يسعى مدرب المنتخب الوطني إلى القيام بتغييرات اضطرارية خلال الجولتين الأولى والثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023، في جوان المقبل، بسبب المشاكل التي يعاني منها بعض اللاعبين خاصة فيما يخصّ محور الدفاع، حيث يتجه بلماضي إلى الاعتماد على ثنائي جديد في المواجهتين المقبلتين.
ستكون الفترة المقبلة مليئة بالتغييرات بالنسبة للمنتخب الوطني بالنظر إلى الهواجس التي تلازم بلماضي بخصوص وضعية بعض العناصر المهمة والتي كان يعتمد عليها بصفة مطلقة، خلال الفترة الماضية، إلا أنّها تعاني كثيرا وهو ما سيضطره إلى القيام ببعض التغييرات في المواجهتين المقبلتين في إطار تصفيات كأس أمم افريقيا 2023.
من بين المراكز التي تعاني من نقص كبير وتراجع في مستوى عناصرها هو محور الدفاع، فالثلاثي الذي كان يعتمد عليه بلماضي في المحور يعاني كثيرا، ويتعلق الأمر بكل من بن العمري وماندي إضافة إلى بدران، حيث يتجه الناخب الوطني إلى تجريب الثنائي توبة وتوقاي ليكونا ثنائي المحور الجديد في المنتخب الوطني.
الأكيد أنّ المراهنة على هذا الثنائي فيه مجازفة كبيرة لكنّ الأمر يتطلب ذلك في ظل المشاكل التي يعاني منها اللاعبون الذين تعودوا على اللعب في محور الدفاع خلال الفترة الماضية، حيث يبقى الثنائي المذكور أنسب خيار بالنسبة للناخب الوطني من أجل إعادة ترتيب البيت من الدفاع.
يشارك توقاي بصفة أساسية في الترجي التونسي ويعد من العناصر التي يراهن عليها كثيرا المدرب راضي الجعايدي، حيث تألق بشكل لافت مع الفريق وأضحى من ركائز الترجي، حيث ترى فيه جماهير النادي أنّه من العناصر التي تمثل المستقبل المشرق للفريق في البطولة والمنافسة القارية.
بداية توقاي مع الترجي كانت صعبة بسبب الإصابات والمنافسة الكبيرة إلا أنه استطاع رويدا رويدا من دخول التشكيلة الأساسية إلى أن أصبح من ركائز الفريق ويصعب على المدرب تغييره أو إجلاسه على مقاعد البدلاء وزيادة على ذلك حتى أنصار الفريق أصبحوا يتغنون به كثيرا في المدرجات.
معنويات اللاعب مرتفعة كثيرا وقد يكون هذا العامل في صالحه، خاصة إذا راهن عليه بلماضي خلال التربص المقبل ليكون أساسيا في المنتخب الوطني على مستوى محور الدفاع، حيث لا يجب نسيان المستوى المميز الذي قدمه خلال تواجده مع المنتخب المحلي في منافسة كأس العرب بالدوحة.
نفس الأمر ينطبق على أحمد توبة المحترف في البطولة الهولندية، فهو من اللاعبين الأساسيين في فريقه ويؤدي بشكل مميّز وهو الأمر الذي جعله يدخل مفكرة العديد من الأندية الأوروبية المعروفة التي تريد التعاقد معه، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة بعد تألقه الكبير هذا الموسم.
توقاي وتوبة يريدان استغلال الوضعية الصعبة التي يعاني منها كل من بن العمري وماندي إضافة إلى بدران من أجل تشكيل ثنائي جديد في محور الدفاع ومنح بلماضي الرهانات اللازمة من أجل الاعتماد عليهما بداية بتربص جوان الذي سيكون انطلاقة جديدة للمنتخب الوطني.
بن العمري بعيد عن المنافسة بعدما فسخ عقده مع فريق قطر القطري وهو الأمر الذي جعله ينهي الموسم قبل الأوان وسيكون من الصعب عليه التواجد مع المنتخب في الفترة المقبلة، بداية من تربص جوان وحتى إن خالف بلماضي التوقعات وقام بدعوته سيكون من المستحيل المراهنة عليه كأساسي وهو بعيد عن المنافسة.
من جهته، يعاني ماندي كثيرا في فريق فياريال من نقص المنافسة بعدما تحول إلى لاعب احتياطي في الفريق ولا يشارك باستمرار وهو الأمر الذي دفعه إلى التفكير في المغادرة خلال فترة الانتقالات الصيفية، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى الوضعية الصعبة التي يعاني منها بسبب عدم مشاركته كأساسي في الفريق وهو الأمر الذي أثر سلبا على مستواه الفنّي.
بدران هو الآخر يعاني في الترجي، حيث حمله ضمنيا المدرب راضي الجعايدي مسؤولية الإقصاء من رابطة أبطال إفريقيا بعد تسببه بطريقة غير مباشرة في الهدف الذي سجله جابو وأضحى لاعبا احتياطيا في الفريق ولا يشارك كأساسي، حيث فضل عليه مدرب الترجي المدافع المخضرم خليل شمام الذي أصبح يشكل محور الدفاع رفقة توقاي.
ابتعاد بدران عن المشاركة كأساسي في الفريق جعله يفكر في المغادرة نحو البطولة السعودية حسبما أكدته الصحافة التونسية الصادرة، أمس، بعدما تلقى عرضين من هناك وحتى إدارة الترجي لا تعارض رحيله مقابل الحصول على مليون دولار وهو المبلغ الذي يبدو أنه في متناول الأندية التي تريد ضمّه.