وصلت منافسة رابطة أبطال إفريقيا الى مراحلها النهائية حيث تجري غدا، وبعد غد مباريات الجولة الرابعة لدور المجموعات التي سيكون فيها الخطأ ممنوعا على ممثلا الكرة الجزائرية في المنافسة القارية، ويتعلق الأمر بكل من شباب بلوزداد ووفاق سطيف ورغم ان مأمورية الشباب تبدو أسهل نوعا ما، إلا أن الوفاق مطالب بتفادي تضييع المزيد من النقاط، لأن هذا معناه الخروج المبكر من المنافسة.
يستقبل فريق شباب بلوزداد غدا نظيره جوانينغ غالاكسي البوتسواني في اطار مباريات الجولة الرابعة لدور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا حيث يسعى الفريق لتحقيق الفوز وتعزيز حظوظه في التأهل الى الدور المقبل خاصة ان المأمورية لن تكون بالصعوبة التي يتوقعها البعض بعد فوز الفريق خلال المواجهة الماضية على مضيفه البوتسواني بهدفين مقابل هدف.
يتواجد شباب بلوزداد في صدارة المجموعة رفقة الترجي التونسي برصيد خمس نقاط لكل منهما والجولة المقبلة ستكون فرصة لفض الشراكة واقتناص الصدارة و استغلال المواجهة المحلية المرتقبة بين الترجي وموطنه النجم الساحلي حيث سيخدم التعادل كثيرا الشباب رغم ترجيح كفة الترجي من أجل الفوز بالنظر الى الفارق الموجود من حيث الإمكانيات الفنية والبشرية بين الفريقين.
المستوى الفني لشباب بلوزداد ارتفع كثيرا وزادت النتائج الايجابية من ثقة اللاعبين وعزز إيمانهم بأنهم قادرون على صنع المفاجأة في المنافسة القارية ليس فقط بالتأهل الى الدور المقبل ولكن ببلوغ مراحل متقدمة من المنافسة من خلال التواجد في المربع الذهبي و لما لا النهائي بالرغم من ان المأمورية لن تكون بالسهولة المتوقعة.
الجهاز الفني للشباب يقوم بعمل كبير لتطوير المستوى الفني للفريق حيث لا يمكن اغفال الدور الكبير الذي قام به المدرب باكيتا من اجل منح الفريق الدفعة اللازمة التي كان يحتاجها حيث يلعب دورا في تحضير اللاعبين، مستفيدا من خبرته الكبيرة كمدرب صال وجال على مختلف ملاعب العالم.
تحسن المردود الفني للفريق ومعه تزايد ثقة اللاعبين بأنفسهم يبقى أمرا ايجابيا، لكن يجب ترجمته على ارض الواقع من خلال الفوز في مواجهة الغد وبعث رسالة الى المنافسين، مفادها ان الشباب قادم بقوة من أجل تحقيق تأشيرة التأهل ولن يرضى بغير ذلك بالنظر الى توفر الإمكانيات لذلك.
وفرت إدارة الفريق كل الإمكانيات اللازمة من أجل إنجاح مشاركة الفريق في المنافسة القارية وبقاءه في المنافسة على البطولة من خلال التواجد في الصدارة حيث يرى العديد من المتابعين ان لاعبي الشباب محظوظين بتوفير كافة هذه الإمكانيات والفشل هذا الموسم سيكون له عواقب وخيمة خاصة على مستوى مشاركة الفريق في المنافسة القارية.
مر شباب بلوزداد بمراحل صعبة في المنافسة القارية، خلال الموسمين الماضيين، لكنه استفاد كثيرا من هذه التجارب الصعبة واللاعبون يدركون ما ينتظرهم في حال الاخفاق لهذا لا يجب التفكير كثيرا في الفشل والبحث دائما عن الانتصار سواء داخل أو خارج الديار لهذا الامور ستكون في المتناول في حال زاد تركيز اللاعبين و نجحوا في تطبيق تعليمات الجهاز الفني خلال المباراة.
التدعيمات التي حصل عليها الفريق خلال فترة الانتقالات ينتظر ان تكون في الموعد خلال مواجهة جوانينغ غالاكسي البوتسواني حيث يرى الأنصار ان المهاجم عريبي لم يقدم الإضافة المرجوة منه بعد ومازال يبحث عن نفسه رغم انه سجل هدفا من ركلة جزاء إلا ان الثناء كان من نصيب الهداف مرزوقي الذي يرى الأنصار أيضا انه أكثر اللاعبين المظلومين في الفريق بسبب عدم مشاركته كأساسي مقارنة بعريبي الذي وبالرغم من انه يشارك كأساسي إلا انه لم يقدم الإضافة.
وضعية الوفاق تختلف عن وضعية شباب بلوزداد فالفريق يعاني من أزمة مالية وإدارية كبيرة وبالرغم من ذلك حظوظه في بلوغ ربع النهائي مازالت قائمة خاصة انه يستقبل على ملعب 5 جويلية فريق امازولو الجنوب افريقي، بعد غد السبت، وبعدها بأسبوع يستقبل ايضا فريق حوريا كوناكري والحفاظ على حظوظه في التأهل يمر عبر الفوز في هاتين المواجهتين.
يتواجد وفاق سطيف في المركز الثالث لمجموعاته برصيد ثلاث نقاط فقط خلف المتصدر الرجاء البيضاوي الذي يمتلك في رصيده تسع نقاط واقترب كثيرا من حلم التأهل ويليه امازولو الجنوب افريقي خصم الوفاق في الجولة المقبلة بست نقاط وهو ما يجعل الخطأ ممنوع على الوفاق ان أراد الحفاظ على حظوظه في التأهل الى الدور المقبل.
عرفت الإدارة الفنية للفريق إجراء تغييرات عميقة من خلال رحيل المدرب التونسي نبيل الكوكي وجهازه الفني بسبب عدم تحصله على مستحقاته المالية رفقة جهازه والمقدرة بحوالي 15 مليار سنتيم، وهو المبلغ الذي عجزت الادارة عن دفعه، مما جعله يقرر المغادرة وإيداع شكوى ضد الفريق لدى «الفيفا» بحجة عدم حصوله على كامل مستحقاته المالية.
خلف رضا بن دريس اللاعب السابق والمدرب الكوكي على رأس العارضة الفنية وبالرغم من ان خبرته التدريبية ليست كبيرة، إلا ان بن دريس أعاد الأمور الى نصابها وقاد الفريق لتحقيق الانتصار في الشلف أمام الاولمبي المحلي وهو الانتصار الذي اعاد الهدوء الى بيت الوفاق بعد فترة صعبة مر بها اللاعبون بعد الخسارة أمام الرجاء البيضاوي.
يمكن للاعبي الوفاق ان يحولوا الفترة الصعبة التي يمرون بها الى أفراح من خلال الفوز على امازولو وهو الانتصار الذي يبدو في غاية الأهمية لأنه يعيد الفريق من جديد الى المنافسة على المركز الثاني، بما ان الصدارة حسمت لصالح الرجاء البيضاوي الذي يسير بخطى ثابتة نحو ربع النهائي.
إدارة الفريق هي الأخرى مطالبة بضبط النفس والبحث عن الحلول الايجابية اللازمة التي يعاني منها الفريق عوض البحث عن الحلول الترقيعية خاصة ان الفريق مقبل على مواجهتين في غاية الصعوبة ونتيجتهما مهمة ومصيرية لتحديد مستقبل الفريق في المنافسة القارية.
يرى الأنصار ان مواجهة امازولو بعد غد هي مباراة اللاعبين المطالبين برد الاعتبار بعد الخسارة في الجولة الماضية أمام الرجاء البيضاوي وهي الهزيمة التي قلصت من حظوظ الفريق في التأهل الى الدور المقبل، إلا ان التعويض ممكن خلال مواجهة بعد غد وبعدها بأسبوع عند استقبال حوريا كوناكري الغيني ويبدو ان الرزنامة خدمت الفريق كثيرا خاصة انه يواجه خصميه المباشرين على التوالي وعلى أرضية ميدانه وهو ما يخدم مصالحه في سباق التأهل إلى ربع النهائي.