استغـلال هفــوات الكاميرونيّين للتّسجيـل مجــدّدا
اعتبر الدولي الجزائري السابق منير دوب في حوار خاص لجريدة «الشعب» عن ثقته الكبيرة في قدرة بلماضي وأشباله على تحقيق التأهل لمونديال قطر 2022، بعدما قطع الفريق شوطا كبيرا نحو هذا الهدف من خلال تحقيق الفوز خارج الديار، وأمام منافس عنيد لم ينهزم بأرضه منذ 24 سنة، إلا أنّه طالب اللاعبين بضرورة الالتزام بنصائح المدرب لتفادي أي مفاجأة غير سارّة لأن المواجهة حاسمة وتلعب على جزئيات صغيرة والخطأ فيها ممنوع، ولهذا يجب أن يكون تركيز كبير من رفقاء القائد محرز وتسيير الأمور لصالحهم، والعمل على الاحتفاظ بالكرة، لأنّ منافسنا لن يغامر ويغلق المساحات بما أن حظوظه ما زالت قائمة، وهناك 90 دقيقة كاملة لبلوغ نهائيات كأس العالم، ونحن نريد الجزائر أن تكون حاضرة للمرة الخامسة في تاريخها.
- الشعب: ما هي قراءتك للعودة القوية للمنتخب الوطني في اللّقاء الفاصل؟
اللاعب الدولي السابق منير دوب: المنتخب الوطني عاش مرحلة فراغ رهيبة خلال نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة التي جرت بالكاميرون بدليل انه خرج من الدور الأول، في وقت لم يكن يتوقع أي أحد ذلك، لكن هذا أمر عادي لأن كرة القدم تحمل الربح والخسارة في آن واحد، ولكن المدرب بلماضي اشتغل كثيرا بعد العودة إلى الديار، حيث تابع كل اللاعبين عن قرب في أنديتهم، الأمر الذي جعله يختار التشكيلة المناسبة التي تتماشى مع الإستراتيجية التي حددها خلال مباراة الدور الفاصل المؤهل لمونديال قطر 2022 ضد الكاميرون، ونحن يجب أن نتقبل خياراته لأنه أدرى من أي شخص بما يرغب فيه، والميدان هو الفاصل الحقيقي حول نجاحه من عدمه، والدليل كان واضحا من خلال الإطاحة بالأسود غير المروّضة في عقر دارها، وتمكّن رفقاء بلايلي من وضع حد للشبح الذي لم نتمكّن من الفوز أمامه في المباريات الرسمية في السابق، وفي نفس الوقت كسّرنا سلسلة اللاّهزيمة للكاميرونيّين في ملعبهم، والتي كانت منذ 1998 أي 24 سنة كاملة، ما يعني أنّ بلماضي وضع الوصفة المناسبة، ونتمنى أن يكتمل الإنجاز في تشاكر بالبليدة.
- كيف تقيّم أداء المنتخب الوطني في لقاء الذهاب من الناحية التكتيكية؟
مثل هذه المباريات لا تلعب بل يجب الفوز بها، وبلماضي وأشباله فهموا ذلك جيدا، حيث لاحظنا انضباطا تكتيكيا كبيرا فوق الميدان من طرف القائد محرز ورفاقه والتزموا بالتعليمات التي قدمها المدرب، بدليل أنّنا تمكنا من تسجيل هدف له وزن كبير من طرف سليماني، الذي كان متواجدا في المكان المناسب أثناء تنفيذ بلايلي للمخالفة، بعد ذلك لاحظنا أن اللاعبين الجزائريين سيّروا أطوار المواجهة إلى النهاية لعدة أسباب أبرزها لتفادي الإصابات في هذه المرحلة الحساسة، ومن جهة أخرى لتفادي تلقي البطاقات لأنّ المدرب بحاجة لكل التعداد حتى تكون لديه الخيارات اللازمة، لأن لقاء الذهاب كان على عاتق الناخب الوطني بعد الخروج المبكر من كأس افريقيا، ومن خلال الفوز في الشطر الأول من المواجهة الحاسمة أمام منافس قوي وعنيد، وأثبت أنّ «الكان» أصبحت من الماضي، وهو أمر عادي مثلما سبق لي القول لأنّه لم يتوقف عن العمل بل بحث عن النقائص وحضّر تشكيلته كما يجب، إضافة إلى اللاعبين الذين قدّموا ما عليهم رغم الضغط إلا أنّهم قالوا كلمتهم لأنّهم لعبوا في جابوما، الملعب الذي تعوّدوا عليه، وكذا طريقة لعب المنافس مكشوفة، كل هذه النّقاط أدّت إلى عودتنا بالانتصار.
- كيف ترى مواجهة العودة في ملعب تشاكر بالبليدة؟
الفوز خارج الديار وأمام الكاميرون أعاد التعداد إلى الواجهة وعادت الثقة لأنّه بعد كأس إفريقيا كان هناك شك في نفوس اللاعبين، الأمر شكل لهم ضغطا نوعا ما، لكن الآن
الوضعية البسيكولوجية ممتازة لأنهم عادوا إلى السكة الصحيحة، وعلى اللاعبين الحفاظ على تركيزهم في ملعب تشاكر بالبليدة لتحقيق نتيجة إيجابية، تسمح بالتأهل إلى الحدث الأكبر في العالم، خاصة أنهم سيكونون مدعومين باللاعب رقم 12، والأمر يتعلق بالجمهور الذي
سيحضر للمدرجات لتشجيع المنتخب، وهذا الأمر جد إيجابي لأنه سيكون دفع معنوي للاعبين فيما سيخلق ضغط رهيب على الكاميرونيّين الذي سيكتشفون ذلك، لكن يبقى اللقاء من وجهين، وعلى عناصرنا تفادي الأخطاء والالتزام بالتعليمات، والعمل على السيطرة على معركة الوسط، وتقديم الكرات للهجوم الذي يعتبر أفضل طريقة للدفاع، واستغلال الكرات المعاكسة السّريعة لأن منتخب الكاميرون ما زالت حظوظه قائمة في التأهل، وسيعمل على خلط الأوراق وقلب الأمور لصالحه، ولن يفتح اللعب في بداية اللقاء، لكن سيخرج للهجوم لتدارك تأخره. وهنا يجب أن نستغل الأمر لصالحنا، وننهي هذه المباراة التي أراها مفخّخة وتلعب على جزئيات صغيرة، لكن بالخبرة الموجودة لدى بلعمري، مبولحي، ماندي، ڨديورة، محرز، بلايلي وأسماء أخرى أكيد سنحقّق الهدف المباشر، ونتأهل إلى المونديال ونحتفل رفقة منتخبنا.
