محــبّ للعلــــم ونـــال شهـادة الدكتـــوراه في عدة اختصاــــصات
صـارم في التّعامـل مع المواضـيع المهنـــية والعائليـة
شخصية بارزة في السّاحة الرياضية الجزائرية والدولية، ساهم في تأسيس الاتحادية الجزائرية للرياضة للجميع، وكان ضمن المسيّرين في الاتحاد الدولي لهذا الاختصاص، خبرته في التسيير التي أتقنها من خلال تدرّجه في مختلف المناصب سمحت له بالنجاح على مدار ثلاث عهدات ضمن الاتحادية. إنّه مصطفى بوغادو صاحب الـ 73 عاما، لم يتردد يوما في تمثيل بلده، وذلك نابع من الحب الذي أخذه من والديه لأنه من عائلة ثورية معروفة، شارك في حرب 1973 ضد الكيان الصهيوني، وهو في ريعان شبابه، واستمر في العطاء إلى يومنا هذا، الأمر الذي جعلنا نقف في عدد اليوم من «الشعب ويكاند» عند هذا الرجل، الذي يعمل في صمت بعيدا عن الأضواء ضمن الحركة الرياضية الوطنية/
يعرف مصطفى بوغادو بحبّه للرّياضة، ويمارسها منذ صغر سنه أين كان رفقة الفريق الوطني للجمباز، الذي يعتبر من أهم الاختصاصات التي نجح فيها في زمن لزهاري، ما يعني أنّه كان رفقة جيل ذهبي مثّل الجزائر في أغلب المنافسات الدولية في زمن كان صعبا جدا في ستينيات القرن الماضي، كما أنه مارس الكاراتي دو حيث كان يركز على الرياضات التي تنمّي الجسم وتعطيه أكثر قوة، وفي نفس الوقت تطوّر قدراته الفكرية، إضافة إلى أنه يمارس رياضة المشي في أوقات فراغه حتى يحافظ على لياقته بالنظر لفوائدها الصحية، حسبما علمنا من مقربين منه، والذين أكدوا أنه حريص على الرياضة ومارسها منذ الصغر، وينصحهم بممارستها دون التخلي عن الأكل الصحي والمفيد، وكان يتجنب تناول الطعام خارج البيت، ودائما يفضّل «أكل المنزل» كونه صحي بالدرجة الأولى.
الكشّافة مدرسة الصّرامة والجدية
كما أنّه كان ضمن النّشاط الكشفي، حيث انخرط فيه في سن مبكرة، الأمر الذي ساهم في تكوين شخصيته القوية الذي كان لها انعكاس إيجابي على حياته، حيث تعلّم أسس الدين والكتابة وكل ما يتعلق باللغة العربية والتاريخ بما أن الجزائر كانت تعيش ويلات الاستعمار الفرنسي، الذي حرم عددا كبيرا من أطفال الجزائر من مزاولة حقهم في الدارسة، الا أن الكشافة كان لها دور كبير وفعال في تعليم الأطفال، وبالتالي صنعت رجلا سيكون له شأن في المستقبل في الجزائر المستقلة التي كانت حينها في مرحلة البناء والتشييد بعد التخلص من المستعمر الغاشم، حيث كانت بحاجة لكل أبنائها من أجل النهوض بالقطاعات بما فيها الشباب والرياضة لأنّه يشمل الفئة الأهم من المجتمع، فلم يتوان مصطفى بوغادو يوما في تقديم ما عليه تجاه وطنه.
هوس الدّراسة سرق أغلب وقته
تعلّق بوغادو كثيرا بالدراسة التي أخذت القسط الأكبر من وقته، حيث تدرّج في عديد الاختصاصات ونال عدّة شهادات عليا بداية من المدرسة العليا لتكنولوجيا الرياضة بدالي براهيم التي تخرج فيها ضمن أول دفعة للمستشارين في الرياضة في الجزائر سنة 1973، كما درس الخط العربي الأصيل الأمر الذي أهّله لكي يصبح خطاطا، نال شهادة الدكتوراه في الرسم بعدما عمل على تطوير موهبته في هذا الجانب، درس الإعلام وتخرّج في المدرسة الوطنية للإعلام والاتصال سنوات الثمانينات وبداية التسعينات، كما يملك دكتوراه في الفنون الجميلة في سنوات الثمانينات، وبما أنه أستاذ باحث في مجال الاتصال هو حاليا بصدد التحضير لدكتوراه في الإعلام، والتي تطرّق خلالها إلى الرياضة ووسائل التواصل الاجتماعي وأخرى حول علوم الرياضة القديمة، وإلى جانب ذلك فإنّه يحب المشاركة في الدورات التكوينية التي استفادت منها كثيرا في مساره المهني، وهو يتقن 8 لغات على غرار العربية، الروسية، اللاتينية، الفرنسية، الإنجليزية، اليونانية والإسبانية، وكل ذلك يعكس مدى حبه للعلم والتعلم، ومواكبة كل ما هو جديد في جميع المجالات.
التّكوين والتّأطير
بالرغم من أنّ مصطفى بوغادو كان مولعا بحبه للدّراسة، إلاّ أنّه لم يبخل في تقديم الدّروس والتأطير، وساهم في تكوين عدد كبير من الشبان في أجيال مختلفة في كل من الرسم، مستشارين في الرياضة عندما تولى منصب مدير المدرسة العليا للرياضة وتكنولوجيا الرياضة من 1999 إلى غاية 2005، الخط العربي الأصيل، دكتور باحث في الإعلام والاتصال، المنهجية، وأغلب الذين تتلمذوا على يده يشهدون له بالأخلاق وحبه للعمل والنجاح، بدليل أنه كان أستاذا في عديد المدارس ومختلف الاختصاص في آن واحد، مع العلم أنّه كان لما يتفرّغ من شعبة ينتقل إلى أخرى، وتلقى تكوينا في فرنسا الأمر الذي ميزه عن كل أبناء جيله، مؤكدا أن السن مجرد رقم وفقط.
مستشار في الرّياضة
كما شغل بوغادو منصب مستشار في الرياضة بوزارة الشباب والرياضة رفقة عديد الوزراء، الذين تداولوا على مبنى ساحة أول ماي على غرار كمال بوشامة وليلى عسلاوي، حيث كان رئيس لجنة رياضة النخبة ثم تولى بعدها منصب مدير مركز تدريب الفرق الوطنية بغرمول من 1988 إلى 1990، ثم مديرا للمدرسة العليا لتكنولوجيا الرياضة من 1999 إلى 2005، وترشّح كذلك لمنصب رئيس اللجنة الأولمبية رفقة أسماء كبيرة يتقدمهم مصطفى العرفاوي وسيد علي لبيب، وكانت المرحلة الثانية من الانتخابات حسمت بين بوغادو ولبيب لهذا الأخير عام 1992، ليعود إلى منصبه كمستشار في الرياضة، وواصل في مهمته الرئيسية المتمثلة في تكوين وتأطير المؤطرين.
للإشارة فإنّه كان ضمن المسيّرين خلال الألعاب المتوسطية التي احتضنتها الجزائر سنة 1975، وكان من بين أصغر الأسماء في تلك الفترة لأنّه كان متخرّجا جديدا في المدرسة العليا لتكنولوجيا الرياضة.
ساهم في تأسيس الاتحاد الدولي للرّياضة للجميع
من بين إنجازات مصطفى بوغادو في مسيرته الحافلة والثرية بالانجازات على كل الأصعدة، يعد من بين مؤسسي الاتحاد الدولي للرياضة للجميع سنة 1988 وعضوا بمكتبه التنفيذي واسما فعالا وله وزنه، وساهم بعدها في تأسيس الاتحادية الجزائرية لهذه الرياضة سنة 1990، وبقي على رأسها ثلاث عهدات، عمل خلالها على تطوير هذا الاختصاص سواء من ناحية التسيير وكذا التاطير وتكون المكونين والرياضيين في ذات الوقت، ما يعني أنه جمع بين التسيير والتعليم والدراسة وتربية أبنائه وإعداد عدد كبير من الأجيال.
قريب من عائلته
لم تمنعه الدراسة والتكوين والرياضة عن الاهتمام بعائلته، حيث كان حريصا على مرافقة أبنائه سواء في مختلف أطوار التعليم أو خلال ممارستهم للرياضة، وحتى العائلة الكبيرة والأقارب كان يجد لهم الوقت من أجل التواصل معهم، ومثلما يعرف بصرامته وانضباطه في العمل الأمر ذاته في المنزل، حيث يرفض التهاون وعلم أبناءه حب العمل والتفاني فيه لأنه جد مهم من أجل النجاح. هذا ما أكده أحد أبنائه، وهو مطّلع على كل كبيرة وصغيرة تخص عائلته، الأمر الذي يجعله يحظى بمكانة خاصة لدى الجميع، لأنه لا يهمل أحدا بفضل النظام وتقسيم وقته ،ويعد عادلا في واجباته تجاه وطنه وبيته. وقال في هذا الصدد ابنه الأكبر حكيم بوغادو «والدي علّمنا الأمور الإيجابية وطريقة تسيير الحياة، ورافقنا منذ الصغر وكان حريصا على دراستنا، ودائما يشجعنا لممارسة الرياضة، وبالرغم من كثافة برنامجه إلاّ أنّه كان يخصص لنا الوقت الكافي، ويعد قريبا منا جميعا في البيت».
الأطباق التقليدية والأكل الصحي
للإشارة، فإنّ مصطفى بوغادو لا يحب التهاون في جانب الصحة، ولهذا يعد حريصا جدا على الغذاء الصحي ويتفادى أكل المأكولات والمشروبات المضرّة، ودوما يحب تناول الفواكه والخضر والمأكولات التقليدية ومن بين الأطباق المفضلة لديه هي الرشتة، طبق البازلاء باللحم.
ومن جهة أخرى، ومع تقدّمه في السن بما أنّه من مواليد سنة 1949 إلا أنّه لم يتوقّف لغاية اليوم عن ممارسة الرياضة خاصة المشي، وبقي محافظا على تقاليده وكل الأمور التي تعود عليها، إضافة إلى أنه ما زال يدرس ويشتغل في المدرسة العليا للرياضة وتكنولوجيا الرياضة، ما يجعله قدوة للجيل الصاعد حتى يجتهدوا لبلوغ أهدافهم، ولا ييأسوا لأن الإرادة والعزيمة أساس النجاح، ولا يجب التوقف عند أول محطة، لأنّ مثلما يعرف على مصطفى بوغادو يعتبر الحياة مثابرة وتحديا دون انقطاع.
وهيبة بلحوة: بوغادو شخصية مثابرة وتحب النّجاح
تعتبر الإعلامية بالتلفزيون الجزائري وهيبة بلحوة من بين الذين اشتغلوا مع مصطفى بوغادو الرئيس السابق لاتحادية رياضة للجميع، حيث سردت جانبا من طريقة تعامله مع الموظفين، والتي أكدت أنه كان جد منتظم من ناحية الوقت، ويحب إتقان العمل في قولها «مصطفى بوغادو شخصية قوية جدا، وهو طموح ويحب الدراسة كثيرا بدليل أنّه تحصل على عدد من شهادات الدكتوراه وفي اختصاصات متنوعة، الأمر الذي يعكس مدى تعلقه بهذا الجانب، أما في التسيير يحب الانضباط والعمل الجاد، كما أنّه كان يمارس الرياضة بانتظام وكان يمشي كثيرا، الأمر الذي ساعده في الحفاظ على صحته بالرغم من تقدمه في السن، كما أنّه كان يتبع نظاما غذائيا صحيا وحريصا على هذا الجانب، ومثابرا إضافة إلى أخلاقه الراقية، ومن هذا المنبر أتمنى له الشفاء العاجل لأنّه قامة من قامات الرياضة الجزائرية».