الثقافة المرورية تكاد تكون مغيّبة لدى الجزائري

أكّد الدكتور مسعود بن حليمة، مختص في طب النفس العيادي وعضو في جمعية طريق السلامة في اتصال مع جريدة «الشعب»، أنّ الثقافة المرورية في الجزائر تكاد تكون معدومة تماما لأن الجزائري بعيد كل البعد عن المعطيات والمتطلبات التي تؤهله لسياقة سيارة، والغالب على سلوك الفرد الجزائري العدواني يجعله في حالة نرفزة تؤدي عادة إلى التأثير سلبا على الطريقة التي يقود بها السيارة.
وأرجع الدكتور مسعود بن حليمة أسباب هذا السلوك إلى الضغط الذي يعيشه المواطن الجزائري بسبب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
بن حليمة ألحّ على ضرورة إدخال الثقافة المرورية في البرنامج التعليمي لوزارة التربية قائلا أنّ بهذه الطريقة يتعلم الطفل ما له وما عليه في الطريق، من حقوق وواجبات، لأنّنا عندما نطلعه على المعاني التي تقف وراء ألوان الإشارات الضوئية سيصبح أكثر تأهيلا لامتلاك أقل قدر ممكن من القواعد المرورية التي تمكّنه من السير في الشارع بعيدا عن الخطر.
وقال الدكتور أنّه على شركات التأمين ومدارس السياقة لعب دورها بكل صرامة لأن الرّدع في بعض الأحيان لا يكون كافيا، فلا بد من إعطاء المواطن المؤهلات اللازمة ليصبح ملمّا بالسياقة وبالقانون العالمي للمرور، فمن غير المعقول أن يرى السائق إشارة مرور تحدد السرعة بـ 60 كم / سا ويسير بـ 120 كم / سا، لذلك أصبح من الضروري حسب مسعود بن حليمة إعادة النظر في القوانين الردعية حتى يصبح المواطن على دراية بالأخطار والعوائق التي تواجهه في حياته اليومية.
وأعطى أهمية كبيرة للتخطيط المسبق للطرقات والمستودعات والحظائر التي ستستوعب الكم الهائل من السيارات والتي يبلغ عددها 8 ملايين سيارة،
وسيصل عددها في 2025 إلى 20 مليون سيارة، لذلك لابد من التفكير في الطريقة التي نوفر بها الطرقات والحظائر التي ستستوعبها، فالتخطيط التنموي للمناطق السكنية يعني أخذ هذه الزيادة بعين الاعتبار.
وبشأن جمعية «طريق السلامة» قال الدكتور مسعود بن حليمة أنّها رائدة في التحسيس والتوعية حول الثقافة المرورية، وهي تكافح من أجلها منذ أربعين سنة، مبديا تأسّفه عن إيقاف حصة «طريق السلامة» في التلفزيون الجزائري لأنّها كانت تلمّ بجوانب كثيرة تهمّ المواطن الجزائري.