يتوقّع أن تستقبل ولاية الشلف، خلال صيف هذا العام، أكثر من مليون سائح، بفضل منشآتها الفندقية والعائلية الجديدة، وكذا الحظيرة المائية التي فتحت أبوابها مؤخراً، ما يجعل من الشريط الساحلي، الممتد على طول 120 كلم وجهةً مفضلة للعائلات.
ويُجمع مختصون في الشأن السياحي على أن الشريط الساحلي لمدينة الشلف، بطبيعته الجبلية ومسطحاته الخضراء المتداخلة مع زرقة البحر، أضحى من أبرز المقاصد الصيفية للعائلات القادمة من داخل الوطن وخارجه، رغم محدودية المرافق مقارنة بولايات ساحلية أخرى كتيبازة وبجاية ووهران.
وتشهد البلديات الساحلية على غرار تنس، بني حواء، المرسى، سيدي عبد الرحمن، وشطية، توافداً كبيراً من الزوار، خاصة في ظل موجات الحر الشديدة التي تعرفها المدن الداخلية كالشلف، وادي الفضة، بوقادير، عين مران وغيرها، حيث يُفضّل السكان الهروب نحو الشواطئ والمناطق الطبيعية المجاورة بحثاً عن الانتعاش.
وقد وفّرت الولاية 26 شاطئاً مسموحاً للسباحة، أبرزها شاطئ “الدشرية” الواقع على الحدود الغربية مع مستغانم، حيث تكتظ العائلات والمصطافون، رغم نقص المرافق باستثناء بعض الخيم والمظلات المعروضة بأسعار متفاوتة.
ومن الجهة الشرقية، تبرز شواطئ بني حواء كوجهة متميزة بفضل مجمّعها السياحي العصري، حيث أصبحت المدينة الجديدة هناك جوهرةً سياحية تستقطب الزوار من ولايات غليزان، تيارت، عين الدفلى، وتسمسيلت، بالإضافة إلى أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج.
ويضيف الزوّار أن سحر البحر بمنطقة “ماما بينات” وأحضان سلسلة جبال الظهرة، التي يعبرها الطريق الوطني رقم 11، يشكلان فضاءً مثالياً للاسترخاء والاستجمام، وسط غابات الصنوبر والنباتات البرية التي تعانق المنعرجات الساحلية من تيبازة إلى مستغانم.
ورغم هذه المقومات الطبيعية، تبقى الولاية في حاجة ماسة إلى مرافق استقبال وخدمات سياحية متطورة، حيث لا تتجاوز القدرة الاستيعابية الإجمالية للفنادق 500 سرير، حسب معطيات رسمية. وقد ساهمت بعض الاستثمارات الخاصة، مثل الحظيرة المائية، في رفع وتيرة النشاط السياحي ولو نسبياً.
ويؤكد متابعون محليون أن ضعف البنى التحتية يبقى العائق الأكبر، خاصة في ظل تأخر إنجاز مشروع الطريق المزدوج الرابط بين تنس وعاصمة الولاية، والذي يعاني من التجميد منذ سنوات، ما دفع أعضاء المجلس الشعبي الولائي إلى المطالبة بالإسراع في استئنافه لفكّ الاختناق المروري وتحقيق السلامة على الطرقات.
وفي الوقت ذاته، يُجمع الفاعلون الاقتصاديون على ضرورة تفعيل قطاع الاستثمار السياحي واللوجستي، خاصة عبر ميناء تنس، الذي لم يُستغل بعد في دعم الصادرات ولا في تموين المرافق السياحية على السواحل.
ويرى مواطنو الشلف أن منطقتهم تملك كل المقومات لتحوّلها إلى قطب سياحي واقتصادي حيوي، نظراً لموقعها المتوسط بين وسط وغرب البلاد، وقربها من ولايات كبرى مثل وهران وتلمسان وسيدي بلعباس.
وتُعدّ شواطئ تنس، سيدي عبد الرحمان، الدشرية، عين حمادي، بوشغال، واد القصب، القتة، وداتي، وعين البقرة، من أبرز النقاط التي يقصدها المصطافون سنوياً. وقد لاحظ العديد من الزوار بعض التحسينات مقارنة بالسنوات الماضية، غير أن التحدي الأكبر يبقى في الاستثمار الجاد والدائم في البنى التحتية والخدمات.