سليمـاني يبلـغ الهـدف 40 مع “الخضـر” ويحطم أرقامـا جديدة

واصل الهداف التاريخي للفريق الوطني الجزائري لكرة القدم إسلام سليماني، ممارسة هوايته المفضلة بتسجيل الأهداف وتحطيم المزيد من الأرقام القياسية الوطنية والمحلية، حين أهدى الفوز الأول للمحاربين ضد الأسود غير المروضة خلال مقابلة رسمية، بذهاب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022.

سجل خريج مدرسة فريق عين البنيان الهدف الوحيد للفريق الوطني، خلال ذهاب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022، هدف قاد به “الخضر” إلى وضع القدم الأولى بالمونديال العربي، وساهم في الفوز الأول على مدار التاريخ ضد المنتخب الكاميروني في مباراة رسمية، ليبقى هدفا تاريخيا في ملعب سجلت به العناصر الوطنية نكسة نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة.
نهض المحارب من المكان الذي هوى فيه، جملة تنطبق على المنتخب الوطني، الذي تمكن من تسجيل انتصار جد ثمين بملعب جابوما بمدينة دوالا الكاميرونية، من الرأسية المحكمة للقناص إسلام سليماني الذي سجل هدفه الأربعين بالألوان الوطنية، خلال 84 لقاء، فوز جاء في وقته لإعطاء الثقة لأشبال بلماضي في مواجهة الإياب، المرتقبة الثلاثاء المقبل، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وستكون فرصة متجددة للاعب السابق لفريق شباب بلوزداد من أجل تحطيم أرقام جديدة، وتصدر ترتيب أفضل الهدافين الأفارقة بالتصفيات المونديالية.
على بعد هدف لمعادلة رقم دروغبا
الهدف الذي سجله سليماني في مرمى الكاميرون ضرب به عدة عصافير في آن واحد، أين تمكن من تعديل رقم الأسطورة سامويل إيتو بـ 17 هدفا، خلال التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وأضحى وصيفا في الترتيب العام وعلى بعد هدف وحيد، يفصله عن معادلة رقم الفيل الإيفواري ديدي دروغبا متصدر الترتيب بـ 18 هدفا، وهو الرقم الذي يمكن لهداف موناكو السابق بلوغه وحتى تجاوزه، الثلاثاء المقبل، بملعب مصطفى تشاكر، في اللقاء الذي سيكون الأخير له بتصفيات المونديال خلال مشواره الكروي.
انجاز سليماني بدوالا قضى فيه على الأسطورة التي تقول إن المنتخب الجزائري لم يفز يوما على الكاميرون في مواجهة رسمية، ومحى بهدفه كلمة الشبح الأسود من القاموس، كما أكد بأن ملعب جابوما لم يكن عقدة للمحاربين، بل المنتخب مر بفترة فراغ وشاء إيتو واتحاديته قيادة بلماضي وأشباله للعب من جديد على أرضيته، من أجل رد الاعتبار لأنفسهم والنهوض من حيث كان السقوط.
نجم سبورتينغ لشبونة البرتغالي بهدفه الأربعين في شباك الحارس أونانا بلغ 33 إحرازا في المواجهات الرسمية، مسجلا الهدف رقم 13 بالرأس الذي يعد ثاني أقوى أسلحته التهديفية، بعد قدمه اليمنى التي تمكن بها من تسجيل 16 هدفا كاملا لتأتي قدمه اليسرى في المركز الثالث والأخير التي سجل بها 6 أهداف، كما يعد هدف سليماني ضد الكاميرون الثامن عشر في مشواره مع “الخضرا” خلال شوط المباراة الأول.
أفضل هداف في الدورات الكبرى
في ذات السياق، حطم المهاجم السابق لنادي ليستر سيتي الإنجليزي، رقما وطنيا جديدا بتسجيله هدف الفوز أمام الكاميرون، يتعلق الأمر برقم أفضل هداف على مر التاريخ بقميص المنتخب الوطني يسجل خلال الدورات الكبرى، رقم كان بحوزة الهداف التاريخي الأسبق للمنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت، الذي كان بحوزته 26 هدفا حطمها سليماني ضد الكاميرون، ليتربع على عرش الهدافين في الدورات الكبرى برصيد 27 هدفا، سجلها خلال التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا وكأس العالم، ونهائيات كأس أمم أفريقيا وكذا كأس العالم الوحيدة التي خاضها بالبرازيل.
تشكيلة بلماضي التي يقودها منذ صيف 2018 حطمت كل الأرقام القياسية الممكنة، وتمكنت سهرة الجمعة من الفوز لأول مرة ضد الكاميرون، كما أوقفت سلسلة 58 مباراة دون هزيمة للأسود غير المروضة على أرضهم، وهو رقم رهيب لم يستطع أي منتخب أفريقي توقيفه، حتى خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة التي احتضنها الأسود على أرضهم، أين تم اقصائهم ضد المنتخب المصري في نصف نهائي المنافسة، بضربات الترجيح بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة التعادل السلبي، وهو ما لا يحتسب هزيمة في لغة الاحصائيات، ليأتي سليماني ويقود الجزائر للعودة بنصف تأشيرة التأهل لنهائيات كأس العالم 2022.
آمال كبيرة..
الهداف التاريخي للمنتخب الوطني الذي يعشق التحديات واللعب تحت الضغط، سيكون الثلاثاء المقبل أمام مسؤولية ثقيلة، لقيادة هجوم “الخضر” خلال تسعين دقيقة، يبحث فيها عن تسجيل المزيد من الأهداف وإلحاق الهزيمة الثانية تواليا للمنتخب الكاميروني في ظرف أسبوع، التي ستكون عنوانا لترويض الأسود، والعبور للمونديال الخامس في تاريخ مشاركات المنتخب الوطني، بالملعب الذي لم يتذوق به المحاربون يوما مراراة الهزيمة، كما سيحقق به المدرب جمال بلماضي حلم طفولته، بالمشاركة أخيرا في نهائيات كأس العالم لأول مرة في مشواره التدريبي بعدما فشل في ذلك حين كان لاعبا.
يذكر أن سليماني سجل سهرة الجمعة الهدف رقم 172 في مشواره الكروي، رفقة الأندية التي حمل ألوانها والمنتخب الوطني، وبلغ 5400 دقيقة لعب بألوان “الخضر” مساهما في تسجيل 61 هدفا، منذ تاريخ 26 ماي 2012 موعد أول لقاء شارك به ضد منتخب النيجر بملعب مصطفى تشاكر.