تعد الرياضة عاملا مهما في التقريب بين الشعوب والمساهمة في تعزيز أواصر الأخوة والتفاهم وهو ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها المنعقد بتاريخ 8 أفريل 2022، حيث اعتبرت كأس العالم في قطر فرصة مناسبة لمساهمة الرياضة في تعزيز التعاون الدولي والتفاهم والتنمية كما ثمنت قرار إطلاق كأس العالم للصحة 2022 بالشراكة بين دولة قطر ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
أولت الجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية كبيرة للرياضة بمناسبة تنظيم قطر لمونديال 2022 خلال دورتها السادسة والسبعون حيث تناول البند 12 من جدول الأعمال موضوع الرياضة من أجل التنمية والسلام، بناء عالم سلمي أفضل من خلال الرياضة والمثل الأعلى الأولمبي.
ثمّنت الجمعية العامة للأمم المتحدة دور الرياضة في أنّها عامل مهم في تحقيق التنمية المستدامة واعترفت بالمساهمة الفعالة التي تضطلع بها الرياضة في تحقيق التنمية والسلام بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح والاحترام ومساهمتها في تمكين النساء والفتيات والشباب والأفراد والمجتمعات المحلية في بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة البدنية والعقلية والتعليم والاندماج الاجتماعي.
ولم يفوت المؤتمر العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في دورته الثامنة والثلاثين التي جرت في نوفمبر 2015 على اهمية الميثاق الدولي للتربية البدنية والنشاط البدني والرياضة وكذلك بإعلان برلين وخطة قازان اللذان اعتمدا في المؤتمرين الدوليين الخامس والسادس للوزراء وكبار المسؤولين عن التربية البدنية والرياضية اللذين عقدا على التوالي في برلين شهر ماي من سنة 2013 وفي قازان بروسيا شهر جويلية من سنة 2017.
تساهم تنظيم المناسبات الرياضية الدولية الكبرى في جو من السلام والتفاهم المتبادل والتعاون الدولي في تعزيز روح الصداقة والتسامح دون أي شكل من أشكال التمييز كما تعمل على احترام الطابع الجامع والتوفيقي لهذه المناسبات الرياضية التي توفر منبرا لرسائل الصحة المجتمعية والتمكين بإشراك الأشخاص الذين قد لا يتسنى لهم الوصول اليهم لولا ذلك من خلال تقديم الخدمات الصحية التقليدية.
للرياضة دور هام تؤديه في تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية بما تقدمه من مساهمة قيمة في تعزيز التعليم والتنمية المستدامة والسلام والمساواة بين الجنسين والتعاون والتضامن والانصاف والاندماج الاجتماعي والصحة على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي حيث يمكن للرياضة أن تسهم في تهيئة جو من التسامح والتفاهم بين الشعوب والأمم حسبما أعلن في الوثيقة الختامية لمؤتمر القمة العالمي لسنة 2005.
تؤيد الجمعية العامة للأمم المتحدة إطلاق كأس العالم للصحة 2022 تحت شعار “ نحو إرث للرياضة والصحة “ وهو مناسبة تعاونية متعدّدة السنوات يشترك في تنظيمها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ومنظمة الصحة العالمية رفقة دولة قطر وتهدف هذه التظاهرة إلى جعل كأس العالم 2022 بقطر منارة مهمة لتعزيز أنماط الحياة الصحية والصحة البدنية والعقلية والرفاه النفسي والاجتماعي كما تشجع السلطات ذات الصلة على بذل كل جهد ممكن لضمان أن يترك كأس العالم بقطر 2022 إرثا دائما للسلام والتنمية في الشرق الأوسط.
رحبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالبعد الكبير الذي يكتسيه كأس العالم 2022 بقطر والذي ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وهي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم منافسة من هذا النوع والأهمية بالشرق الأوسط وشجعت الدول الأعضاء التي تشارك في الحدث من أجل احترام القوانين والمبادئ الدولية السامية بما فيها المبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الانسان.
كما شجعت الجمعية العامة للامم المتحدة السلطات ذات الصلة على ضمان بقاء إرث مستدام للمجتمعات المضيفة لاسيما فيما يتعلق التكلفة المالية والأثر البيئي والاجتماعي واستخدام البنية التحتية بعد المناسبة فضلا عن المشاركة في الرياضة والنشاط البدني والانخراط فيه وتشجع أيضا جميع الدول الأعضاء على دعم الرياضة واستخدامها كأداة لتعزيز السلام والتنمية بأساليب تشمل الإسهام المستمر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحوار بين الحضارات.
أشارت الجمعية العامة للامم المتحدة إلى المادة 31 من اتفاقية حقوق الطفل التي تعترف بحق الطفل في مزاولة الألعاب وأنشطة الترفيه وإلى الوثيقة الختامية للدورة الاستثنائية السابعة والعشرين للجمعية العامة المعنية بالطفل التي صدرت بعنوان “ عالم صالح للأطفال “ والتي تؤكد على ضرورة تعزيز الصحة البدنية والعقلية والنفسية عن طريق اللعب والألعاب الرياضية.
كما تشجّع على الاستفادة من المناسبات الرياضية الكبرى من أجل تعزيز ودعم مبادرات تسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام خاصة أنّ الرياضة أداة محتملة لزيادة الوعي العام بتغير المناخ من خلال المناسبات البارزة ومشاهير الرياضة في مختلف الاختصاصات والاستفادة من شعبيتهم الكبيرة وأيضا الاعتماد على الفرق الرياضية في هذا المجال بالنظر لقاعدتها الجماهيرية الكبيرة.
الشعبية الكبيرة لرياضة كرة القدم جعلها تلعب دورا هاما في تعزيز السلام والتنمية واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، وهذا من خلال تمكين النساء والفتيات من ممارسة هذه الرياضة بكل حرية بدون أي تقييد أو ضغوطات من أي نوع.