اكتست مدينة البليدة وبلدياتها المجاورة ثوبا فريدا بمناسبة إقامة مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم أمام الكاميرون، سهرة اليوم الثلاثاء، بداية من الساعة الثامنة ونصف مساء، برسم إياب الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر 2022.
واستجاب أنصار «الخضر» لنداء المدرب الوطني جمال بلماضي، الذي دعاهم للحضور بقوة بملعب مصطفى تشاكر الذي سيحتضن المواجهة، وتكرار التشجيع المميز.
وبلغت حمى المباراة ذروتها مقارنة بالمباراة السابقة في الجولة الأخيرة من دور المجموعات أمام بوركينافاسو التي انتهت بالتعادل 2/2، فقبل هذه المباراة كانت الظروف الصحية تسمح بحضور الجماهير بنصف قدرة استيعاب الملعب، أما في مباراة اليوم فيرتقب أن يكون « تشاكر» ممتلئا عن آخره (يتسع لقرابة 40 ألف متفرّج).
ظروف جيّدة بعد تحسّن الوضع الوبائي
حضر عشرات الآلاف من المشجّعين من كل الولايات الـ 58 تقريبا، وجلهم من فئة الشباب، حيث تحدّثت « الشعب» مع بعضهم أتوا من غليزان، عين الدفلى، تيزي وزو، عنابة، الأغواط، ورقلة وقسنطينة.
وأسهم تحسّن الوضع الصحي وتخفيف القيود المفروضة في عودة الحياة الطبيعية، بعد فترة صعبة بسبب الجائحة، وهو الأمر الذي سهّل من احتضان الأنصار، بتوفّر الفنادق والمراقد بالمدينة لإيوائهم، وكانت الظّروف مواتية لهم أيضا بتوفر وسائل النقل والمطاعم.
واللافت أنّ المشجّعين الذين لم يجروا التلقيح ضد وباء كورونا، اصطفوا أمام العيادة المتواجدة في حي 19 جوان وسط مدينة البليدة لأخذ اللقاح، وهذا ما بعدما رفض عمال الفدرالية الجزائرية لكرة القدم بيع تذاكر المباراة لهم بجواز صحي الذي يثبت من خلاله أنهم خضعوا للتلقيح ضد الوباء .
البليدة تتزيّن بالألوان الوطنية
تزيّنت مدينة الورود بالألوان الوطنية الأحمر والأخضر والأبيض، وكالمعتاد عرض الباعة أدوات التشجيع مثل المزامير، أقمصة الخضر والأعلام الوطنية أمام المشجعين، في الشوارع والأزقة التي تعرف حركية كبيرة مثل الحي القريب من ملعب تشاكر، وساحة التوت بشارع «باب الدزاير».
ورحّب سكان البليدة بالشباب القادم من كل ولايات الوطن، وتوقّفنا على ذلك بالمركز التجاري «فاميلي شوب»، الذي يزج بالعائلات، وكذا في وسائل النقل في مشهد يعكس الألفة والتضامن بين أبناء الوطن الواحد، غايتهم وحيدة وهي فوز المنتخب الوطني وتأهله الى المونديال.
وفي حديثنا معهم بدا الأنصار واثقين في تجاوز عقبة المنتخب الكاميروني بعد الفوز عليه ذهابا في ملعب «جابوما» بمدينة دوالا بهدف إسلام سليماني، وأكّدوا بأنهم سيقدمون كل ما لديهم داخل الملعب التي يفتتح أبوابه اليوم على الساعة الواحدة زوالا للأنصار، ليكونوا اللاعب رقم 12 الذي سيمنح الأفضلية لـ «الخضر».
شاشات عملاقة خارج الملعب
عمدت السّلطات المحلية في البليدة على وضع شاشات عملاقة في الساحات العمومية للسماح بمتابعة أطوار المباراة في أجواء حماسية بالنسبة للمشجعين، الذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على التذاكر للدخول إلى الملعب، وذلك بمحاذاة بلدية أولاد يعيش، في دار الفنان بشارع العربي تبسي، وفي ساحة «باب السبت» وأماكن أخرى.
تجدر الاشارة، إلى أن الكثير من المشجعين من الذين لم يتحصلوا على التذاكر التي نفذت في اليوم الأول من عملية البيع (الاثنين)، فضلوا البقاء في البليدة لمعايشة الأجواء الحماسية التي ستصاحب المباراة ثم الاحتفال بالتأهل رفقة أبناء االمدينة.
وتوقّفنا على الحماس الكبير لمشجّعي «الخضر» المعروفين بتعلقهم الكبير بالمنتخب الوطني، حيث بقوا واثقين من إمكانيات رفقاء القائد رياض محرز، رغم التعثر في نهائيات كأس أمم افريقيا التي جرت مطلع السنة الحالية لتجاوز عقبة الكاميرون.
