تشخيص سرطان الثدي يمكن أن يكون من أكثر الأحداث المربكة والصادمة التي قد تواجهها المرأة في حياتها، هذا الخبر قد يجلب معه موجة من المشاعر المعقّدة؛ مثل الخوف والقلق والاكتئاب، التعامل مع هذه المشاعر يعد جزءاً أساسياً من رحلة العلاج والتعافي.
من المهم أن نعرف أنّ ردود الفعل النفسية الطبيعية تختلف من شخص إلى آخر، وبالتالي لا توجد طريقة واحدة للتعامل مع هذه التجربة.
سنستعرض كيفية التعامل مع الخوف والقلق والاكتئاب بعد تشخيص سرطان الثدي من منظور علم النفس، وذلك لتسهيل عملية التأقلم والدعم النفسي خلال فترة العلاج.
الـتّعامل مع المشاعر بـواقعيـة
أوّل خطوة للتعامل مع الخوف والقلق بعد تشخيص سرطان الثدي (حسب سيدتي نت) هي الاعتراف بهذه المشاعر، من الطبيعي جداً أن تشعري بالخوف والقلق حول المستقبل والعلاج، وتأثير المرض على حياتك الشخصية والعائلية.
لا تحاولي تجاهل أو قمع هذه المشاعر، بل اعترفي بها وتفهمي أنها جزء من عملية التأقلم. الخوف من الموت أو فقدان السيطرة على الجسم هو شعور شائع في هذه المرحلة، يمكن أن يساعدك التحدث إلى طبيبك أو معالج نفسي حول هذه المخاوف لمساعدتك على تنظيم أفكارك وتقديم الدعم النفسي الذي تحتاجينه، مع أن التواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء يمكن أن يكون أيضاً وسيلة فعالة لتخفيف الضغوط العاطفية.
تــقنيات الاسترخـــاء لإدارة الـقلق
القلق يمكن أن يكون مرهقاً جداً، ويؤثر سلباً على نوعية حياتك اليومية، هناك العديد من التقنيات التي يمكن أن تساعد في إدارة القلق، لعل أبرزها:
التّنفس العميق: أخذ نفس عميق ببطء يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل مشاعر القلق.
التّأمل واليقظة الذهنية: تقنيات التأمل تساعدك على التركيز في اللحظة الحالية بدلاً من الانغماس في مخاوف المستقبل.
ممارسة الرّياضة: النشاط البدني يحفز إفراز الإندورفين، وهو الهرمون المسؤول عن تحسين المزاج وتخفيف القلق.
الحصول على الدعم الاجتماعي: التحدث مع الآخرين عن مشاعرك يمكن أن يوفر لك الراحة والاطمئنان.
التــّحكـّم في الاكتـئاب من خلال العـلاج الـنـّفـســي والـدعـم الـعاطفـي
الاكتئاب هو استجابة شائعة بعد تشخيص سرطان الثدي، خاصةً مع الضغوط النفسية والجسدية التي ترافق العلاج، إذا كنت تشعرين بالحزن المستمر، فقد يكون من الضروري البحث عن دعم متخصص، هناك عدة استراتيجيات للتعامل مع الاكتئاب:
العلاج النّفسي: العلاج السلوكي المعرفي يعد من أكثر العلاجات فاعلية للتعامل مع الاكتئاب، يساعد هذا النوع من العلاج على تغيير الأفكار السلبية والتكيف مع المشاعر الصعبة.
الأدوية: في بعض الحالات، قد يكون من المفيد استخدام مضادات الاكتئاب أو أدوية أخرى تحت إشراف طبيب نفسي لتخفيف الأعراض.
الدعم العائلي والاجتماعي: الدعم من الأصدقاء والعائلة له تأثير كبير على تحسين الحالة النفسية، قد تشعرين براحة أكبر عندما تشاركين مشاعرك مع أشخاص يهتمون بك ويفهمون ما تمرين به.
التّثقيف والوعي كأداة للتقليل من الخوف، فالخوف من المجهول يمكن أن يزيد من حدة القلق والاكتئاب، من المهم أن تتثقفي حول سرطان الثدي والعلاجات المتاحة؛ حتى تكوني على دراية بما يمكن توقعه.
الحديث مع طبيبك والحصول على معلومات موثوقة سيساعد في تقليل الشعور بالعجز، وتوفير شعور بالسيطرة على أفكارك السلبية، كما يمكنك أيضاً الانضمام إلى مجموعات الدعم التي تضم نساء أخريات يمررن بتجارب مشابهة. والتحدث مع نساء واجهن تحديات مماثلة يمكن أن يكون مصدر إلهام ويساعدك على الشعور بأنك لست وحدك في هذه الرحلة.
الـعنـاية بــالنـّفـس وتحقيق التّوازن
من المهم أيضاً الاهتمام بصحتك النفسية والجسدية في هذه الفترة، حاولي أن تحافظي على نظام غذائي متوازن وتناول الأطعمة الصحية يساعد على تعزيز الطاقة وتحسين المزاج.
تحظي بالراحة الكافية: النوم الجيد يلعب دوراً كبيراً في تحسين حالتك النفسية والجسدية.
تخصّصي وقتاً لممارسة الأنشطة التي تستمتعين بها: قضاء الوقت في ممارسة الهوايات التي تحبينها يمكن أن يساعد في تحسين حالتك المزاجية ويخفف من التوتر.
التواصل المستمر مع فريقك الطبي، لا تتردّدي في التواصل المستمر مع فريقك الطبي، يمكنه تقديم الدعم والإجابة عن أسئلتك، وتوجيهك إلى الموارد التي قد تحتاجين إليها.
العلاجات النفسية قد تكون جزءاً من برنامجك العلاجي، ووجود خطة شاملة تساعدك في التعامل مع الجوانب النفسية للمرض، يعد أمراً ضرورياً لرحلة التعافي.
الصّحة النّفسية لمريضة السّرطان
تشخيص سرطان الثدي يمثل تجربة صعبة على المستوى النفسي، لكن من المهم أن تعرفي أن هناك وسائل متعددة للتعامل مع الخوف والقلق والاكتئاب، والاعتراف بمشاعرك والتحدث عنها، الحصول على الدعم العاطفي والاجتماعي، والعلاج النفسي تعد أدوات مهمة لمواجهة هذا التحدي.
ولا تتردّدي في طلب المساعدة عند الحاجة، واعلمي أن الاهتمام بصحتك النفسية هو جزء أساسي من رحلة التعافي والشفاء.