورة لأنّها تتوفر على مثل هذه المرافق، أو الجلوس في أرجاء الحي، ممّا جعلهم يعيشون فراغاً رهيباً، وقد طالب السكان بتهيئة مساحات للعب الأطفال تسمح للفئات العمرية المختلفة بالترفيه عن نفسها، كون هؤلاء يلعبون بشكل عشوائي في كل أرجاء الحي، ما بات يشكّل خطورة عليهم.
من جهة أخرى، استنكر المعنيون الوضع البيئي المتدهور نتيجة تكدّس القمامة بالحي التي شوّهت المحيط وعكست صورا سلبية وغير لائقة، مندّدين بعدم تحرك المعنيين لرفع القمامة، وتخليص السكان من المعاناة اليومية مع مشكل النفايات المتراكمة التي تحوّلت إلى ديكور مميز بالتجمعات السكنية.
وعليه يناشد السكان حي مسعود فريعن ببلدية حمام دباغ تدخّل السلطات المحلية لإدراج حيّهم ضمن شبكة الأحياء المستفيدة من عمليات التهيئة التي تقوم بها البلدية في إطار برامجها التنموية.