الهزيمـة لا علاقـة لهـــا بخطّـة اللّعـــب التــي كانـت جــد متوازنـــة
خيبـة كبيرة وسيناريـو لعـين اصطدمنـا بــه
تحدّث جمال بلماضي عن مستقبله على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني بغموض، حيث أعطى مؤشرات عن رحيله وقدّم بصيصا من الأمل في بقائه، أين أجاب عن هذا السؤال قائلا «خلال فترة إشرافي على المنتخب في مدة ثلاثة سنوات ونصف، عرفت الكثير من السعادة مع هذا المنتخب»..جاء ذلك عقب نهاية مباراة الإياب ضد المنتخب الكاميروني في الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم قطر 2022، والتي فشل فيها رفقاء رياض محرز من العبور للمونديال الخامس بالتاريخ، بعد الهزيمة في الأنفاس الأخيرة من عمر الشوط الإضافي الثاني بنتيجة هدفين لواحد.
قال بلماضي في الندوة الصحفية التي نشّطها «حين قدمت كان المنتخب في وضعية حرجة، وبعد العمل الكبير الذي قمنا به حققنا نتائج باهرة»، وتابع كلامه «لكن كان هناك هدف مسطر في العقد وهو التأهل إلى المونديال، ولا يمكننا العبور على هذا الأمر».
بلماضي قال إنه سيتحمل مسؤوليته، موضحا أنه مهما كان قراره النهائي يجب على المنتخب أن ينهض من جديد، ويعمل من أجل تحقيق نتائج أفضل من التي تحققت منذ إشرافه على «الخضر».
كما أكّد أنّ كرة القدم تكون أحيانا فظيعة مثلما حدث سهرة الثلاثاء ضد منتخب الكاميرون، وتابع كلامه «الجزائر منتخب جميل، وهناك العديد من الأمور التي يجب أن نقوم بها مستقبلا برفقتي أو من دوني».
وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال «أنا تحت تصرّف بلدي، لست هنا لأتشبث بجذع شجرة ولأحاول البقاء عالقا به، هذه المهنة أعلم بأنها لا تسير هكذا، عندما كنت حاضرا وقدمت الإضافة لم أدّخر أي جهد، واليوم الذي أشعر فيه بأني غير مفيد لبلدي سأنسحب بهدوء».
وأردف قائلا «لا أريد أن أتخذ قرارا على الساخن، سنفكر بجدية في الأيام القادمة، والمهم أن يكون المنتخب الوطني قويا في السنوات المقبلة، المراحل التي مررنا عليها مهمتها تتمثل في إعطائنا قوة أكثر ومتانة، ويجب التصحيح ومواصلة العمل».
المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية انهار كليا بعد الإقصاء، وأكّد خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة بأنه قام بكل شيء من أجل ضمان العبور للمونديال رفقة طاقمه، وتحدّث عن ذلك قائلا «أعلم أن هناك الكثير من الناخبين يضيعون فرص بلوغ القمم باختياراتهم التي يرونها صائبة في تلك اللحظة، كل ما قمنا به كان نابعا من القلب».
بلماضي لم يجد تفسيرا لما حدث، مشدّدا على أنه لم يهمش أي نقطة تخص المواجهة والمنافس، وقال «من الجانب التحضيري أتساءل ماذا كان يمكننا أن نضيفه حتى نتمكّن من العبور إلى مونديال قطر».
وأكمل فكرته «عملنا على مدار 24 ساعة كاملة بدون تراخ منذ إقصاء الكان، عملنا بالكثير من الاحترافية والوعي خلال يومياتنا، بالرغم من أننا نلتقي خلال تواريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم».
وعلّل «خلال الشهرين المنصرمين وضعنا حياتنا من أجل افتكاك التأهل والنجاح في مهمتنا، الطاقم الذي يعمل معي يستحق أمرا آخرا غير الخروج بهذه الطريقة، أنا الواجهة لكن لدي طاقم كفؤ جدا، كونه يعمل بتفان وإخلاص، ويعمل في الخفاء لكن بطريقة مميزة».
مهندس التتويج القاري لسنة 2019 كشف أن العمل من أجل النجاح كان من أجل الجزائر وشعبها، وهو الأمر الذي يحمس الطاقم الفني واللاعبين، موضحا أن الإقصاء هو أكثر من خيبة أمل شخصية بالنسبة له، بعدم المشاركة في المونديال بصفته مدربا للمنتخب الوطني، وتحدّث «خيبة كبيرة وسيناريو لعين اصطدمنا به، نقول الحمد لله نحن مجبرون على ذلك لأنّنا مؤمنون قبل كل شيء».
لعبنا اليوم تميّز بالتّوازن
المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمحاربين، أوضح أنّه يجب أن يقف المنتخب مرة أخرى بعد الإقصاء في العشر ثواني الأخيرة من عمر اللقاء، من كرة داخل منطقة العمليات بطريقة مروعة، حيث نوّه بالتّركيبة البشرية الهائلة المتواجدة، وبهذا الشأن يقول «أعتقد أنّ لعبنا اليوم تميز بالتوازن، كل شيء كان في صالحنا لم يتم تهديدنا طيلة اللقاء، فشلنا في العشر ثواني الأخيرة من عمر اللقاء».
أما عن خطّة اللعب المماثلة لمواجهة الذهاب التي انتقدها البعض، أكّد بلماضي أن منحت التوازن للاعبين فوق أرضية الميدان، حيث أن فرص التهديف كانت موجودة، واللاعبون تمكّنوا من إحداث فرص واضحة للتهديف عكس المنافس، وقال «الكاميرون تمكن من التسجيل علينا من ضربتين ثابتتين التي تعد نقطة قوتهم، هزيمة اليوم لا علاقة لها بمنظومة اللعب، كنت سأقبل هذه الملاحظة في حالة ما إذا فشلنا في خلق الفرص».
وتابع «الكاميرون منتخب يسجّل الكثير من الأهداف، فشل في ذلك بلقاء الذهاب ولكنه في العودة تمكن من تسجيل ثنائية، كل مواجهة لديها حقيقتها».
ودائما بخصوص خطة اللعب «تلقيت الكثير من الانتقادات لأنّني لعبت في الكثير من المناسبات بطريقة لعب واحدة، عندما غيّرت أسلوب اللعب الجميع يطرح السؤال لماذا قمنا بذلك، اليوم لديكم الفرصة من أجل انتقادي، وإعادة النظر في كل شيء منذ البداية إذا أردتم، غادرنا المنافسة الآن لا تتصوّروا منّي أن أقدّم لكم تقريرا مفصلا».
الناخب الوطني أوضح أنّ الكاميرون منتخب قوي بتقاليد قارية عريقة، موضّحا أنه بالرغم من ذلك بالنظر إلى المواجهتين، لا يعتقد بأن المنتخب الذي كان يستحق العبور إلى المونديال هو الذي ذهب.
الحكّام لا يحترموننا..
كما وجّه بلماضي أصابع الاتهام في الهزيمة إلى الحكم الغامبي غاساما، حين قال «التّحكيم حطّمنا، وهذا لم يبدأ بتاريخ اليوم بل منذ مدة، كنا نعاني من تصرّفاتهم وقراراتهم، الحكام لا يحترمون اتحاديتنا، اليوم لست خائفا للإدلاء بهذا التصريح، هم لا يحترموننا، التحكيم سحقنا في عقر دارنا».
وأفاد في السياق، «بلغنا مستوى جد عال لكن للأسف لم يحترمنا أحد»، منتقدا أعداء النجاح حين أكد أن الهزيمة أمام الكاميرون والإقصاء من المونديال، أمر أسعد كثيرا البعض.
توبة تطوّر كثيرا منذ قدومه إلى المنتخب
نجم مارسيليا الأسبق تحدّث عن البديل توبة بإسهاب، حيث أكد أنه تطور كثيرا مقارنة بالمرة الأولى التي دخل فيها تربص «الخضر»، وقال «قلت له خلال الأسبوع بأنه مرّ إلى مرحلة جديدة في مسيرته، جاء بمستوى معين في بداية مشواره مع المنتخب، والآن رفع مستوياته كثيرا».
وواصل كلامه «فهم أنّ المدافع عليه أن يطور الكثير من الأمور والتفاصيل، هو لاعب مستقبل يمكنه اللعب في العديد من المناصب بحكم تكوينه وذكائه، ويملك حب الوطن في عروقه، ويمكننا الاعتماد عليه مستقبلا».
بلماضي تحسّر على الجيل الحالي الذي سيغيب عن المونديال، حيث أكّد أن أجيال كبيرة مرت على المنتخب الوطني، وهذا الجيل كان فعّالا خلال فترة من الزمن، معبرا عن حزنه لغياب اللاعبين الذين يتواجدون بنهاية مسيرتهم الكروية عن المونديال، وكذلك للاعبين في المستقبل على غرار (بن ناصر، زروقي، بوداوي، عطال، توبة)، وكذلك للغائبين عن هذا التربص.
بلماضي كشف أنّه بعد نهاية المواجهة انهار بسبب الجمهور، الذي كان يحلم بمشاهدة الجزائر في المونديال من جديد، وقال «حسرتي كبيرة على الشعب الجزائري المتواجد خلف الشاشة هنا بالجزائر وفي الغربة، وبينهم أبنائي الذين يعشقون «الخضر» للنخاع، وهذا ما يؤلمني خيبة الأطفال والنساء والرجال وكبار السن، الذين لم يفهموا ما حدث في النهاية».