مرحلة ذهاب الرّابطة المحترفة الأولى تحت المجهر

تقارب في المستوى والمنافسة مفتوحة على اللّقب

عمار حميسي

  أسدل السّتار على مرحلة الذهاب للرابطة المحترفة الأولى، التي عرفت تتويج فريق شباب بلوزداد باللقب «الشتوي» الرمزي بعد إنهائها مرحلة الذهاب في الصدارة بـ 36 نقطة بفارق ضئيل عن أقرب ملاحقيه. والمتتبّع لجدول الترتيب يلاحظ أنّ المنافسة على اللقب مفتوحة، فالفرق بين صاحب المركز التاسع اتحاد بسكرة وشباب بلوزداد المتصدر هو 8 نقاط فقط، ممّا يؤكّد أنّ التكهن بهوية البطل سيكون صعبا للغاية في ظل التقارب الكبير في المستوى بين الأندية.

 نهاية مرحلة ذهاب البطولة تؤكّد أنّ مرحلة العودة ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة أنّ المستوى متقارب إلى حد كبير بين الأندية، ومن الصعب التكهن ببطل الموسم من الان، ويجب الانتظار إلى غاية مرور نصف مرحلة العودة على الاقل من أجل التعرف على معالم البطل المقبل رغم ترشيح شباب بلوزداد، الذي سيطر على مرحلة الذهاب لكن مرحلة العودة ستكون فيها الأمور مختلفة.
الاطّلاع على إحصائيات مرحلة الذهاب يؤكّد أنّ المستوى الفني للبطولة تحسّن نوعا ما مقارنة بالموسم الماضي، خاصة من الناحية الهجومية فعندما تجد فرقا سجّلت 27 هدفا في 17 مباراة، يؤكد أنّ النزعة الهجومية كانت حاضرة، وفي حال استمر الأمر على ما هو عليه، قد نجد فرقا بعد نهاية البطولة تعدت حاجز 50 هدفا، وهو أمر إيجابي إلى حد بعيد.
الجانب الايجابي الآخر هو رصيد نقاط المتصدر شباب بلوزداد، الذي وصل الى 36 نقطة وهو رصيد محترم مقارنة بالمواسم الماضية، التي لم تتعد فيها أحيانا رصيد البطل 45 نقطة، لكن الامور اختلفت هذا الموسم، وفي حال استمرت الامور على ما هو عليه قد نجد بطل الموسم في رصيده أكثر من 60 نقطة، وهو أمر ايجابي أيضا.

الاتحاد، ش - الساورة وبارادو أقوى هجوم

 رغم إنهائه مرحلة الذهاب في الصدارة، إلا انه لم يتواجد مع قائمة الاندية التي امتلكت أفضل هجوم في البطولة، حيث يتواجد شباب بلوزداد في المركز الرابع خلف كل من اتحاد العاصمة وشبيبة الساورة، إضافة الى نادي بارادو الذي سجل هجومه بالتساوي 27 هدفا في حين سجل هجوم شباب بلوزداد 25 هدفا.
النّزعة الهجومية عند الرباعي المذكور كانت كبيرة، وهو ما جعلهم يتواجدون في المراكز الأربع الأولى، في حين سجل صاحب المركز الخامس مولودية الجزائر 17 هدفا فقط، وهو ما يؤكد أن الفريق بحاجة ماسة الى قنّاص حقيقي للأهداف، خاصة أن الهجوم يصنع العديد من الفرص لمنه يفشل في تسجيل الكثير منها.
أضعف هجوم في البطولة هو من نصيب وداد تلمسان، الذي سجل هجومه 8 أهداف فقط، وهو ما يؤكد أن هذا الفريق يعاني كثيرا وبقاؤه في الرابطة الاولى يبقى صعبا، ويحتاج إلى معجزة بحكم انه يتذيّل جدول الترتيب، ومن الصعب عليه اللحاق بالأندية التي تضمن بقاءها في البطولة بما أن الفارق بينه وبين صاحب المركز ما قبل الأخير فريق سريع غليزان هو خمس نقاط كاملة.

«الكناري» والوفاق..الأقوى دفاعيا

 تصدّر فريق وفاق سطيف قائمة أفضل الأندية دفاعيا، حيث لم تتلق شباكه إلا 8 أهداف ثم يليه شبيبة القبائل التي لم تتلق سوى 9 اهداف، وهو ما يجعلهما في الصدارة، ويؤكد أنهما يمتلكان دفاعا قويا من الصعب اختراقه، خاصة أن الحصيلة تبقى جيدة، فتلقي 8 أهداف أو 9 في 17 مباراة هو أمر ايجابي الى ابعد الحدود، ويمكن البناء عليه للمستقبل.
أضعف الفرق من الناحية الدفاعية يبقى بدون منازع فريقي وداد تلمسان وسريع غليزان اللذين تلقت شباكهما 29 هدفا، وهو رقم كبير يؤكّد أنّ الفريقين يعانيان كثيرا هذا الموسم بدليل تواجدهما في المركزين الاخيرين للبطولة، وتحقيق البقاء سيكون صعبا للغاية، ويتطلب بذل مجهودات كبيرة لتقليص الفجوة مع الفرق الاخرى.

بن بوعلي ومختار في صدارة الهدّافين

 تصدّر احمد نذير بن بوعلي مهاجم نادي بارادو وهشام مختار هدّاف اتحاد بسكرة قائمة هدّافي الرابطة المحترفة الأولى بعد نهاية مرحلة الذهاب برصيد 9 أهداف لكل منهما، متبوعين بكل من بلعيد حميدي لاعب شبيبة الساورة ويسري بوزوق الناشط في نادي بارادو برصيد 8 أهداف لكل منهما ثم يأتي مهاجم شباب قسنطينة كوكبو في المركز الخامس برصيد 7 أهداف.
تواجد بن بوعلي وهشام مختار في صدارة الهدافين كان مفاجأة كبيرة بحكم أن اللاعبين لم يكونا مرشّحين للتواجد في صدارة الهدافين، الا ان العكس هو الذي حدث، حيث نجحا في تسجيل العديد من الأهداف منحتهما شرف التواجد في صدارة الهدافين.
بن بوعلي المهاجم الصاعد في نادي بارادو صاحب الـ 21 ربيعا صنع الحدث بتألقه من خلال تسجيل 9 أهداف، ونفس الامر انطبق على المهاجم المخضرم هدّاف اتحاد بسكرة هشام مختار صاحب الـ 30 سنة هو الآخر أعاد اكتشاف نفسه من جديد خلال الموسم الحالي، ونجح في البروز بشكل كبير.

إقالة واستقالة 11 مدرّبا

 لم تختلف مرحلة ذهاب البطولة عن سابقاتها من خلال تغيير المدرّبين، حيث عرف النصف الاول رحيل 11 مدربا لاسباب مختلفة سواء بالإقالة أو الاستقالة، لكن الأمر يؤكد حالة اللاإستقرار التي تعرفها أندية الرابطة الأولى التي لا تجد أي حرج في تغيير مدرب والاستعانة آخر.
الغريب في الأمر أن هناك أندية استهلكت لحد الان مدرّبين، ويتعلق الأمر بكل من مولودية وهران الذي بدأ الموسم مع ايت جودي وبعده جاء التونسي بوعكاز الذي غادر هو أيضا فاسحا المجال أمام عبد القادر عمراني، ونفس الامر ينطبق على هلال شلغوم العيد الذي بدا الموسم مع مزيان ايغيل الذي غادر وخلفه عزيز عباس قبل أن يغادر هو الاخر نحو النصرية.
عدد المدرّبين الأجانب تقلّص إلى 6 فقط بعد أن تجاوز الـ 10 عند انطلاق البطولة، وهو بسبب الإقالة او الاستقالة لسوء النتائج أو لمشاكل مع الإدارة المسيّرة، وهو ما يعكس حالة التخبط التي تعرفها البطولة في هذا المجال، مما يؤكّد أنّنا بعيدون كل البعد عن التسيير الاحترافي، الذي طالما تغنى به رؤساء الأندية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024