يواجهان الوداد والترجي في ربع النهائي

مـأمـورية صعـبـة للشـبـاب والــوفاق في رابـطة أبــطـال إفــريقيــا

عمار حميسي

أسفرت قرعة ربع نهائي رابطة ابطال افريقيا عن مواجهتين في غاية الصعوبة لممثلي الكرة الجزائرية في المنافسة القارية وفاق سطيف وشباب بلوزداد حيث سيواجه «أبناء العقيبة» الوداد البيضاوي، بينما يستقبل الوفاق نظيره الترجي التونسي، وبالرغم من انه لا يمكن اختيار المنافس في هذا الدور بالنظر الى تواجد أقوى الأندية في القارة التي تسعى للمنافسة على اللقب القاري، في مقدمتها حامل اللقب الأهلي المصري و سان داوزنز الجنوب افريقي، اضافة الى الوداد والرجاء من المغرب و بيترو أتليتيكو الأنغولي.
تعرف فريقا شباب بلوزداد ووفاق سطيف على منافساهما في منافسة رابطة أبطال إفريقيا حيث سيواجه وفاق سطيف نظيره الترجي التونسي بينما وضعت القرعة شباب بلوزداد في مواجهة الوداد البيضاوي المغربي وهما المواجهتان اللتان تتطلبان تحضيرا من نوع،  خاصة ان الفرق المنافسة وضعت هدف التتويج باللقب ضمن أهم الأهداف التي تنوي تحقيقها عكس شباب بلوزداد ووفاق سطيف اللذان يسعيان الى بلوغ المربع الذهبي على أقصى تقدير.
مشوار شباب بلوزداد في المنافسة القارية لحد الآن كان ايجابيا الى أبعد الحدود بالرغم من الهزيمة في الجولة الاخيرة، أمام الترجي التونسي، إلا ان الهدف الرئيسي كان قد تحقق من خلال بلوغ ربع النهائي وهو نفس الدور الذي وصل إليه الفريق خلال النسخة الماضية قبل ان يخسر أمام الترجي التونسي بركلات الجزاء الترجيحية.
مستوى شباب بلوزداد تطور نوعا ما من الناحية الفنية مقارنة بالموسم الماضي حيث أصبح الفريق يلعب جيدا بالكرة ويحسن الضغط على المنافس خاصة خلال المباريات التي تجري خارج الديار، وهو الأمر الذي سمح له بتحقيق نتائج ايجابية خلال المواجهات التي لعبها خارج ميدانه عكس ما كان عليه الحال، خلال الموسم الماضي.
لا يمكن إغفال دور المدرب باكيتا في تطوير مستوى الفريق من الناحية الفنية خاصة انه استطاع تجاوز النكبات التي تعرض لها الفريق في بداية الموسم بنجاح وأعاد الثقة الى اللاعبين بعد فترة صعبة مروا بها والأهم من هذا هو استعادة صدارة ترتيب البطولة وتعميق الفارق عن أقرب الملاحقين وهو ما لم يكن ينتظره الانصار من هذا المدرب الذي نال قسطا وافرا من الانتقادات.
وصف العديد من الأنصار المدرب باكيتا بأنه في نهاية مشواره والتعاقد معه كان من الأخطاء التي يصعب تجاوزها للإدارة الحالية، إلا انه أثبت العكس حيث نال فيما بعد كل الاحترام والتقدير بعد ان نجح في تغيير نظرة الأنصار له من خلال العمل على الميدان والنتائج الايجابية التي حققها.
تعرض شباب بلوزداد لنكسة كبيرة في نهاية الموسم الماضي بعد رحيل نجم الفريق وصانع الألعاب أمير سعيود الى البطولة السعودية ولا يمكن التغاضي عن هذا الامر خاصة ان سعيود كان مؤثرا بدرجة كبيرة في نتائج الفريق ودوره ظهر خاصة في مباريات رابطة ابطال افريقيا وهو ما جعله اللاعب الذي لا يمكن تعويضه.
المدرب باكيتا نجح في تعويض سعيود باللعب الجماعي ومنح الفريق قوة أكبر من هذه الناحية من خلال تعزيز عمل الكتلة الواحدة في الفريق من الناحية الهجومية والدفاعية وصنع منظومة لعب لا تعتمد عل لاعب واحد و كل من يدخل فيها يندمج بسرعة لهذا تطور مستوى الفريق كثيرا من الناحية الفنية وهو الأمر الذي جعل الانصار يحلمون بإمكانية التتويج باللقب القاري.
تعزيز الحظوظ في الذهاب
يمكن القول ان القرعة لم تكن رحيمة بشباب بلوزداد خاصة ان الوداد البيضاوي رفقة الاهلي المصري و صان داونز الجنوب إفريقي هم أقوى ثلاث اندية لحد الآن في المنافسة القارية و مشوار الشباب سيكون صعبا لأنه مطالب بإقصاء الوداد البيضاوي من ربع النهائي وهو الامر الذي يبدو في غاية الصعوبة.
قدم الوداد البيضاوي مشوارا مميزا في دور المجموعات حيث تواجد مع الزمالك المصري و بيترو اتليتيكو و نادي ساغرادا من انغولا و فاز الوداد في دور المجموعات بخمس مباريات من ست حيث انهى المنافسة في المركز الاول برصيد 15 نقطة كاملة و كان قريبا من تحصيل العلامة الكاملة لولا خسارته المفاجئة في انغولا أمام بيترو اتليتيكو حيث كان للمناخ دورا كبيرا في ترجيح كفة صاحب الأرض خاصة ان الوداد كان متفوقا في النتيجة.
إنهاء دور المجموعات في الصدارة منح الوداد البيضاوي أفضلية لعب مواجهة العودة على ميدانه بينما يحل في مواجهة الذهاب ضيفا على شباب بلوزداد وهي المباراة التي سيكون على الشباب التعامل معها بذكاء كبير من اجل تفادي تقليص الحظوظ قبل مواجهة العودة في المغرب.
بالتأكيد هدف الوداد خلال مواجهة الذهاب هو تسجيل هدف على الاقل في مرمى شباب بلوزداد و هو الامر الذي سيكون على هذا الاخير تفاديه لانه في حال تلقى هدفا خلال مواجهة الذهاب سيقلص هذا الأمر كثيرا من حظوظه في التأهل الى نصف النهائي قبل مواجهة العودة في المغرب.
التحضير الجيد مفتاح التأهل الى نصف النهائي بالنسبة لشباب بلوزداد حيث سيكون على الجهاز الفني للفريق دراسة  نقاط  قوة و ضعف المنافس جيدا من اجل البحث عن الثغرة المناسبة التي تسمح للفريق بتسجيل الاهداف وهو الأمر الذي يبقى من نقاط قوة شباب بلوزداد بعد تحسن الاداء الهجومي للفريق في ظل تألق الثنائي مرزوقي وعريبي الذي تحرر كثيرا من الناحية النفسية بعد فترة صعبة مر بها.
الوفاق مطالب بتجاوز مشاكله
يعد وفاق سطيف هو الفريق الوحيد على المستوى الوطني الذي نجح في التتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا في نسختها الجديدة وبحكم انه تذوق طعم التتويج قد يكون لهذا الامر حافز مهم للاعبين من أجل الاطاحة بفريق الترجي التونسي خلال مواجهتي ربع النهائي والتأهل الى المربع الذهبي من منافسة رابطة أبطال إفريقيا.
لم يكن احد يتوقع ان يصل وفاق سطيف بمستواه الفني الحالي ومشاكله الداخلية الكبيرة الى ربع نهائي المنافسة القارية حيث كان الكثير من المتابعين متأكد ان الفريق لا يستطيع تجاوز دور المجموعات بالنظر الى حدة المنافسة مع العديد من الأندية في المجموعة في صورة حوريا كوناكري و الرجاء البيضاوي المغربي.
مر وفاق سطيف بالعديد من الأزمات خلال الفترة الماضية وهو الامر الذي انعكس سلبا على مستواه الفني في رابطة ابطال افريقيا حيث تأهل بشق الأنفس الى ربع النهائي  بالرغم من انه لم يكن من المرشحين الا ان اللاعبين كانوا في الموعد و صنعوا الفارق من خلال قيادة الفريق للتواجد ضمن أفضل ثماني أندية في القارة لهذه السنة وهو انجاز في حد ذاته.
المشكل المالي هو أبرز ما يعانيه الفريق حيث تأثر اللاعبون كثيرا من الناحية النفسية بسبب عدم تلقي مستحقاتهم المالية العالقة منذ فترة و حتى المدرب التونسي نبيل الكوكي رمى المنشفة في منتصف الموسم بعد ان سئم من الوعود المقدمة من طرف الإدارة من اجل تسوية مستحقاته المالية و هو الامر الذي لم يحدث مما جعله يقرر المغادرة دون رجعة.
الإدارة مطالبة بايجاد تسوية و لو مؤقتة مع اللاعبين من اجل تحفيزهم على بذل مجهودات إضافية خلال مواجهة الترجي في ربع النهائي على امل الوصول الى المربع الذهبي وهو الأمر الذي يبدو صعبا لكنه ليس بالمستحيل على فريق تحدى كل الصعاب و نجح في الوصول الى لربع النهائي بإمكانيات مالية متواضعة و جودة لاعبين أقل بكثير من الاندية الأخرى التي تتوفر على «ارمادة» من العناصر المميزة التي تمتلك خبرة كبيرة على المستوى القاري.
هناك قاسم مشترك بين وفاق سطيف الذي توج ببطولة رابطة أبطال إفريقيا في 2014 والنسخة الحالية للفريق فالوفاق في تلك الفترة كان يدربه خير الدين ماضوي وهو لاعب سابق في الفريق ولا يمتلك خبرة تدريبية كبيرة في تلك الفترة ونفس الأمر ينطبق على المدرب الحالي رضا بن دريس الذي يعد هو الأخر لاعبا سابقا في الفريق ولا يمتلك خبرة تدريبية كبيرة.
هذه القواسم المشتركة لا تعني شيئا على أرضية الميدان، أين تذوب كل الاختلافات ويبقى الهدف واحد وهو تشريف ألوان الفريق والكرة الجزائرية بصفة عامة التي مازالت تعاني من أثار «نكسة» الإقصاء من الدور الفاصل المؤهل الى المونديال على يد الكاميرون رغم وجود بصيص من الأمل في إمكانية إنصافنا من طرف «الفيفا» في 21 افريل الجاري تاريخ النظر في الشكوى المقدمة من طرف «الكاف» .
ما يشجع الوفاق على إمكانية صنع المفاجأة ان المنافس لا يوجد في أفضل أحواله فالترجي خلال النسخة الحالية ليس هو الترجي الذي كان ينافس في كل مرة على اللقب و يصل النهائي لأن الفريق في طور البناء و مستواه الفني مازال متذبذبا بشهادة مدربه راضي الجعايدي الذي اعترف بعد مباراة شباب بلوزداد ان الفريق مازال بعيدا عن مستواه الفني المنتظر لعدة عوامل .
يستقبل وفاق سطيف في مواجهة الذهاب الترجي التونسي وهي المباراة التي سيكون فيها الفريق على غرار شباب بلوزداد مطالب بتفادي تلقي هدف على أرضه والخروج بشباك خالية أمر مفيد للفريق قبل مواجهة العودة في تونس و ينتظر ان يقوم الترجي بفتح اللعب من اجل تحقيق الانتصار على ارضه وامام جمهوره.
هناك عامل مهم وضعه انصار الوفاق في الحسبان و هو الفارق الواضح في مستوى الفريق بين المنافسة القارية و مباريات البطولة حيث وبالرغم ان الوفاق خسر على مرتين متتاليتين في البطولة امام هلال شلغوم العيد و نجم مقرة و لم يقدم الاداء الفني المطلوب منه الا ان رد فعل اللاعبين في المنافسة القارية كان مختلفا في كل مرة حيث نجح في تقديم مباراة جيدة في المغرب امام الرجاء البيضاوي الذي فاز بصعوبة بهدف وحيد.
يمتلك وفاق سطيف لاعبين يمتلكون خبرة كبيرة و منهم من فاز برابطة الأبطال من قبل مع النادي في صورة اكرم جحنيط اضافة الى عناصر صالت و جالت في مختلف الاندية و المنتخبات من الاصناف الصغرى الى المنتخب الاول على غرار قراوي و بلقروي إضافة الى قائد الفريق عبد المومن جابو .
تواجد لاعبين من هذه النوعية يعزز كثيرا من قوة الفريق في المباريات الكبيرة التي تتطلب تواجد لاعبي الخبرة الذين يصنعون الفارق خاصة من الناحية المعنوية أين يقومون بتحفيز زملائهم من اجل تقديم افضل ما لديهم و يسهلون كثيرا من مهمة المدرب في تطبيق النهج التكتيكي الذي يريد خلال المباراة من اجل تحقيق الانتصار قبل لعب مباراة العودة .
من الناحية الهجومية ظهر الفريق بمستوى جيد في المنافسة القارية لكن على لاعبي هذا الخط بذل مجهودات كبيرة من اجل التسجيل في شباك الترجي التونسي الذي يعتمد على دفاع مكون من لاعبين دوليين في صورة عبد القادر بدران و محمد الأمين توغاي دون نسيان الظهير الأيسر الياس شتي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024