صرّحت “شايب حياة” بروفيسور على مستوى قسم الامراض المعدية بالمستشفى الجامعي “نذير محمد” بتيزي وزو، انه قد تم تسجيل ما يقارب 300 حالة من مرض نقص المناعة المكتسبة “الايدز”، وهي الحالات التي يتم التكفل بها حاليا على مستوى المركز، ويمكن للمريض العودة الى حياته العادية في حالة ما إذا التزم ببرتوكول العلاج الذي أقره الأطباء.
محدثتنا أكدت خلال اليوم التحسيسي والأبواب المفتوحة التي نظمت تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للإيدز ومرض الالتهاب الفيروسي الكبدي، نهاية الاسبوع، على مستوى المستشفى، ان هذه العدوى تعرف بالصامتة كونها لا تظهر أية أعراض مرضية على المريض إلا بعد سنوات طويلة من المرض، وهذا ما يصعب من العلاج وطريقة التكفل بالمريض الذي يصل أحيانا الى أروقة المستشفيات في حالة جد متقدمة من المرض ويصعب انقاذ حياته كونه لا يستجيب للأدوية والعلاج.
وأشارت الى ان المواطنين أو المرضى يتفادون القدوم الى المستشفيات أو الفحص الطوعي إلا بعد تفاقم وضعهم الصحي، بالرغم من حداثة العتاد وأدوات التشخيص حاليا مقارنة عما كان عليه سابقا، حيث كان المريض ينتظر طويلا للحصول على موعد لإجراء التحاليل والتشخيص، أما في وقتنا الحالي أصبحت الإمكانيات اكثر تطورا وحداثة ولا يستغرق التحليل والكشف أكثر من 10 دقائق.
هذا وقد أوضحت البروفيسور ان عند مباشرتها العمل على مستوى المركز في سنة 2014، كانوا يستقبلون فقط عشرة حالات في السنة، ولكنه حاليا ارتفعت عدد الحالات إلى 60 أو 70 حالة في السنة، وهي أرقام لا تعكس الواقع حقيقة لأنها فقط حالات يتم التكفل بها على مستواهم، ولكن بالرغم من ارتفاع عدد الحالات المصابة بهذه العدوى إلا ان نسبة الشفاء مرتفعة بالمقارنة مع السنوات الماضية خاصة عند بداية ظهور هذه الامراض التي كانت وما تزال تعتبر طابو من طابوهات المجتمع، التي لا يمكن الإعلان عنها.
وقالت البروفيسور انه في وقتنا الحالي أصبحت هذه العدوى الصامتة تعتبر أمراض مزمنة شأنها شأن داء السكري والضغط الدموي، حيث يتم أخذ العلاج المناسب مدى الحياة ويمكن للمريض العودة الى حياته العادية في حالة ما إذا التزم ببرتوكول العلاج الذي أقره الأطباء، وفي هذا الصدد، أكدت انه قد تغير كثيرا مع الدراسات الحديثة والتجارب، حيث أصبح المريض يأخذ قرص واحد من الدواء يوميا بعدما كان يتناول 20 قرصا، كما انه يمكنه أخذ حقنة دواء كل شهر، وهذا بحسب آخر التوصيات التي توصلت إليها عديد الدول، بالتالي سيشجع المريض على الاقبال على العلاج والشفاء.
وللعلم فقد شهد مستشفى تيزي وزو خلال هذا اليوم التحسيسي، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين للكشف والتشخيص المبكر عن هذه الامراض المعدية والعدوى الصامتة “السيدا والتهاب الكبد الفروسي”، وهذا ما صرحت بشأنه البروفيسور شايب حياة، أنه أول مرة يستقبل المستشفى هذا العدد من المواطنين للكشف، وهذا ما يعبر عن وعيهم الكبير بخطورة هذه الأمراض، مشيرة ان مثل هذه الأيام التحسيسية من شأنها أن تشجعهم على التشخيص المبكر وتلقي العلاج في وقته المناسب في حالة تسجيل أية حالة مرضية، مضيفة الى أنهم قد برمجت “ 500 تحليل للإيدز و200 تحليل للالتهاب الكبد الفيروسي”، وهي الكمية التي اعتقد الطاقم الطبي أنها لن تستنفذ، ولكن اقبال المواطنين دفع بالطاقم الطبي الى اتخاذ قرار بتنظيم أيام تحسيسية أخرى في الأيام المقبلة، وهذا للتحسيس أكثر بخطورة هذه العدوى وتشجيعهم على ضرورة التشخيص المبكر والطوعي حفاظا على حياتهم.