سيخوض الناخب الوطني جمال بلماضي، سهرة اليوم، أصعب مواجهة في مسيرته التدريبية، حين يقود «الخضر» من على خط التماس ضد منتخب الكاميرون، بغية بلوغ نهائيات كأس العالم قطر 2022 المقررة شهر نوفمبر المقبل، لتحقيق الهدف الأول المسطّر بعقده صيف 2018، ومعانقة حلم الطفولة المتمثل في خوض المونديال، الذي فشل في تحقيقه كلاعب مع المنتخب الوطني لكرة القدم.
سيكون رفقاء القائد رياض محرز على موعد لحصد ثمار عمل دام ثلاثة سنوات ونصف، بدأ بقوة بعدما تمكّن المحاربون من ترصيع القميص الوطني بالنجمة الثانية، بعد الظفر بلقب كأس أمم أفريقيا 2019 التي عادوا بها من أرض الكنانة، بعد انتظار طويل دام طيلة 29 عاما، لتأتي بعدها سلسلة 35 مواجهة دون هزيمة، ورافقها تحطيم العديد من الأرقام المحلية والقارية وحتى الدولية، ليكون «الخضر» الآن مع أكبر مواجهة منذ بداية العشرية الحالية، بهدف خطف أحد البطاقات الخمسة المؤهلة للمونديال ، والعودة إلى أكبر محفل كروي بالعالم لمحاولة البصم على مشاركة قوية أخرى، ببلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى بتاريخ مشاركات المنتخب بالمونديال، ومحاولة بلوغ أبعد دور ممكن، لإعطاء بعد جديد لـ «الخضر»، وكتابة عهد جديد في سجل كرة القدم الدولية.
نفس الخطّة لمضاعفة متاعب «الأسود غير المروّضة»
يتساءل عشّاق «الخضر» عن الخطة والتعداد الذي سيدخل به الطاقم الفني اليوم، لمحاولة الإطاحة بالأسود غير المروّضة للمرة الثانية في ظرف أسبوع، خصوصا بعدما أدهش بلماضي الجميع باللعب بخطة دفاعية محضة (5-4-1)، للمرة الأولى منذ توليه مهمة قيادة العارضة الفنية للمحاربين، هو الذي كان مهاجما ويحبّذ اللعب الهجومي، كما يحث عليه لاعبيه منذ توليه قيادة العارضة الفنية للمنتخب الوطني.
وكان الناخب الوطني جمال بلماضي صدم منافسه ريغوبير سونغ ولاعبيه خلال مواجهة الذهاب، بعدما أكد مدرب منتخب الكاميرون أنه تفاجأ بالخطة الدفاعية التي لعب بها المطرقة جمال الدين بن العمري ورفاقه، حيث قال بالحرف الواحد «تفاجأت للخطة التي لعب بها منتخب الجزائر، منافسنا رفض اللعب وهو ما صعّب مأموريتنا».
وأضاف «في مواجهة العودة سنحضّر لهم خطّة محكمة، وسنباغثهم في عقر دارهم».
تصريح قد يجعل المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لـ «الخضرا» يلعب بنفس الخطة، بعدما أيقن بأنه أعاق تحرّكات المنافس ومنعه حتى من لعب الكرات القصيرة لتنشيط اللعب، كما أنه خلال مران اليومين الأخيرين تدرّب اللاعبون كثيرا على كيفية نقل الكرة بسرعة من الدفاع إلى الهجوم، وهو عامل آخر يشير إلى أنّ بلماضي حضّر أشباله للعب المرتدات، لكنه بالمقابل قد يقوم ببعض التغييرات على اللاعبين الأساسيين، بإعادة الثنائي المخضرم قديورة وفغولي إلى التشكيلة، بعدما أنعش دخولهما المواجهة التي لعبها رفقاء الزئبق بن ناصر يوم الجمعة المنصرم.
في ذات السياق، التغيرات التي قام بها الكوتش جمال أثناء أطوار مواجهة الذهاب بملعب جابوما، قد تشير إلى أنه يبحث عن تغيير خطة اللعب في مواجهة اليوم، بعدما قام باستبدال 5 لاعبين، وهو ما ينبئ بأنه قد يخوض اللقاء بخطته المعتادة (4 – 1 – 4 – 1) التي ستعيد المنتخب للظهور بخطة هجومية، بحثا عن استغلال الأخطاء الدفاعية التي يمكن أن يقع فيها الدفاع الكاميروني، الذي يتميز بالثقل في محور دفاعه.
دخول الطاقم الفني بخطة (4 – 1 – 4 - 1) يعني بأنّ بلماضي سيقحم مبولحي في حراسة المرمى كما جرت عليه العادة، وكل من ماندي وبن العمري في المحور، بالإضافة إلى الظهير الأيمن بن عيادة الذي لعب دون خطأ في لقاء الذهاب، وأعطى الأمان على الرواق بالرغم من أنه كان في حراسة المهاجم السريع إيكامبي، كما سيفاضل بين أحمد توبة الذي تكوّن منذ الصغر في بلجيكا بمنصب الظهير الأيسر، أو على مدافع النجم الساحلي التونسي يوسف أمين لعوافي، الذي يلعب في هذا المنصب للموسم الثاني على التوالي، بعدما حوّله مدربه السابق بوفاق سطيف نبيل الكوكي إلى الدفاع، بسبب غياب الحلول بعد إصابة هواري فرحاني في القلب، ليجد اللاعب راحة في منصبه الجديد الذي ساهم في احترافه بالبطولة التونسية، وهي الخطّة التي ستعيد عبد القادر بدران إلى دكة الاحتياط بعد مردود كبير في لقاء الذهاب.
كما سيشرك بن ناصر رفقة الثنائي الذي دخل بديلا في لقاء الذهاب قديورة وفغولي، بعدما أعطى دخولهما خلال أطوار المواجهة انتعاشا كبيرا لخط الوسط، كما سيلعب الثلاثي (محرز، بلايلي، سليماني) في الخط الأمامي، حيث سيعمل الجناحين على أن يكونا أكثر خطورة على الرواقين من المواجهة الأولى لمحاولة استغلال الهفوات، والإبقاء على الكرة لأطول وقت ممكن بمنطقة الخصم.
غياب هدّاف كأس أمم أفريقيا عن لقاء تشاكر
من جهة أخرى، قد يغيب أفضل مهاجم خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا بالكاميرون فانسون أبو بكار، بعدما خرج متأثّرا بإصابة قبل انطلاق المرحلة الثانية بلقاء الذهاب، وهو ما يعد ضربة موجعة للأسود غير المروّضة، خصوصا أن الأمر يتعلق بقائد المنتخب وهدّافه بـ 33 إحرازا في 84 مواجهة بألوان منتخب بلاده، سجل منها 8 أهداف منذ انطلاق السنة المدنية، وهو ما قد يكون في صالح المدافعين الجزائريّين، الذين سيجدون مهاجم ليون الفرنسي كارل توكو إيكامبي معزولا.
في سياق منفصل، فإنّ الناخب الوطني خلال مواجهة الذهاب اعتمد على 16 لاعبا كاملا، من أصل 28 وجّهت لهم الدعوة لخوض تربص شهر مارس الجاري، الذي تتخلله المواجهة الفاصلة ضد منتخب الكاميرون، لحساب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كاس العالم قطر 2022، وسيرتفع عدد اللاعبين المشاركين في التربص على الأقل بلاعب وحيد، بعد اختيار الظهير الأيسر الجديد الذي سيخلف الغائب عن لقاء اليوم رامي بن سبعيني بسبب تراكم البطاقات الصفراء.
يذكر، أنّ عبد القادر بدران الذي خرج متأثرا بإصابة في لقاء الذهاب، عاد إلى أجواء التدريبات في الحصتين الأخيرتين، وهو ما سيجعل بلماضي يخوض لقاء الإياب بكامل أوراقه ما عاد بن سبعيني المعاقب.