تصحيـح العثرات وتدعيـم النّتائج المشجّعـة مسؤوليـة الجميع

العودة إلى المدرسة..فصل التّدارك ينطلق

و - ي - أعرايبي

تتزامن العودة إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة باردة مع تجديد العزم والإصرار على تحقيق قفزة بعد التعثر من جهة أو تدعيم النتائج المشجعة خلال الفصل السابق الذي تمّ طيه، والانطلاق في رهان يكون للمتدخلين في المسار الدراسي دورهم الإيجابي في العملية التربوية.


 “لكل فارس كبوة ولكل نجاح وتألق عبرة”، هي مسلّمة يعمل بها أصحاب التدبير ويأخذ جذوتها ذوي النهى والعقول الراجحة، الذين يرافقون التلاميذ خلال مسارهم الدراسي كمتدخلين بفاعلية وتأثر في المتمدرسين الذين يعودون إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة للراحة وتجديد النفس، لاستكمال المشوار التعليمي تحت مراقبة وحرص الأساتذة والفريق التربوي والإداري والأولياء لأداء هذه المهمة التربوية والتعليمية النبيلة لتكوين وتحصين رجل الغد كرهان ومنظور استشرافي يتطلع إليه الجميع في الجزائر الجديدة التي وفّرت كل الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق هذه الغايات والأهداف النبيلة.
العودة التي تحرّك التلاميذ والآباء والأساتذة والطاقم التربوي تضع معيار النتائج، وما صاحبها من مجهودات من كل الأطراف محل تقييم واستخلاص الدروس سواء أتعلق بالتعثر أو التوفيق، على اعتبار أن الغاية كما يقول المختصّون النفسانيون والاجتماعيون من الوقفة التقييمية في حد ذاتها موقفا إيجابيا يراجع فيه التلميذ والولي والأستاذ والفريق التربوي مواطن الخلل والقوة والنجاح المحققة لأن خطوة المتسابق تبدأ من لحظة الاستعداد للانطلاق نحو لما يتشغف إليه التلميذ، ويفتح جذوة الفرح والارتياح لهؤلاء المتدخلين في العملية التربوية والتعليمية والتي عمودها ومحورها الأساسي التلميذ.
لذا، على المتمدرسين العائدين إلى مقاعدة الدراسة تصحيح الأخطاء والاستفادة منها، مستغلين نصائح وتوجيهات الأولياء الذين رافقوهم خلال العطلة الشتوية، التي تباينت فيها الأمزجة النفسية بفعل النتائج المحصل عليها، تقول المختصة النفسية “لمياء - ك«، التي تعاملت مع مثل هذه النماذج من التلاميذ التي كانت نتائجهم غير موفقة حسبها.
فالتركيز على مواقع الإخفاق والطريقة غير المجدية التي تمخضت عنها هذه النتائج، هي إحدى الطرق الناجعة لاستدراك ما فات وتحقيق التقدم والرضى الذي هو من رضى الأولياء والأساتذة والطاقم التربوي تقول محدثتنا، واعتبرت مسألة الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات الذاتية للمتعلم من شأنها تفجير طاقته والكوامن الداخلية المتعلقة بالمعارف والمكتسبات والمعلومات الخاصة بالدروس، وطريقة إزالة المعوقات المؤثرة على قدرات الفهم لدى التلميذ يقول المختصة لمياء.
أما فيما يخص معاملة المحيط العائلي، فالصائب هو تغيير أسلوب المرافقة والابتعاد على مظاهر الضغط والمعاتبة واللوم التي من شأنها خللخلة قدرات التلميذ، وجعله يشعر بالانهزام والإحباط والفشل. تلقينه قاعدة “لكل فارس كوبة ولكل تقدم وتألق عبرة”، من ميزتها غرس قيم التحدي والإمساك بخيوط الأمل والنجاح التي يراها أنها مشروعة ومعطى لكل مقبل على التعلم ومحب للنجاح، تشير ذات المتخصصة في معالجتها لمثل هذه الظواهر والوضعيات.
هذه المواقف التحفيزية بحاجة إلى موافقة أخرى من طرف الأساتذة، الذين يعملون بإخلاص مع التلاميذ من أجل تجاوز هذه الوضعيات، وتغيير المسارات المؤدية لتحقيق النتائج المرجوة، فالمتابعة وتكليف المتعلم ببعض التمارين المدعمة والمحفزة من الاساليب الناجعة لإبقاء المتمدرس في نطاق الدراسة وتلقي المعلومة في وضعية نفسية آنية بعيدا عن المؤثرات.
ولعل هذا من أنجع أسلوب التعليم وتثبيت المعلومات وتخزينها داخل منطقة بروكا، يقول فلاسفة المناهج التربوية الخاصة بالتعليم الناجع. هذه المرونة في التعامل وترك مساحة ليبدي التلميذ قدرته ويبرز مواهبه الكامنة، من الأساليب الناجحة لاستدراك التلميذ ما فاته وغاب عنه، وما عجز عن تحقيقه في الفصل الأول من الدراسة، فغرس مقولة “الفشل نقطة انطلاق وبداية للنجاح” مشجّعة لتجاوز المرحلة ونسيان الإخفاق.
كما تكون العودة لمقاعد الدراسة بالنسبة للمتفوقين مرحلة ثانية لتأكيد النتائج الجيدة ودعم المكاسب من خلال زيادة في المجهودات والمحافظة على ما تحقّق بإرادة وصبر وثبات بعيدا عن مظاهر الغرور التي تنسف ما بلغه المتمدرس من نجاح وتوفيق. هذه العوامل المتعلقة بالنموذجين الخائب، والفائز من شأنها التأثير في التلاميذ بعد عودتهم لمقاعد الدراسة بعد قضاء عطلة الشتاء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19668

العدد 19668

الأربعاء 08 جانفي 2025
العدد 19667

العدد 19667

الثلاثاء 07 جانفي 2025
العدد 19666

العدد 19666

الإثنين 06 جانفي 2025
العدد 19665

العدد 19665

الأحد 05 جانفي 2025