إذا كانت الدولة قد كوّنت اطارات واختصاصيين وبذلت أموالا طائلة من اجل خدمة المواطنين، فإن بعض المناطق لا زالت تعاني استقدام أطباء مختصين عبر المستشفيات العمومية التي أضيف الى اسمها وزارة الصحة واصلاح المستشفيات، والعينة هذه المرة من مستشفى ثنية الحد اكبر دائرة بولاية تيسمسيلت والتي تبعد بـ48 كلم عن عاصمة الولاية وبـ180 كلم عن العاصمة، يشتكي سكانها من نقص في اطباء النساء والتوليد مما يؤدي الى التنقل الى عاصمة الولاية أو إلى دائرة خميس مليانة بولاية عين الدفلى.
حيث تناوب طبيبة نساء وتوليد وحيدة يومي الأحد والاثنين من كل أسبوع وهذا للفحص والمتابعة فقط، أما العملية القيصرية او المستعصية فيتم نقل المرضى الى المستشفيات المجاورة، خاصة الى عاصمة الولاية عن طريق ذويهم، وقد طالب سكان دائرة ثنية الحد بضرورة توفير طبيبة مناوبة ليلا حيث تكثر الولادات ويصعب نقل النساء الحوامل الى أبعد نقطة وهي عاصمة الولاية، ولا سيما الأيام التي لا تناوب بها الطبيبة الوحيدة بالمستشفى في ظلّ تضاعف عدد النساء الحوامل. كما طالب السكان مديرية الصحة والسكان بالالتفات إلى الظاهرة المتمثلة في نقل النساء الحوامل من ثنية الحد الى تيسمسيلت، فما بالك بنساء القرى المجاورة والمداشير التي تتناثر عبر بلديات الولاية التي تبعد عن بعضهم بأكثر من 90 كلم، مما يسبب مضاعفات صحية للنساء الحوامل ولا سيما اللواتي يقرب أجل وضعهن هذا بالنسبة للذين يستطيعون التنقل فما بال بميسوري الحال، ناهيك عن مشكل النقل من الدوار الى طريق عمومي يؤدي بالذهاب الى احد المستشفيات القليلة التي تحوز على طبيب مختص في طب النساء والتوليد، فمستشفى برج بونعامة يعاني هو الآخر من انعدام طبيب مختص في التوليد رغم بعد هذه الدائرة عن عاصمة الولاية ويكون الاستنجاد بدوائر ولاية الشلف.