يواصل هدّاف الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم «محمد أمين عبيد» التألق في خرجات فريقه، حيث بات يساهم بقوة في بقاء شباب قسنطينة في صدارة البطولة بأهدافه الحاسمة التي يسجلها في الجولات التسعة الأخيرة، بعدما تمكن من بلوغ شباك منافسيه في 11 مناسبة من 11 مباراة لعبها هذا الموسم بألوان النادي بعدما كان الطاقم الفني بقيادة المدرب المخضرم «عمراني» في بداية الموسم يفضل المهاجم المالي «مختار محمد سيسي».
أكّد الهدّاف السّابق لإتحاد الحراش «محمد أمين عبيد» بأنّه مهاجم من الطراز الرفيع بعدما عاد لأفضل مستوياته مع فريقه الجديد شباب قسنطينة، هو الذي لعب أسوأ موسمين في مسيرته الكروية لما تقمص ألوان مولودية الجزائر وبعده نصر حسين داي بعدما مرّ جانبا، ولم يتمكّن من فرض نفسه في الفريقين، ما جعل انتدابه من إدارة الفريق بطلب من المدرب «عبد القادر عمراني» يسيل الكثير من الحبر في وسائل الإعلام ويطرح العديد من التساؤلات لدى عشّاق ومحبّي أصحاب اللونين الأخضر والأسود.
ولم يكن أشد المتفائلين هذا الموسم يتوقّع الانتفاضة التي حقّقها «عبيد» بعدما كان يعتمد عليه الطاقم الفني كجوكير للهدّاف المالي «سيسي»، الذي كان في الجولات الأربعة الأولى هداف البطولة الوطنية لكنه سرعان ما تحول إلى مهاجم بديل، بعدما تمكّن «عبيد» من إهداء الشباب النقاط الثلاثة في مباراة القمة عن الجولة الخامسة من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم ضد فريق مولودية الجزائر بملعب الشهيد «محمد حملاوي» لتكون تلك المباراة عنوانا لتصدر الشباب الرياضي القسنطيني المحترف الأول، ولم تفارق ذلك المركز إلى غاية اليوم، كما كانت بمثابة انطلاقة جديدة لـ «عبيد» الذي يكتب اسمه بأحرف من ذهب من جولة لأخرى، ويؤكّد بأنّ الفرق التي مرّ عليها في السنوات الأخيرة لم تحسن الاستثمار في مؤهّلاته الفنية والتقنية والتهديفية.
تألّق «عبيد» الذي يسير بخطى ثابتة نحو خطف لقب هدّاف البطولة في نهاية الموسم الكروي، خصوصا أنّه تمكّن من تسجيل 11 هدفا في 11 مباراة اعتمد فيها الطّاقم الفني على خدماته منها في 8 مناسبات لعب أساسيا، ما يرجحه لإضافة أهداف أخرى باعتبار أنّه تفصلنا عن نهاية الموسم 17 جولة كاملة، وهو يتواجد في أفضل مستوياته وكسب ثقة كبيرة في النفس بعدما بات صاحب القرار الأول والأخير فوق المستطيل الأخضر.
ابن مدينة الأربعطاش سيكون أمام فرصة ذهبية لتسجيل عدد معتبر من الأهداف لم يبلغها أحد في العشر سنوات الأخيرة على الأقل، بعدما بات هدّاف البطولة منذ سنوات لا يتعدى عتبة 13 هدفا.
هذه الفعالية إذا تواصلت طوال الموسم الحالي قد تنصّب «عبيد» مع الأوائل في الترتيب العام لقائمة أفضل هدّافي البطولة على مر التاريخ، والذي يتصدّرها هدّاف شبيبة القبائل الأسبق «ناصر بويش» بـ 36 هدفا في موسم (1985 – 1986)، رقم لم يتمكّن ليومنا أي لاعب من تحطيمه.
«عبيد» لفت الأنظار وتألّق بشكل لافت منذ بداية الموسم، وواصل تألّقه في مباراة الجمعة الماضي بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو ضد شبيبة القبائل أين تمكّن من تسجيل ثنائيته الثانية في الموسم، حيث عدّل النتيجة وسجّل هدف الفوز بطريقة أقل ما يقال عنها بأنّها رائعة، لكن هذه المرة كانت أمام الناخب الوطني «رابح ماجر» ومساعديه «إيغيل» و»مناد»، ما سيجعله من دون شك يكون مدعوا للتربص المقبل للمنتخب الوطني شهر مارس من السنة القادمة، كما أنّه من دون شك سيعود الحديث عنه في الفرق التونسية والبرتغالية التي كانت ترغب في انتدابه بقوة لما كان لاعبا في إتحاد الحراش، لكن إدارة الشباب لن تستغني عن خدماته في الميركاتو الشتوي الحالي، خصوصا أنّه بات مدلّل السنافر الأول وأصبح من جولة لأخرى يرفع من أمل الأنصار في تتويج الفريق بلقبه الثاني.