تعيش كرة القدم الكاميرونية وضعية حرجة منذ إقصاء الأسود غير المروّضة من الدور النصف نهائي لكأس أمم أفريقيا أمام المنتخب المصري، بسبب الأزمة الكبيرة بين رئيس الاتحاد سامويل إيتو، ووزير الرياضة الكاميروني نارسيس مويل كومبي، وما اعتبره أسطورة كرة القدم الكاميرونية تدخّلا في صلاحياته، بتأكيد مواصلة المدرب أونتونيو كونسيساو عمله على رأس المنتخب الكاميروني، للحفاظ على الاستقرار قبل مواجهة الفريق الوطني الجزائري نهاية شهر مارس المقبل، في الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022.
يتواجد المنتخب الكاميروني في وضعية حرجة بسبب المشاكل الحادة بين رئيس اتحاد كرة القدم إيتو ووزير الرياضة الكاميروني، اللذين حوّلا مشاكلهما الشخصية إلى العلن، وبدآ يستعرضان عضلاتها في وسائل الإعلام الكاميرونية، الأمر الذي سيكون سلاحا ذو حدين، حيث يمكن أن يؤثر على اللاعبين، وهو ما سيستفيد منه المنتخب الوطني خلال المواجهة المزدوجة ضد رفقاء القائد أبو بكار، وقد يكون سببا في إعطاء شحنة معنوية إيجابية للاعبين، الذين سيضحّون من أجل جلب التأهل، وإنقاذ رأس إيتو الذي يقف إلى جانبهم ويساندهم في قراراتهم.
تعيش الاتحادية الكاميرونية لكرة القدم حالة عدم استقرار، منذ نهاية كأس أمم أفريقيا الأخيرة التي عجز فيها توكو إيكامبي وزملاؤه من ترك الكأس بالكاميرون ومعانقتها للمرة السادسة في التاريخ، وبعد هذا الفشل باشر معارضو إيتو في التحرك لإبعاده من على رأس الاتحادية، حيث كشفوا بالأدلة بأن تواجده على رأس الاتحادية مناف للوائح الاتحاد الكاميروني.
مشكلة ايتو مع معارضيه لم تؤثر عليه، بل جعلته يرد بقوة على تصريح وزير الرياضة الكاميروني على القناة العمومية، حين أكّد بأنّ المدرب البرتغالي أونتنيو كونسيساو سيواصل عمله على رأس العارضة الفنية للمنتخب، بالرغم من عدم نجاحه في التتويج باللقب وإنهاء أمم أفريقيا في المركز الثالث، وهو التصريح الذي قابله إيتو ببيان شديد اللهجة، أوضح فيه أن وزير بلاده اخترق لوائح الاتحاد الكاميروني للعبة، وتحديدا المرسوم الرئاسي 2014 / 384 الذي يعنى بتنظيم وتسيير الاتحاد الكاميروني الذي يوضح في المادة 3، «التسيير الإداري والرياضي والتقني للمنتخبات الكاميرونية لكرة القدم هو من صلاحيات اتحادية الكرة».
وأضاف في بيانه «بموجب ذلك التفكير في الاحتفاظ أو إقالة مدرب المنتخب لا يزال قائما».
بيان 13 فبراير المنصرم كان بمثابة إعلان قبضة حديدية ضد وزير الرياضة الكاميروني، الذي أعقبه تعيين قائد الأسود غير المروضة السابق، ومدرب منتخب أقل من 23 سنة ريغوبير سونغ، مدربا جديدا للمنتخب خلفا للبرتغالي كونسيساو، وهو ما قسم الكاميرونيين فمنهم من اعتبر الخطوة جيدة بعد فشل البرتغالي في جلب اللقب، والأغلبية عارضت الفكرة موضحة أن صخرة دفاع الكاميرون السابق لا يمكنه جلب لمسته في أول تربص قبل مواجهة حاسمة ضد المنتخب الجزائري.
وضعية الاتحاد الكاميروني التي لا يحسد عليها قد تكون بنسبة كبيرة في صالح الناخب الوطني جمال بلماضي وأشباله من أجل العودة بنتيجة إيجابية من ملعب جابوما بمدينة دوالا التي عسكر فيها المحاربون طيلة إقامتهم بالكاميرون خلال نهائيات «كان» 2021، وقد يكون المنتخب الجزائري أقوى بعد نكسة شهر جانفي الفارط، التي تجرّع فيها رفقاء القائد رياض محرز مرارة الانهزام في مواجهتين متتاليتين، أمام غينيا الاستوائية والكاميرون بعد أزيد من 3 سنوات، سيطر فيها المحاربون على القارة السمراء وحقّقوا خلالها 35 مواجهة دون هزيمة.
اختلطت الأمور...
من جهة أخرى، كثر أعداء إيتو ومعارضوه في الأيام الأخيرة، آخرهم اللواء بيار سانغاري رئيس الرابطة الكاميرونية لكرة القدم، الذي أصدر بيانا في حق إيتو الجمعة، بعد الإعلان عن أعضاء مكتبه التنفيذي الذي يخلو من اسمه على رئاسة الرابطة، معتبرا في بيان أن رئيس اتحادية الكاميرون كاذب، ولم يوف بالوعد الذي قطعه معه قبل انتخابات رئاسة الاتحاد، بإعادته إلى منصبه ومسح العقوبة المسلطة عليه لمدة سنة من قبل المكتب التنفيذي السابق برئاسة الرئيس الأسبق سايدو مبومبو نجويا، وقال «اتفقنا في السابق على تطبيق قرار المحكمة الرياضية الكاميرونية، بإلغاء قرار تجميد الرابطة والعقوبة المسلطة على شخصي، من قبل المكتب الفدرالي السابق الموقف بسبب فضائح في التسيير».
وواصل «عوض رفع التجميد عن الرابطة، وإلغاء قرار عقوبتي لاستئناف المنافسات الموقفة، أجد نفسي رئيسا لمجلس انتقالي للرابطة تمّ تحديده من قبل المكتب السابق، واعترفت التاس بعدم شرعيته».
وختم «أطلب منكم إعادة النظر في القرار رفقة مكتبكم التنفيذي، وتطبيق ما تطرقنا للحديث عنه منذ شهرين، ومراعاة تطبيق قوانين الجمهورية، لتنظيم منافسات الموسم الجاري في أحسن الظروف، وتحضير انتخابات نهاية الموسم يفصل في رئيسها الصندوق».
اختلطت الأمور من كل جهة على رئيس الاتحادية الكاميرونية قبل شهر من مباراة الذهاب ضد المنتخب الجزائري، وهي المشاكل التي ستتفاقم في حالة ما تمكّن رفقاء مبولحي من الصمود في وجه أفضل هجوم بنهائيات أمم أفريقيا 2021، والعودة بنتيجة إيجابية من هناك.
يذكر أنّ «الخضر» يواجهون منتخب الكاميرون ذهابا بملعب جابوما يوم 25 مارس المقبل، على أن يلعب لقاء العودة ثلاثة أيام بعد ذلك بملعب تشاكر.