بــن يطو جديد بلماضي..وعودة بعض «القدامى» مرتقبة

بدأ العد التّنازلي لأهم تربّص للمنتخب الوطني نسخة جمال بلماضي، تحضيرا لخوض الدور الفاصل المؤهّل لنهائيات كأس العالم قطر 2022، المنافسة التي أكد المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لـ «الخضر» في آخر ندوة صحفية، أنّها بمثابة حلم الصبا الذي لم يتحقق عندما كان لاعبا، ويهدف إلى بلوغه مدربا للمنتخب الجزائري، مسميا المواجهة المزدوجة ضد المنتخب الكاميروني المقرّرة يومي 25 و29 مارس الجاري بالأهم في مشواره بعالم السّاحرة المستديرة.
  كشفت مصادر لـ «الشعب ويكاند» من داخل بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن الناخب الوطني جمال بلماضي، سيحل اليوم أو غدا بالجزائر قادما من قطر، مصحوبا ببعض اللاعبين الناشطين في البطولة القطرية، يتعلق الأمر بكل من (بن العمري، براهيمي، بونجاح، بن يطو) مع غياب المدافع المحوري مهدي تاهرات الذي تقرّر إبعاده عن المجموعة، وعدم الاستعانة به مجدّدا حسب آخر الأخبار، للسماح للشاب الصاعد أحمد توبة لاعب والويجك الهولندي، من كسب أكثر وقت لعب وخبرة رفقة الفريق الوطني الجزائري، بما أنه يعد مستقبل الدفاع الجزائري رفقة لاعب الترجي الرياضي التونسي محمد الأمين توقاي.
مهاجم الوكرة القطري محمد بن يطو سيكون رفقة أول مجموعة تلتحق بتربص المنتخب الوطني، رفقة اللاعبين الناشطين في دوري النجوم الذي اختتم منذ أسبوع، وهو ما سيساعده على التأقلم مع أجواء المنتخب التي يكتشفها لأول مرة في مسيرته الكروية، بما أنه لم يحمل يوما ألوان المحاربين خلال مسيرته الكروية، بالرغم من أنه كان من بين أفضل المهاجمين الجزائريين منذ أن كان يتقمص ألوان وفاق سطيف في موسمه الأخير بالرابطة المحترفة الأولى (2015 - 2016)، حيث تمكّن من خطف أول عقد احترافي له بمسيرته الكروية خلال الميركاتو الشتوي من بوّابة فريق الشباب السعودي، ولم يعد منذ ذلك اليوم للظهور بألوان الفرق الجزائرية، حيث فجّر إمكانياته التهديفية وتمكّن من هز شباك الخصوم في 70 مناسبة منذ ذلك الوقت.
ابن مدينة المحمدية البالغ من العمر 32 عاما استنجد به الناخب الوطني أمام المنتخب الكاميروني، أولا لخلافة الشاب الواعد محمد الأمين عمورة العائد إلى المنافسة الرسمية منذ 10 أيام فقط، غياب دام شهرين ونصف كاملين بسبب الإصابة التي تعرّض لها على مستوى الكاحل، وثانيا لإحداث منافسة إيجابية في الخط الأمامي مع إسلام سليماني، الذي استعاد «شبابه» من جديد مع فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وتمكّن من تسجيل لحد الآن 4 أهداف في ثلاث مباريات متتالية بثامن مواجهة يخوضها بألوان النادي الأخضر والأبيض منذ التحاقه بالنادي خلال سوق التحويلات الشتوية المنصرم.
كما وجّه بلماضي دعوة إلى محمد بن يطو، الذي زامل القنّاص بغداد بونجاح بفريق اتحاد الحراش، من أجل حثّه على التركيز أكثر والعودة أقوى رفقة المنتخب الوطني، خصوصا أن الهداف التاريخي لفريق السد ودوري نجوم قطر، يمر بمرحلة فراغ كبيرة بالرغم من تسجيله هدفين في البطولة وهدف في كأس الأمير، تراجع عرّضه لجملة من الانتقادات من الجمهور الجزائري عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذا الإعلام القطري، الأمر الذي أدى إلى إبعاده عن مباريات «الزعيم» في 4 مناسبات، جلس في ثلاثة منها بالمدرجات، وهو ما سيكون فرصة لا تعوض لثعلب المساحات بن يطو لخطف مكانته من بونجاح، الذي يلعب أساسيا منذ قدوم بلماضي على رأس المنتخب صيف 2018.
من جهة أخرى، سيلتحق ثلاثي البطولة السعودية بالعاصمة يوم الجمعة، بعد إقامة الجولة 25 من الدوري السعودي، حيث سيقابل رايس الوهاب مبولحي الحارس الذي يتواجد في أفضل أحواله في الأسابيع الأخيرة مصطفى زغبة، في مواجهة مثيرة يبحث فيها ضمك عن إضافة 3 نقاط ثمينة تسمح له من الاقتراب أكثر من ثلاثي المقدمة، وضمان مشاركة آسياوية الموسم المقبل، كما يريد الفتح ومتوسط ميدانه سفيان بن دبكة إلى تحسين مرتبتهم في الدوري السعودي، وهو اللقاء الذي يبحث فيه خرّيج مدرسة نصر حسين داي عن هدفه السادس منذ انطلاق الموسم.
في سياق منفصل، سينشط الناخب الوطني جمال بلماضي ندوة صحفية الأحد المقبل، بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، عشية انطلاق التربص التحضيري بغينيا الاستوائية، حيث سيطير اللاعبون المتواجدون بالجزائر إلى العاصمة الفرنسية باريس، أين سيلتقون بكل اللاعبين الناشطين في أوروبا، بالإضافة إلى ثنائي فريق الترجي الرياضي التونسي (بدران، توقاي)، المعنيان السبت بمواجهة جوانونغ غالاكسي البوتسواني، لحساب الجولة الخامسة من دور المجموعات لرابطة الأبطال الأفريقية.
غزال وزفان مرشّحان بقوّة للعودة
 قائمة بلماضي تحسّبا لمواجهتي الكاميرون قد تعرف عودة الجناح الأيمن رشيد غزال لاعب بيشيكتاش التركي، الذي وضع الناخب الوطني اسمه في قائمته الموسعة، حيث أنّه يلعب بانتظام وبلغ الاثنين الفارط مباراته الـ 34 بألوان نادي الأسود والأبيض في البطولة والكأس ومنافسة رابطة الأبطال الأوروبية، ويمكنه خطف استدعاء بلماضي مكان وناس الذي استعاد المنافسة الرسمية رفقة نابولي، بعد معاناته من تبعات فيروس كورونا الذي تعرض له بالكاميرون أثناء نهائيات «الكان» المنصرم، لكنه لعب 95 دقيقة في 6 مباريات أقحمه فيها المدرب لوتشيانو سباليتي بديلا، من أصل 7 مباريات خاضها النادي في البطولة واليوروبا ليغ منذ عودته من الإصابة.
منصب الظهير الأيمن ضمن فيه لاعب النجم الساحلي التونسي حسين بن عيادة التواجد في القائمة واللعب أساسيا، نظرا للمستويات الكبيرة التي يقدّمها مع فريقه في البطولة التونسية ورابطة الأبطال الأفريقية، التي اختير في جولتها الأولى من دور المجموعات في التشكيلة المثالية، لكن منصب بديل الظهير الأيمن سيعرف تنافسا شديدا بين أربعة لاعبين، يتعلق الأمر بكل من عطال الذي تعافى من الإصابة التي كان يعاني منها، ولم يعد بعد إلى المنافسة الرسمية بعد غياب دام أزيد من شهر كامل، ورضا حلايمية الذي يواصل الظهور أساسيا في كامل لقاءات فريقه بيرشوت البلجيكي في دوري الدرجة الأولى، وكذا مهدي زفان الذي يلعب أساسيا منذ تعاقده مع فريق ييني مالاتيا سبور التركي، الذي ظهر معه في 8 مواجهات بمعدل 720 دقيقة لعب والمرشح بقوة للعودة إلى المنتخب، بالإضافة إلى حكيم زدادكة لاعب كليرمون فوت الفرنسي، الذي تواجد اسمه هو الآخر في القائمة الموسعة لبلماضي، لكن مستبعد أن يتم استدعاؤه في مواجهتين مصيريتين بتاريخ المنتخب الوطني، وسيتم الاستعانة به في تاريخ الاتحاد الدولي لشهر جوان المقبل، بالفترة التحضيرية لنهائيات كأس العالم قطر 2022، في حالة ما إذا تمكّن رفقاء القائد رياض محرز، من افتكاك تأشيرة التأهل للمونديال الخامس في تاريخ محاربي الصحراء أمام الأسود غير المروّضة.

شتي لمنافسة بن سبعيني على الرّواق الأيسر

في الجهة المقابلة، سيضطر مهندس التتويج القاري لسنة 2019، الاستعانة بالظهير الأيسر لفريق الترجي الرياضي التونسي إلياس شتي بديلا لمدافع مونشنغلادباخ الألماني رامي بن سبعيني، الذي عاد إلى المنافسة الرسمية شهر مارس الجاري، وخاض مع العملاق التونسي مواجهتين دخلهما أساسيا في البطولة التونسية أمام حمام سوسة والنادي الصفاقسي، كما واجه النجم الساحلي التونسي في الجولة الرابعة من كأس رابطة الأبطال الأفريقية، وساهم في اقتراب فريقه من ضمان تأشيرة العبور إلى الدور ربع النهائي بعد الفوز بهدفين دون رد.
اختيار ابن مدينة عنابة لمنافسة بن سبعيني اضطراري، بما أنّ محمد فارس يعاني من تمزق في الرباط الصليبي أبعده عن الميدان منذ بداية مرحلة العودة للبطولة الإيطالية، وهو ما حرمه من خوض أي دقيقة لعب مع فريقه الجديد تورينو في أسوأ موسم بمسيرته الكروية، كما أنّ الشاب الصّاعد نوفل خاسف أضحى لا يدخل ضمن مخطّطات مدرّبه الإسباني باكو أيستارين، حيث بات مدرب تونديلا البرتغالي يفضّل إقحام البرازيلي نيتو بورج، فيما أنّ مدافع الاتفاق السعودي أيوب عبد اللاوي، تراجع مستواه كثيرا بالرغم من خوضه 18 مواجهة بألوان فريقه الجديد بموسمه الأول.
بلماضي يعوّل على محرز، بلايلي وسليماني  
 في سياق آخر، ستعرف المناصب الأخرى استقرارا وتواجد كل اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة بالكاميرون، كما يعوّل الناخب الوطني جمال بلماضي كثيرا على الثلاثي رياض محرز، يوسف بلايلي وإسلام سليماني، الذين يتواجدون في أفضل مستوياتهم البدنية والفنية مع مانشيستر سيتي الإنجليزي وبريست الفرنسي ولشبونة البرتغالي، حيث أنّ الأول بات هدّاف «السكاي بلوز» هذا الموسم في كل المنافسات بـ 21 هدفا، أين ساهم بشكل فعّال في تأهّل «السماوي» إلى الدور ربع النهائي من رابطة الأبطال الأوروبية، بأهدافه الستة ضد كل من لايبزيج الألماني وكلوب بروج البلجيكي وسبورتينغ لشبونة البرتغالي، ولا زال فريقه في السباق للحفاظ على كأس إنجلترا للموسم الرابع على التوالي، كما يحتل صدارة البريمرليغ بفارق 4 نقاط عن الوصيف نادي ليفربول، فيما أن ابن مدينة الباهية وهران رفع مستواه باللعب في «الليغ 1» الفرنسية، حيث تأقلم بسرعة مع أجواء المباريات هناك، ولعب 312 دقيقة في خمس مباريات وسيلعب مواجهته السادسة قبل الالتحاق بصفوف «الخضر»، أما سليماني عاد لممارسة هوايته المفضّلة بدك شباك الخصوم، واللعب أساسيا في كل مباريات فريقه، وهو ما سيكون في صالح الطاقم الفني خصوصا أن محرز وسليماني يبحثان عن لعب كأس العالم الثانية في مشوارهما الكروي، أمّا يوسف بلايلي يبحث عن إعادة هيبة الفريق الوطني من الملعب الذي غادره بالدموع بعد الإقصاء أمام الفيلة الإيفوارية، لتعبيد الطّريق لتحقيق حلمه بالمشاركة في المونديال والعبور من معقل انتصارات المحاربين ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي لم ينهزم فيه «الخضر» يوما.
يذكر أن تربّص المنتخب الوطني بمالابو (غينيا الاستوائية) ينطلق بتاريخ 21 مارس الجاري، وينتهي يوم 24 من ذات الشهر بعد إجراء رابع حصة تدريبية، أي ليلة مباراة المنتخب الوطني بملعب جابوما بمدينة دوالا الكاميرونية.