لم تنتظر إدارة اتحاد العاصمة كثيرا من أجل اتخاذ قرارات جريئة قد تعيد الفريق الى السكة الصحيحة من خلال إقالة المدرب الصربي زلاتكو كرومبوتيتش من تدريب الفريق، بعد النتائج الهزيلة التي حققها، خلال الثمان مباريات التي أشرف فيها على تدريب الاتحاد حيث فشل في تحقيق أي انتصار و هو ما جعل إدارة الاتحاد تسارع إلى التخلص منه.
فشل المدرب الصربي زلاتكو كرومبوتيتش في إثبات قدراته التدريبية، خلال الفترة التي قضاها على رأس العارضة الفنية لاتحاد العاصمة، حيث لم يتذوق طعم الانتصار، وهو على رأس العارضة الفنية لدرجة أن الأنصار شككوا كثيرا في إمكانياته و قدراته التي كانت تروّج لها بعض الأطراف.
المدير الرياضي حسين أشيو هو الآخر دفع ثمن النتائج الهزيلة وإدارة الاتحاد حمّلته ضمنيا مسؤولية التعاقد مع المدرب الصربي، خاصّة أنه سعى بكل ما أوتي من نفوذ داخل الفريق إلى إنهاء مهام نجم الفريق السابق عز الدين رحيم بالرغم من أن هذا الأخير نجح الى حد كبير كمدرب للفريق ولو مؤقتا واستطاع تحقيق نتائج لم ينجح الصربي زلاتكو كرومبوتيتش في تحقيق ربعها.
أنصار اتحاد العاصمة حمّلوا الجميع المسؤولية بما فيها الإدارة الحالية التي تحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه بالرغم من أنها رفعت الراية البيضاء بخصوص المنافسة على مرتبة مؤهلة لمنافسة قارية مبكرا من خلال تعيين المغربي جميل بن واحي مدربا للاتحاد الى نهاية الموسم وهو الذي كان مساعدا للصربي زلاتكو كرومبوتيش.
ماذا يمكن أن يقدّم بن واحي من إضافة وهو مدرب لم يقدمها كمساعد، وهو التساؤل الذي طرحه أنصار الاتحاد خاصة ان المؤشرات توحي ان الفريق يسير بخطى ثابتة للخروج من الموسم خال الوفاض، في ظل تحسن مستوى العديد من الأندية المنافسة على المراكز الأولى وسيكون من الصعب اللّحاق بهم.
لا يملك المدرب بن واحي أي خبرة على مستوى الكرة الجزائرية وكان من الضروري إسناد منصب المدرب المساعد للصربي زلاتكو كرومبوتيتش الى مدرب جزائري من أجل الاستنجاد به في حال فشل المدرب الرئيسي، خاصة ان المدرب المحلي يعرف البطولة واللاعبين جيدا.
يتفق الجميع ان مشكلة إتحاد العاصمة ليست مالية، مثل باقي الفرق فاللاعبون يتحصلون على أجورهم بصفة دورية وفي الوقت المحدد دون تسجيل أي تأخر، عكس الفرق الأخرى التي تعاني من الناحية المالية وبالتالي فمشكلة الفريق، هي إدارية ومن الناحية التسييرية على وجه الخصوص.
إدارة الفريق مطالبة بترتيب البيت خلال الفترة المقبلة من خلال تفادي الصراعات والانشقاقات التي ظهرت الى السطح خلال الفترة الماضية حيث كان يجب اتخاذ إجراءات أكثر جرأة من خلال مد يد العون الى الفريق ومنح الفرصة لأبناء النادي المخلصين والقادرين على تحمل المسؤولية وليس من يريد استغلال الوضع من أجل أموره الشخصية.
أنصار الفريق حمّلوا اللاعبين أيضا المسؤولية حيث لم يظهروا مستواهم الحقيقي بالرغم من ان الفريق تتواجد به مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على قيادة الفريق الى تحقيق نتائج أفضل خلال الفترة المقبلة، لكن الأمور لا تبشر بالخير في ظل الانقسامات الموجودة وعلى الإدارة إيجاد السبل الكفيلة بتحسين المستوى الفني من خلال اتخاذ القرارات الصائبة.
الفترة المقبلة ستكون صعبة على الفريق واللاعبين مطالبون بالتحلي بالمسؤولية من أجل العودة من جديد الى الانتصارات بعد ثمان مباريات دون تذوق طعم الفوز حيث يتوجب على الجميع المساهمة في إعادة النادي الى الواجهة محليا قبل البحث عن كيفية التواجد في المنافسات الدولية.