يتواجد «الخضر» على بعد 90 دقيقة من تحقيق حلم أكثر من أربعين مليون جزائري، والتأهل إلى مونديال قطر 2022 بعد غياب عن مونديال روسيا 2018. وسيكون أشبال بلماضي على موعد مع تحقيق مشاركة مونديالية جديدة شريطة الحفاظ على التقدم المسجل على حساب المنتخب الكاميروني خلال المواجهة التي ستجمعهما، اليوم، على أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.
يستقبل المنتخب الوطني نظيره الكاميروني، سهرة اليوم، في إطار مباريات إياب الدور الفاصل المؤهل لمونديال قطر 2022، حيث يتطلّع أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي لاقتطاع تأشيرة التأهل من خلال تحقيق الانتصار رغم النتيجة الايجابية التي حققها المنتخب في دوالا، إلا أن الفوز على الكاميرون بملعب مصطفى تشاكر وسط حضور جماهيري كبير سيكون من خلاله طعم التأهل مختلفا وأحلى.
مواجهة اليوم بين المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني ستكون مختلفة عن لقاء الذهاب لأنّ «الخضر» يمتلكون الأسبقية مقارنة بأشبال المدرب سونغ، الذين خسروا مواجهة الذهاب بهدف وحيد سجّله سليماني على أرضهم وأمام جمهورهم، وهو ما يجعلهم مطالبين بصناعة اللعب لتعويض خسارة مباراة الذهاب التي قلصت كثيرا من حظوظهم في التأهل إلى كأس العالم.
الأسبقية النّفسية في صالح المنتخب الوطني، المطالب باستغلال هذا الأمر من البداية من خلال زيادة الضغط على المنافس و»محو» أي أمل داخله في التأهل من خلال تسجيل هدف السبق، الذي سيكون أثره كبيرا على نفسية لاعبي المنافس، خاصة أنّه سيزيد من صعوبة تحقيقهم للتأهل بالنظر إلى فارق الأهداف المسجلة.
الضغط الجماهيري سيكون كبيرا من البداية، وهو ما سيشعر لاعبي المنافس بالاضطراب والارتباك، وهنا سيكون لاعبو المنتخب الوطني على موعد مع «الانقضاض « على المنافس، وإحباط معنوياته أكثر فأكثر من خلال تسجيل هدف السبق، وهو ما سيسهل كثيرا من مهمة المنتخب الوطني في التاهل الى المونديال.
لا تغييرات منتظرة على التّشكيلة
لا يتوقّع أن يحدث الناخب الوطني جمال بلماضي أي تغييرات على التشكيلة التي ستلعب المواجهة مقارنة بالتي شاركت في مواجهة الذهاب، ما عدا الغياب الاضطراري للمدافع الأيسر رامي بن سبعيني بسبب تراكم البطاقات، وهو ما يفتح باب المشاركة أمام اللاعب الصاعد لعوافي الناشط في النجم الساحلي التونسي.
يدرك بلماضي أنّه ورغم التقدم في مواجهة الذهاب، الا ان اللعب بخطة مفتوحة قد تكون لها عواقب سلبية على المنتخب الوطني، فالمنافس يمتلك لاعبين من مستوى عالي في خط الهجوم على غرار شوبو موتينغ لاعب بايرن ميونيخ الألماني وتاكو ايكامبي مهاجم ليون الفرنسي دون نسيان الهداف المعروف أبوبكر.
غياب بن سبعيني عن المواجهة أخلط نوعا ما أوراق الناخب الوطني، خاصة من الناحية الدفاعية بحكم أنّ دور بن سبعيني كبير في التغطية العكسية حين يفتقد المنتخب الوطني للكرة، وهو الأمر الذي سيكون لعوافي مطالبا بالقيام به في حال نال ثقة الناخب الوطني خلال المباراة رغم خبرته القصيرة على هذا المستوى.
يبقى التساؤل قائما حول إمكانية مشاركة زروقي في الوسط من عدمها، خاصة أنه من اللاعبين الذين نالوا قسطا وافرا من الانتقادات على ضوء مستواه الباهت خلال مواجهة الذهاب، حيث يمكن للناخب الوطني أن يمنح الفرصة للاعبين آخرين في هذا المركز على غرار بوداوي المتألق في الفترة الأخيرة مع نادي نيس الفرنسي.
على مستوى خط الهجوم لا يمكن تغيير الثلاثي بلايلي ومحرز، إضافة إلى الهدّاف المخضرم سليماني الذي سيكون دوره كبيرا خلال هذه المواجهة، خاصة انه يمتلك الفضل في تحقيق التقدم خلال مواجهة الذهاب بفضل الهدف المميز الذي سجّله على أرضية ملعب «جابوما».
الأكيد أنّ المنتخب الوطني مطالب بالحفاظ على النتيجة المحققة في لقاء الذهاب، لكن الأهم هو تسجيل هدف على الأقل من أجل ضمان عدم الذهاب الى وقت إضافي في حال انتهت المواجهة بتفوق الكاميرون بهدف دون مقابل، وحسب القوانين الموضوعة من طرف «الفيفا» سيتم اللجوء الى وقتين إضافيين، وفي حال استمرت النتيجة على ما هي عليه يتم اللجوء الى ركلات الجزاء الترجيحية، وهو السيناريو الذي سيكون على أشبال بلماضي تفاديه من خلال التسجيل في مرمى المنافس بأي طريقة.
تحضير نفسي لمختلف السيناريوهات
رغم الفوز المحقق ذهابا إلاّ أنّ المنتخب الوطني حسابيا لم يتأهل بعد، والمنافس هو الآخر لم يفقد حظوظه في بلوغ المونديال، حيث سيحتكم الطرفان الى 90 دقيقة يتباريان خلالها من أجل تحقيق الهدف الذي يسعى اليه كل طرف، وهنا يتوجب على الناخب الوطني جمال بلماضي تحضير اللاعبين نفسيا لمختلف السيناريوهات المتوقّعة.
من بين السيناريوهات المتوقعة هو افتتاح باب التسجيل من طرف المنتخب الوطني، وحينها يكون قد حقّق أمرا مهما وهو تعزيز حظوظه في التأهل، وأيضا إحباط معنويات المنافس الذي يسعى من أجل الفوز، وإعادة الأمور إلى نصابها رغم التفوق المحقق ذهابا من طرف المنتخب الوطني.
سيناريو آخر يتواجد في الأذهان وهو تسجيل المنافس لهدف السبق، وهو الأمر الذي لا يجب أن يحدث بأي طريقة، ولكن إن حدث على اللاعبين التعامل مع الأمر بهدوء، وتفادي النرفزة والتسرع لأنّه سيخدم المنافس أكثر لتحقيق هدفه وهو إضافة الهدف الثاني، حيث لا يجب الاندفاع الى الهجوم، ولكن اللعب بتوازن كبير للحفاظ على الحظوظ.
هناك سيناريو ثالث متوقع وهو بقاء النتيجة سلبية لأطول فترة ممكنة، وهي النتيجة المفخّخة التي قد لا تخدم المنتخب الوطني لأنّ المنافس يكون يبحث عن طريقة العودة في المباراة، ونتيجة التعادل السلبي تخدمه كثيرا لأنه في حال سجّل هدفا واحدا يجعل الأمور تعود إلى نقطة الصفر.
كل هذه السيناريوهات متوقّعة خلال المباراة، لكن المنتخب الوطني مطالب بتفادي معظمها وترجيح كفته من خلال السيناريو الوحيد الذي يخدمه، وهو افتتاح باب التسجيل مبكرا بعد انطلاق المواجهة مباشرة لأن هذا الأمر يكون له أثر سلبي كبير على المنافس من جهة، وإيجابي على لاعبي المنتخب الوطني من أجل الانتفاضة في المواجهة، وتسجيل العديد من الاهداف.
بكاري غاساما لإدارة المباراة
يدير الحكم الغامبي باكاري غاساما المواجهة المرتقبة بين المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني، حيث يعد من الحكام المعروفين في القارة السمراء، إلا أن التعامل معه بذكاء من طرف اللاعبين يبقى أمرا ضروريا لأنه حكم معروف بأنّه مزاجي، ولا تعرف متى سينقلب عليك خلال المباراة.
لاعبو المنتخب الوطني مطالبون خلال المباراة بتفادي الاحتجاجات من دون فائدة لأنها تدفع الحكم الى إخراج البطاقات الصفراء في كثير من الأحيان، فالحكم غاساما لا يتسامح مع اللاعبين الذين يحتجون كثيرا، وحتى المدربين بدليل أنه من الحكام الذين يراقبون كثيرا تصرفات المدربين خلال المباريات مثلما يراقب أطوار المباراة.