سيّـدات “الخضر” أمام حتميـة فوز كبير لتحقيق التّأهـّل
يواجه المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم نظيره الجنوب إفريقي في إياب الدور التصفوي الأخير المؤهل لكأس أمم إفريقيا 2022 بالمغرب، حيث تسعى سيدات “الخضر” الى تحقيق الانتصار وبفارق ثلاث أهداف من أجل ضمان التأهل، خاصة أنّ مواجهة الذهاب عرفت فوز منتخب جنوب إفريقيا بثنائية نظيفة، وهو ما يعقّد من مهمة شبلات الناخبة الوطنية راضية فرتول خلال مواجهة اليوم.
لن تكون مواجهة العودة المرتقبة اليوم على ملعب عمر حمادي ببولوغين بين المنتخب الوطني النسوي ونظيره الجنوب افريقي مشابهة لمواجهة الذهاب بل ستكون مختلفة تماما بالنظر الى تباين الأهداف بين كل طرف، فأشبال راضية فرتول مطالبات بتحقيق انتصار كبير من أجل التأهل، وهو الأمر الذي يبدو صعبا الا انه ليس بالمستحيل.
مواجهة الذهاب عرفت ظهور المنتخب النسوي بمستوى تحت المتوسط، ورغم انه لعب بتحفظ إلا أنّه تلقى هدفين كان يجب تفاديهما، وهو الامر الذي يجعل الحظوظ في مواجهة العودة صعبة لكنها ليست مستحيلة بالنظر الى العديد من المعطيات اهمها النتائج الايجابية التي حققها المنتخب النسوي في هذا الملعب.
كان يجب على اللاعبات سد كل الثغرات التي من شأنها أن تقلق دفاع المنتخب، لكن هذا الامر لم يحدث، حيث وجدت لاعبات جنوب افريقيا الفرصة متاحة أمامها من أجل تهديد مرمى المنتخب، وتسجيل هدفين سيكون لهما أثر كبير على مردود المنتخبين خلال مواجهة العودة، فهناك من يسعى للحفاظ على هذه النتيجة، ويتطلع طرف اخر الى إحداث المفاجأة والتأهل بعد تحقيق فوز بفارق هدفين على الاقل.
تحضيرات المنتخب النسوي لهذه المواجهة تم التركيز فيها على العامل البدني بالنظر الى الرحلة الطويلة ذهابا وإيابا الى جنوب افريقيا، وهو الامر الذي أثّر على الحالة البدنية للاعبات حيث ارتاى الجهاز الفني بالتنسيق مع المحضر البدني تطبيق برنامج تحضيري خاص لهذه المواجهة للرفع من الجاهزية البدنية.
خصّص الجهاز الفني حصص فيديو من أجل إصلاح الأخطاء المسجلة من طرف اللاعبات خلال مواجهة الذهاب، وكانت هذه الخطوة ايجابية حيث أظهرت الأخطاء المرتكبة، وكانت الفرصة مواتية امام الناخبة الوطنية من اجل إعطاء النصائح اللازمة للرفع من المستوى الفني على أمل تحقيق الانجاز، وهو الفوز بفارق هدفين والتأهل الى كاس أمم إفريقيا بالمغرب.
يرتقب أن تقوم الناخبة الوطنية بإدراج بعض التغييرات على التشكيلة الاساسية، خاصة أن الخطة ستتغير نحو اللعب الهجومي الصريح من أجل تسجيل أكبر عدد من الاهداف لضمان التأهل، ورغم أن الامر فيه مغامرة كبيرة إلا أنها مطلوبة في مثل هذه المباريات على ضوء نتيجة الذهاب التي لا تحتمل اللعب بتحفظ أو تفادي اللعب الهجومي.
ركزت الناخبة الوطنية كثيرا خلال التحضيرات على كيفية التدرج من اللعب الدفاعي الى الهجومي في الحالات التي تكون فيها الكرة عند المنتخب الوطني، وحتى بعد فقدان الكرة الطريقة التي يجب اتباعها كانت محل تجريب خلال التدريبات، خاصة أن الضغط سيكون مطلوبا من طرف اللاعبات على منافساتهن خلال مواجهة اليوم لحرمانهن من الكرة لأطول فترة ممكنة خلال المباراة.
المشاركة في كأس أمم افريقيا سيكون أمرا جيدا للمنتخب الوطني النسوي، خاصة انه سيكون متاحا للاعبات الاحتكاك مع منتخبات قوية في القارة السمراء، مما يرفع من المستوى الفني كما ان العروض الاحترافية ستصل لا محالة الى لاعبات المنتخب، بما أن الأندية الأوروبية سترسل كشافيها الى هذه الدورة لاكتشاف أبرز اللاعبات والتعاقد معهن، وهو ما سيخدم لاعبات المنتخب الوطني كثيرا.
