بعد سقوطه برباعية أمام النادي الأهلي

وفاق سطيف يعقّد من مأموريته في رابطة الأبطال الإفريقية

نبيلة بوقرين

سقط فريق وفاق سطيف بنتيجة ثقيلة أمام الأهلي المصري خلال المواجهة التي جمعت الطرفين بملعب السلام بالقاهرة، تدخل في إطار ذهاب الدور نصف النهائي لمنافسة رابطة ابطال أفريقيا، والتي انتهت برباعية نظيفة لصالح النادي الأهلي و التي من شأنها أن تعقد من مهمة ممثل الجزائر قبل خوض غمار لقاء العودة.

وجد النسر الأسود صعوبة كبيرة في تسيير الأمور فوق المستطيل الأخضر في أغلب فترات المواجهة، حيث سجلنا ارتباكا بين لاعبي الوفاق، إلى درجة أنهم لم يتحكموا في الكرة بالرغم من الدخول الجيد لهم في الدقائق الأولى، إلاّ أن المستوى تراجع كثيرا مع مرور الوقت ليفقد رفقاء القائد جابوا السيطرة بعد خروج أمير قراوي في الدقيقة 35 من الشوط الأول تاركا فراغا كبيرا في مرحلة جد حساسة أخلط بها أوراق المدرب داركو نوفيتش.
استغل أصحاب الأرض والجمهور الارتباك الكبير ومرحلة الفراغ التي مرّ بها الوفاق ليسجل أوّل أهدافه عن طريق هجمة محكمة في الدقيقة 30 عن طريق اللاعب محمد الطاهر الذي لم يفوّت الفرصة في منح التقدم للأهلي المصري، وتواصل الضغط طيلة الشوط الأول حيث كانت كل الكرات الخطيرة من جانب المارد الأحمر في حين إكتفى لاعبو الوفاق بالدفاع ولم يتمكنوا من العودة في النتيجة ومن حسن الحظ أنهم لم يتلقوا أهدافا أكثر.
الشوط الثاني شهد سيطرة واضحة من جانب النادي المصري من خلال التحكم في الكرة وصناعة الهجمات حيث كان يلعب براحة تامة، مع المسجل من طرف رفقاء خذايرية الذي لم يكن في يومه ولم يظهر بنفس الأداء الذي عودنا عليه إلى درجة أنه تلقى هدف ثاني في الدقيقة 56 عن طرف محمد الطاهر الذي وقع ثاني أهدافه، وجاء الهدف الثالث في الدقيقة 72 ليعقد أكثر من مأمورية أصحاب الزي الأسود والأبيض في هذه الخرجة وساءت الأمور أكثر بتلقي الهدف الرابع في اللحظات الأخيرة من المباراة.
الوفاق بعيد عن مستواه المعهود
تساؤلات عديدة طُرحت من طرف المتتبعين والجمهور حول أداء لاعبو وفاق سطيف خلال هذه المواجهة والتي لم ترق إلى التطلعات، حيث كان الفريق بعيدا تماما عن مستواه المعهود والذي ظهر به في اللقاءات الماضية خاصة أنه قدم مباراة كبيرة ضد الترجي في الدور ربع النهائي قبل أيام قليلة فقط، إلاّ أن الأمور كانت مغايرة تماما ضد الأهلي ولم نشاهد أي استماتة من طرف زملاء جابو في هذه الخرجة التي سقطوا فيها برباعية كاملة عقدت من مأموريتهم، إن لم نقل أن حظوظ تأهلم للنهائي أصبح شبه مستحيل بالرغم من أن الأمور لم تسم حسابيا بما أنه هناك لقاء العودة بالجزائر بعد أسبوع.
للإشارة، فإن الأمور كانت جيدة منذ بداية التحضيرات التي كانت في ثاني أيام العيد وتنقل التعداد على متن رحلة خاصة مباشرة من سطيف باتجاه القاهرة، من أجل وضع اللاعبين في أفضل الظروف لضمان الحفاظ على التركيز للعودة بأفضل نتيجة تسمح لهم بالبقاء في السباق من أجل كسب ورقة التأهل للنهائي، هذا ما أكده الجميع قبل المواجهة لكن واقع الميدان كان له كلام آخر من خلال الإرتباك وعدم الدخول الجيد في اللقاء كلف الوفاق رهن حظوظه في السعي من أجل تكرار سيناريو 2014، فاسحا المجال للأهلي المصري بوضع قدم في الدور الأخير للمرة الثالثة على التوالي بما أنه صاحب لقب آخر طبعتين.
أثقل نتيجة لأبناء عين الفوارة
تعتبر هذه الهزيمة الأثقل في تاريخ المواجهات بين الطرفين حيث أنه لم يسبق أن تلقت شباك الوفاق أو الأهلي أكثر من هدفين في اللقاءات المباشرة، وكانت ركلات الترجيح الحاسمة في بعض الأحيان بالنظر للندية الكبيرة من الجانبين على غرار ما كان عليه الحال في أول لقاء سنة 1988 عندما فاز كل فريق بميدانه بهدفين دون رد في نصف نهائي رابطة الأبطال والتي توج بها الوفاق لأول مرة في مشواره، تجدد الموعد سنة 2015 في كأس السوبر الأفريقي والتي حسمتها ركلات الترجيح لصالح ممثل الكرة الجزائرية بعدما خيم التعادل على اللقاء بأطواره الإضافية في موقعة تشاكر، تجدد الموعد في 2018 فاز الأهلي في ميدانه بثنائية نظيفة وتغلب الوفاق في لقاء العودة بـ 2 مقابل 1.
بهذا رهن أبناء عين الفوارة الكثير من حظوظهم في بلوغ ثالث نهائي لهم في مشوارهم بالرغم من أن المواجهة تلعب ذهابا وإيابا، لأن لاعبي الوفاق فقدوا الثقة في أنفسهم، ومن جهة أخرى فإن الأهلي المصري من الصعب تدارك الأمور أمامه وتسجيل رباعية كاملة عليه، لأنه سيعمل كل ما في وسعه للحفاظ على المكسب المحقق في القاهرة، كما أنه أفضل نادي في أفريقيا في السنوات الأخيرة، وذلك راجع للمستوى الذي يقدمه في مختلف المباريات التي يلعبها، لكن كرة القدم لا تحتكم للمنطق ويبقى المستطيل الأخضر الحكم الوحيد والأمور تنتهي بصافرة نهاية مواجهة العودة بملعب 5 جويلية.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024