مسؤوليـة البنـاء اليـوم تقـع على عاتـق شبـاب الجزائـر
كشف محمد معوش أحد أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني في حوار لـ«الشّعب” على هامش اختتام فعاليات الاحتفالات بالذكرى 67 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، التي جرت على مدار ثلاثة أيام كاملة، عن البعد السياسي والإنساني لتجربة هذا الفريق الرمز، موجّها رسائل صادقة إلى شباب اليوم، داعيا إياهم إلى الوعي بتاريخهم ومواصلة بناء الوطن بنفس الروح التي صنع بها جيله استقلال الجزائر.
- الشّعب: ما هي دلالة إحياء الذكرى 67 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني بالنسبة لكم؟
لاعب فريق جبهة التحرير الوطني محمد معوش: هذه الذكرى ليست مجرّد مناسبة عابرة، بل هي استحضار لمسار نضالي طويل اخترنا فيه أن نكون صوتا آخر للثورة التحريرية، لا يحمل السلاح، بل يحمل القميص الوطني.. تأسيس الفريق يوم 13 أفريل 1958 لم يكن مجرّد خطوة رياضية، بل قرار وطني استراتيجي، كنا نبحث عن طريقة لإيصال صوت الجزائر إلى العالم، واخترنا كرة القدم لأنها لغة يفهمها الجميع.
- كيف كانت ظروف تأسيس الفريق؟ وما الرسالة التي حملها؟
تأسّس الفريق في تونس سنة 1958، في ظروف في غاية من الصعوبة، عدد من اللاعبين الجزائريّين الذين كانوا يتألقون في أكبر الأندية الفرنسية، مثل رشيد مخلوفي، بن تيفور، بومرزاق، وغيرهم، غادروا أوروبا سرّا تلبية لنداء الوطن، لم يكن الأمر سهلا، كنا نعلم أنّ خروجنا من تلك الأندية يعني التخلي عن الشهرة والراحة، ولكن الجزائر كانت تستحق منا أكثر من مجرّد أهداف داخل الملاعب، كنا نعلم أن تضحيتنا ستثمر.
- فريق جبهة التحرير الوطني لم يكتف بالمباريات، بل أدى دورا سياسيا بارزا، كيف ذلك؟
بالفعل مبارياتنا لم تكن عادية، في كل تنقل لنا، إلى دول آسيا وإفريقيا وأوروبا الشرقية، كنا نحمل قضية الجزائر معنا، كنا نفضح الاستعمار الفرنسي، ونثبت للعالم أنّ الجزائر موجودة، وأنّ شعبها يقاوم، لعبنا في فيتنام، الصين، الاتحاد السوفياتي سابقا، وبلدان شقيقة دعمتنا وفتحت لنا الأبواب، الرياضة كانت الوسيلة، لكن الهدف كان أعمق.
- كيف تقيم دور الدول الصديقة آنذاك في دعم الفريق والقضية الجزائرية؟
الدعم كان كبيرا وصادقا، من طرف مصر، والصين، فيتنام، ودول المعسكر الاشتراكي في أوروبا..فتحوا لنا أبوابهم، استقبلونا كلاعبين ونشطاء، وآمنوا بعدالة قضيتنا، العلاقات التي بنيت آنذاك لم تكن علاقات مصلحة، بل علاقات نضالية إنسانية.
- ما هي رسالتك إلى الجيل الجديد من الرياضيّين الجزائريّين؟
رسالتي بسيطة وعميقة في آن واحد، اعتزوا بجذوركم، نحن بالأمس لعبنا من أجل تحرير الوطن، واليوم أنتم تلعبون من أجل بنائه، ولا تحصروا الرياضة في حدود الترفيه أو المال، الرياضة يمكن أن تكون رسالة.
- كيف تتمنى أن يخلد هذا الإرث مستقبلا؟
أتمنى أن تدرس هذه المرحلة في المدارس، أن توثق أكثر، أن تحول إلى أفلام، وثائقيات، ومناهج تعليمية، فريق جبهة التحرير الوطني ليس مجدا كرويا فقط، بل هو إحدى واجهات الثورة الجزائرية التي يجب أن تبقى حية في ذاكرة الأجيال.
- كلمة أخيرة؟
شكرا لكل من يحيي هذه الذكرى، شكرا للصحافة الوطنية، وللشباب الذين جاءوا اليوم، تذكّروا دائما الحرية التي نعيشها اليوم، ولدت من رحم التضحية.