صرّحت عمري أحلام، عضو اللجنة الاستشارية للعلامة الجماعية للبرنوس الوبري ورئيسة مكتب المعالم والمواقع الأثرية بمديرية الثقافة والفنون لولاية الجلفة، في حديث لـ “الشعب”، أن العمل جار على ملف تسجيل البرنوس الوبري كعلامة جماعية من أجل رفعه إلى الوزارة المعنية.
أكّدت عمري أحلام أن النسيج الوبري الجزائري يحظى بحماية قانونية وفق القانون 98-04 المؤرخ في 15 جوان 1998 المتعلق بحماية التراث الثقافي، مشيرة إلى أنّ عملية تسجيل هذا النوع من التراث تبدأ بمستوى محلي قبل الانتقال إلى التصنيف الوطني والدولي. وأوضحت أن تسجيل البرنوس يعتمد على إعداد بطاقة تقنية دقيقة تشمل مراحل الصناعة والمواد المستخدمة، بالتعاون مع الحرفيين المحليين.
وأضافت أنّ العملية تتطلب توثيقا شاملا من خلال المرئيات والصوتيات، وإجراء مقابلات مباشرة مع الحرفيين لتوثيق المهارات والمعارف التقليدية وضمان نقل الحرفة بطرقها الأصلية. وأشارت إلى أن الجهود تتماشى مع اتفاقيات دولية، مثل اتفاقيتي باريس 2003 و2005 لصون التراث الثقافي اللامادي.
كما أكّدت المتحدثة أن تسجيل البرنوس كعلامة جماعية يهدف إلى توفير حماية قانونية واقتصادية للمنتج محليا ودوليا، مع الحفاظ على هوية الحرفة. ولفتت إلى أن البرنوس الوبري يمثل رمزا للهوية الثقافية المحلية، وسفيرا للتراث الثقافي والصناعات التقليدية الجزائرية في الخارج.
وأوضحت أنّ العولمة تفرض تحديات جديدة للحفاظ على الحرف التقليدية مثل صناعة البرنوس والقشابية، مشددة على أهمية ضمان انتقال هذه الحرفة بأمان إلى الأجيال القادمة كما ورثناها عن الأجداد. وأشارت إلى أن إدخال تصميمات حديثة وتقنيات جديدة في الطرز يجب أن يراعي الحفاظ على جوهر الحرفة وهويتها الأصلية، وشدّدت على ضرورة توثيق كل مراحل الصناعة في بطاقة تقنية تشمل المواد الأولية، طرق الصنع، وأساليب الحياكة التقليدية.
ولفتت عمري إلى أنّ هذه المبادرة بدأت منذ عام 2021، خلال يوم دراسي نظّمته مديرية الثقافة والفنون حول دور الدمغ في حفظ التراث، وذكرت أنّ جمعية “ريادة” بمسعد قامت بإعداد بطاقة تقنية للنسيج المصنوع بوبر “العقيقة”.