مولودية البيض وشباب عين تيموشنت أمام فرصة تحقيق صعود تاريخي
تقترب بطولة الرابطة الثانية من المحطة النهائية لمعرفة اسم الفريقين اللذين سيصعدان إلى الرابطة المحترفة الأولى في نهاية الموسم الحالي بالنسبة لمجموعة وسط غرب، وكذا مجموعة وسط شرق، حيث أن الصراع ما زال كبيرا لاقتطاع التأشيرتين، ونقدم فيما يلي وضعية المجموعتين.
عرفت بطولة الرابطة الثانية مجموعة وسط غرب، صراعا غير مسبوق على ورقة الصعود إلى الرابطة المحترفة منذ الجولة الأولى، حيث يتنافس فريقا مولودية البيض وشباب عين تيموشنت لإنهاء الموسم الكروي في صدارة المجموعة، وهي المرتبة التي ستكون عنوانا لتحقيق صعود تاريخي لكلا الفريقين، للعب في حظيرة الكبار لأول مرة.
يصارع فريقا مولودية البيض وشباب عين تيموشنت، من أجل اقتطاع تأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة لأول مرة في تاريخ الفريقين، حيث يحتل الأول صدارة الترتيب برصيد 62 نقطة من 28 جولة لعبت لحد الآن، فيما يحتل الثاني وصافة الترتيب العام بنفس رصيد المولودية لكن بفارق 11 هدفا.
مولودية البيض حقّقت لحد الآن 19 فوزا، و05 تعادلات و04 هزائم، حيث بقيت تلاحق المتصدر السابق رائد القبة إلى أن تمكنت من خطف الصدارة منه في بداية مرحلة العودة، ويبحث لاعبوه عن كتابة أسمائهم بأحرف من ذهب، والصعود بالفريق لأول مرة منذ تأسيسه سنة 1936 إلى قسم الأضواء، ليصبح ثالث فريق يمثل الجنوب الجزائري، رفقة كل من شبيبة الساورة التي مثلت الجزائر في ثلاثة مناسبات بالمنافسات القارية منذ صعودها موسم (2011 - 2012)، وفريق اتحاد بسكرة الذي يلعب هذا الموسم للمرة الخامسة في تاريخه بالرابطة المحترفة.
كما أنّ إدارة الفريق الأزرق والأبيض تريد تحقيق العلامة الكاملة ببلوغ الصعود الرابع على التوالي، من قسم ما بين الرابطات وبعده قسم الهواة ومنه الرابطة الثانية إلى غاية الرابطة المحترفة، والسير على خطى نسور الصحراء وبدرجة أقل فريق دفاع تاجنانت. الإدارتان اللتان أبهرتا الجميع بطريقة التسيير، وتكوين مجموعة بنفس الطاقم الفني من الأقسام الدنيا إلى أعلى درجة في كرة القدم الجزائرية، أين تمكنا من صنع اسم لهما مع الكبار، مسقطين كل المنافسين أرضا إلى غاية البروز أمام أندية النخبة، والتنافس على لقب البطولة في كل موسم مثلما يفعله لاعبو شبيبة الساورة.
وينتظر أشبال المدرب عبد الحكيم بن سليمان نهائيين يومي 14 و21 ماي المقبلين برسم الجولتين 29 و30 على التوالي، فرسان الهضاب سيتنقلون إلى العاصمة لمواجهة النجم الرياضي لمدينة بن عكنون بملعب المقراني في مواجهة مفخخة، لينهي رفقاء الهداف غنام الموسم على ملعبهم وأمام جمهورهم، حين يستقبلون فريق مولودية سعيدة في مواجهة بين الجيران تعد بالكثير.
رفقاء المدافع إلياس مصباحي يمنون النفيس بالعودة من العاصمة بالزاد كاملا أمام نجم بن عكنون، وعدم التعثر أمام أحد أقوى فرق البطولة وأكثرها عنادا داخل وخارج الديار، الأمر الذي قد يكون في صالح شباب عين تيموشنت الذي ينتظر فرصة تعثر المولودية لكي ينقض على الصدارة، ويخطف ورقة الصعود في الجولة ما قبل الأخيرة من عمر الرابطة الثانية مجموعة وسط غرب.
شباب عين تيموشنت من جانبه يملك رصيدا مميزا هذا الموسم، هو الذي يحتل وصافة الترتيب العام للبطولة، حيث بلغ السبت المنصرم الفوز رقم 18 منذ انطلاق الموسم ويملك 08 تعادلات، ويعد أفضل فريق منذ انطلاق الموسم في الفوج وسط غرب من حيث عدد الهزائم، حيث تكبّد هزيمتين اثنتين فقط، وهو ما يؤكد الرغبة الكبيرة لإدارة ولاعبي الشباب الباحثين عن تحقيق الصعود لأول مرة منذ تأسيس الفريق سنة 1961.
دخل شباب عين تيموشنت الموسم في ثوب المراقب ، حيث أنهوا مرحلة الذهاب في المركز الثالث، لكن بفارق ضئيل من الأهداف عن المتصدر رائد القبة، لكنهم عرفوا كيف يستغلون فرصة تراجع نتائج العاصميين، الذين كانوا يتصدرون البطولة منذ انطلاق الموسم، خصوصا بعدما تمكنوا منذ أسبوعين من الإطاحة بالرائد مولودية البيض، الأمر الذي جعلهم يتقاسمون معه الصدارة بنفس عدد النقاط.
رفقاء الهدّاف زكريا حبشي اتفقوا على إنهاء الموسم بقوة، وتحقيق فوزين في الداربي أمام جمعية وهران بمعقله بملعب مبارك بوسيف يوم 14 ماي، وبملعب 24 فبراير ببلعباس أمام أبناء المكرة في الجولة الثلاثين والأخيرة المقررة يوم 30 ماي الجاري، ومقارعة أي تعثر لمولودية البيض، من أجل تجسيد حلم مدينة بأكملها.
من جهة أخرى، صنع أنصار شباب عين تيموشنت هذا الموسم الفرجة بالمدرجات، بتنقلهم الكثيف إلى ملعب مبارك بوسيف معقل الفريق، وإلى كامل ملاعب الجمهورية حين يتنقل فريقهم للعب خارج الديار، وهو ما جعلهم يصنعون الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكانوا سندا كبيرا لأصحاب اللونين الأحمر والأبيض، ودعموهم في رحلة البحث عن ورقة الصعود الوحيدة في مجموعة وسط غرب.
رائد القبة ضيّع حلم أنصاره
عجزت إدارة رائد القبة عن توفير جو العمل الملائم للاعبين والطاقم الفني، حيث ارتفعت ديون رفقاء القائد سيد علي يحيى شريف مع مرور الجولات، وهو ما جعل معنويات اللاعبين تتراجع، ويتلاشى معها حلم أنصار الرائد بالعودة إلى قسم الدرجة الأولى.
أصحاب اللونين الأبيض والأخضر أرهبوا كل المتتبعين ببدايتهم القوية منذ انطلاق الموسم، حيث حقّقوا سبعة انتصارات متتالية قبل أن يتعادلوا في الجولة الثامنة، وأنهوا مرحلة الذهاب بطلا شتويا، لكن فشل الإدارة في توفير الأموال، وتسديد مستحقات رفقاء الهداف المخضرم أحمد قاسمي، لعبت دورا سلبيا في مرحلة العودة وجعلت نتائج الفريق تتراجع.
الضربة القاضية للرائد كانت بملعب الشهيد محمد بن حداد بالقبة، حين انهزم الفريق بمعقله أمام الملاحق المباشر مولودية البيض بهدف دون رد، ليتراجع إلى مركز الوصافة ومنه إلى المركز الثالث في الترتيب العام، مفوّتا على أنصاره فرحة الصعود إلى الرابطة المحترفة، بعدما آمن الأنصار بعودتهم إلى حضن الكبار.
يذكر، أنّه في حالة فوز فريقي مولودية البيض وشباب عين تيموشنت بالمواجهتين المقبلتين، سيصعد ممثل الجنوب إلى الرابطة المحترفة بفارق الأهداف، خصوصا أن الفارق حاليا 11 هدفا كاملا، وقد يتوسّع فارق الأهداف في الجولتين الأخيرتين.