نجح وفاق سطيف في تحقيق انجاز تاريخي، بعد فوزه على الترجي في تونس وبلوغه نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا حيث خالف الفريق جميع التوقعات التي كانت ترى الفريق خارج المنافسة، بحكم انه فشل ذهابا في تحقيق الانتصار، إلا أن الأمور سارت بطريقة أفضل، خلال مباراة العودة واستطاع القائد عبد المومن جابو قيادة الفريق إلى المربع الذهبي حيث سيواجه حامل اللقب الأهلي المصري الذي نجح في التأهل على حساب الرجاء البيضاوي.
حقق وفاق سطيف انجازا تاريخيا ببلوغه، نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا، عقب انتصاره الثمين في تونس على حساب الترجي، بفضل هدف عبد المومن جابو الذي كان في الموعد، وقدم مباراة كبيرة أعادت للأذهان مستوى جابو مع المنتخب الوطني بالرغم من أنه عانى من الناحية البدنية، لكنه استطاع بفضل خبرته الكبيرة من تسيير المواجهة، وهو ما جعل فريقه يحافظ على النتيجة إلى النهاية.
استثمر الوفاق في نقاط ضعف الترجي، والتي يبقى أهمها هو عدم امتلاكه لرأس حربة هداف، وهو ما جعله يفقد الخطورة المنتظرة، وحتى الفرص التي كانت خلال مواجهة الذهاب من طرف لاعبي الوسط قلّت خلال مواجهة العودة، وهو ما معناه ان الجهاز الفني لوفاق سطيف درس جيدا نقاط قوة المنافس، وتدارك الأخطاء التي حدثت خلال مواجهة الذهاب التي كاد فيها الترجي من مباغتة الحارس المتألق خذايرية.
من بين المكاسب الكثيرة التي حققها الوفاق هو الصلابة التكتيكية للفريق حيث وقف اللاعبون الند للند أمام المنافس وضيقوا المساحات، من خلال الانتشار الجيد على أرضية الميدان، حيث ساهمت الخطة التي وضعها الجهاز الفني في إرباك الترجي الذي لم ينجح في مخادعة الحارس خذايرية.
دراسة المنافس بطريقة جيدة خدمت كثيرا الوفاق حيث دخل اللاعبون، وهم يعلمون جيدا ماذا يفعلون على أرضية الميدان عكس مواجهة الذهاب التي كان فيها الارتباك واضحا على لاعبي الفريق، ولم يعرفوا كيف يستثمرون فرصة الاستقبال على أرضية ميدانهم، لكن الأمور سارت نحو الأفضل، خلال مواجهة العودة.
العامل النفسي هو الآخر كان مهما خلال المواجهة حيث كان واضحا ان الجهاز الفني للوفاق حضر اللاعبين جيدا ليكونوا في الموعد، ونجاحهم في تحقيق الفوز يعود بالأساس إلى قدرتهم على دخول المواجهة بقوّة، وبدون أي عقدة نقص، وهو ما ساعدهم على تطبيق النهج التكتيكي الذي وضعه الجهاز الفني خلال المباراة من أجل تحقيق الهدف المنشود، وهو التأهل إلى نصف النهائي.
تحرر اللاعبين من الناحية النفسية عكسه كلام المدرب بن دريس قبل المباراة في المؤتمر الصحفي، حين قال هناك ضغط على الترجي لأنه مطالب بتحقيق الفوز على أرضه وأمام جمهوره عكس لاعبي الوفاق الذين حققوا ما يجب تحقيقه والتواجد في هذا الدور هو انجاز كبير بالنسبة لهم.
اللاعبون من جهتهم، حققوا الأهم وظهروا بمستوى مميز، لكن لا يجب إغفال الدور الكبير الذي قام به الحارس خذايرية، خلال مباراتي الذهاب والعودة حيث كان حاسما الى أبعد الحدود، وأكد انه حارس من طينة الكبار حيث يمر بفترة مميزة جعلت الثقة تتسرب الى زملائه بفضل تدخلاته الموفقة وقدرته الكبيرة على الدفاع عن مرماه في أصعب الظروف والوضعيات.
في الدور المقبل ستكون الأمور في غاية الصعوبة حيث يواجه وفاق سطيف الأهلي المصري الذي تأهل على حساب الرجاء البيضاوي المغربي، بعد تعادله في الدار البيضاء بهدف لمثله، وهي النتيجة التي سمحت له بالتأهل بعد فوزه ذهابا بهدفين مقابل هدف، وهو ما يؤكد أن الفريق المصري من الأندية التي تسعى للمنافسة على اللقب.
مواجهة الذهاب ستجري في العاصمة المصرية القاهرة، وهو ما يخدم الوفاق كثيرا من أجل العمل على تحقيق نتيجة ايجابية هناك، بما ان الضغط سيكون كبيرا على المنافس من طرف أنصاره خشية التعثر وتقلص الحظوظ، قبل لعب لقاء العودة بالجزائر حيث سيعمل الجهاز الفني على دراسة نقاط قوة وضعف المنافس من أجل الظهور بشكل أفضل.