حقق المنتخب الوطني فترة إيجابية مليئة بالأرقام المميزة خلال تصفيات كأس افريقيا للأمم 2025 بقيادة الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الذي عرف كيف يوظف إمكانيات زملاء القائد رياض محرز، الذين أنهوا التصفيات في صدارة المجموعة الخامسة برصيد 16 نقطة من أصل 18 نقطة ممكنة، من 5 انتصارات، تعادل واحد، دون التعرض لأية هزيمة في حصيلة تعتبر أكثر من إيجابية للناخب الوطني الجديد.
حقق المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب بيتكوفيتش 7 انتصارات مقابل تعادلين وهزيمة واحدة فقط، وسجل الفريق 25 هدفا بينما استقبلت شباكه 10 أهداف وهذا معدل يبرز قوة الخط الهجومي وتحسن تدريجي للمنظومة الدفاعية، وتمكن المنتخب الوطني من التسجيل في 9 مباريات من أصل 10، بينما حافظ على نظافة شباكه في 4 مباريات، وحقق «المحاربون» تحت قيادة التقني البوسني، الفوز بخماسية كاملة مرتين في تصفيات كان 2025، بعدما قلبوا الطاولة على كل من المنتخب الطوغولي وكذا الليبيري، أفضل نتيجة له إلى حد الآن مع المنتخب الوطني، في انتظار التأكيد مع استئناف تصفيات كأس العالم 2026 شهر مارس المقبل في مواجهتي بوتسوانا والموزمبيق تواليا.
وأثبت المدرب السابق للازيو روما الإيطالي جدارته بسرعة، حيث لم يتعرض المنتخب لأية هزيمة في آخر 7 مباريات منها 4 خارج الجزائر وكلها كانت مواجهات رسمية، كما أصبح أول مدرب في تاريخ المنتخب الوطني يحقق الفوز في أول 3 مباريات رسمية خارج الديار، ما يعكس قوّة الشخصية والنهج التكتيكي الذي أضفاه على الفريق، وقد استدعى بيتكوفيتش 10 وجوه جديدة ارتدت قميص المنتخب الوطني لأوّل مرّة، في صورة الحارس الكسيس قندوز، الشاب مازا، إلى جانب كلا من رضواني، حاج موسى، وبكرار وآخرين، كما استدعى بيتكوفيتش 42 لاعبا في مختلف المباريات، وشارك 37 منهم، بحسب أرقام وإحصائيات شبكة سوفا سكور للإحصائيات، حيث يعد ماندي اللاعب الوحيد الذي خاض جميع المباريات العشر تحت قيادة بيتكوفيتش، يليه كل من بونجاح، زروقي، بن رحمة، وبن زية بـ9 مباريات. من جهة أخرى، هناك لاعبون لم تتح لهم فرصة المشاركة مثل الحارسين بن بوط وبوحلفاية.
ورغم أن المدرب فلاديمير بيتكوفيتش تعرض لانتقادات من قبل المتابعين لشؤون المنتخب الوطني، بسبب عدم منحه خلال المباريات الست من هذه التصفيات الوقت الكافي لبعض اللاعبين الشباب على غرار بدر الدين بوعناني وعماد عبدلي وكذلك ابراهيم مازة وآخرهم أمين شياخة في المباراتين الأخيرتين، إلا أن المدرب السابق للمنتخب السويسري أعطى الفرصة كذلك لعدد من الأسماء الأخرى التي عانت كثيرا في الماضي القريب، على غرار أحمد قندوسي وآدم زرقان وكذلك ياسين بن زية وسعيد بن رحمة، وصولا إلى أمين غويري الذي يعد اللاعب الأحسن وبشهادة الكثيرين في اللقاءات الأخيرة وكان هدافا بامتياز مباشرة بعد دخوله أرضية الميدان سواء كان أساسيا أو احتياطيا.
خطط تكتيكية متنوّعة .. وأشواط ثانية مميّزة
وسمحت التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا للأمم 2025 التي انطلقت شهر سبتمبر الماضي للمدرب بيتكوفيتش بإظهار مرونة تكتيكية، سواء داخل الديار أو خارج القواعد، خاصّة أن هذه التصفيات كانت تعتبر سهلة على الورق بالنسبة لـ «الخضر»، نظرا للفوارق الفنية والزاد البشري بين المنتخب الوطني والمنتخبات الأخرى في المجموعة، حيث لجأ الناخب الوطني إلى الاعتماد في اللقاءات الستة الماضية على الرسم التكتيكي 4/3/3 و4/4/2 وكذلك 3/4/3 التي يبدو أن بيتكوفيتش قد استقر عليها قبل دخول الاستحقاقات الأخرى في قادم المواعيد.
وبعد الخروج من الدور الأول خلال نهائيات كان 2024، واجراء تغيير على العارضة الفنية للمنتخب الوطني، فإن القائد رياض محرز، كان من بين اللاعبين الذين أبقاهم بيتكوفيتش في التشكيلة الأساسية في اللقاءات الأخيرة .. وكأن الناخب الوطني يقول لنجم الأهلي السعودي، هذه هي فرصته للعودة إلى مستواه مع الخضر، والعودة كذلك لتسجيل الأهداف. وقبل المواجهة الأخيرة من تصفيات كأس افريقيا للأمم 2025 ضد ليبيريا على ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، لم يسجل محرز في 12 مباراة رسمية على التوالي، وكان بيتكوفيتش يريد من نجمه أن يحافظ على ديناميكية تسجيل الأهداف وتقديم التمريرات الحاسمة التي انطلقت مؤخرًا مع ناديه السعودي في دوري روشن السعودي ورابطة أبطال آسيا للنخبة، وبالفعل كان محرز عند حسن ظن بيتكوفيتش، وسجل هدفا ضد ليبيريا، ليفك بذلك صياما تهديفيا استمر لفترة طويلة في المباريات الرسمية مع الخضر، والغريب أن الهدف جاء برأسية، وهي أول مرة يسجل فيها بهذه الطريقة، ليصل بذلك إلى الهدف الـ 32 في 99 مباراة دولية، 27 منها بالقدم اليسرى، و4 باليمنى، وهدف واحد فقط برأسية.
