خصّصت السّلطات العمومية ما قيمته 4 ، 1 مليار دينار لتحضير الرياضيين الجزائريين تحسّبا للطبعة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة بوهران الصيف المقبل، وذلك ‘’بهدف جمع أكبر عدد ممكن من الميداليات’’، حسبما أكّده، أول أمس الخميس، بوهران وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق.
قال الوزير في تصريح صحفي على هامش زيارة تفقدية لبعض ورشات المواقع الرياضية المعنية بالحدث المتوسطي رفقة وزير النقل عيسى بكاي، بأنّ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أعطى تعليمات واضحة خلال مجلس للوزراء بتوفير كافة الإمكانيات لصالح النخبة الرياضية الجزائرية للصعود على منصة التتويجات.
ويدخل في هذا السياق استفادة الرياضيين الجزائريين في مختلف الاختصاصات لحد الآن من حوالي 300 تربص ومنافسة لتحضير الموعد المتوسطي مع تدعيمهم بخبراء أجانب لمساعدتهم على الاستعداد الجيد للتظاهرة الرياضية، مثلما أضاف سبقاق.
أما بخصوص تقدم الأشغال على مستوى المرافق الرياضية الـ 43 المخصصة للمنافسات الرسمية والتدريبات، فقد أبدى وزير الشباب والرياضية ارتياحه الكبير بخصوص جاهزية هذه المنشآت.
وأردف سبقاق في هذا الخصوص: “ما عدا ثلاثة أو أربعة مرافق تشهد حاليا اللمسات الأخيرة قبل استلامها، فإن البقية جاهزة بعد أن انتهت الأشغال بها، سواء ما تعلق بالمنشآت الجديدة أو تلك التي تخضع لأشغال إعادة التأهيل، على أن يتم استلام جميعها في نهاية فبراير الحالي للسماح بمباشرة التجارب التقنية لمختلف التجهيزات الخاصة بها في مارس القادم”.
كما أعرب الوزير عن تفاؤله الكبير بخصوص نجاح الدورة المتوسطية القادمة، مؤكدا أنها ستكون ‘’من بين أحسن الطبعات’’ في تاريخ هذه التظاهرة الرياضية.
وتابع يقول: “أثنى أعضاء اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، خلال زيارتهم لوهران في ديسمبر وجانفي الماضيين، كلهم على تقدم التحضيرات من جانب الهياكل الرياضية، وهو ما يدحض ادعاءات البعض الذين أرادوا أن يشككوا في قدرات الجزائر التنظيمية لمثل هذا الحدث، لكن الميدان ينصفنا اليوم”.
وأعرب عبد الرزاق سبقاق أيضا عن ثقته في نجاح التنظيم سيما وأنه يتم بإشراف ‘’خبرات جزائرية معترف بكفاءتها بقيادة محافظ الألعاب محمد عزيز درواز”.
وخلال زيارته إلى وهران، تفقد وزير الشباب والرياضة رفقة وزير النقل المحطة الجوية الجديدة لمطار وهران الدولي “أحمد بن بلة”، كأول محطة لهما، باعتبار أنها ستكون ‘’بوابة المدينة خلال الألعاب’’، على حد تعبير سبقاق، الذي تنقل بعدها إلى قصر المعارض بحي “المدينة الجديدة”، الذي سيحتضن منافسات رفع الأثقال والمسبح الأولمبي بنفس الحي بعدما وصلت أشغال إعادة تأهيله نسبة 95 بالمائة.
بعدها تفقد الوفد الوزاري ورشات القاعة متعددة الرياضات (6.000 مقعد) والمركز المائي الذي يضم ثلاثة مسابح، وهما المنشأتين التابعتين للمركب الرياضي الجديد لبئر الجير (شرق وهران)، فضلا عن حقل الرماية والقاعة الجديدة متعددة الرياضات ببلدية السانية ومركز الفروسية بنفس البلدية، وهي مرافق كلها معنية بالألعاب المتوسطية.
من جهة اخرى، استبعد وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، تنظيم البطولة العربية للأندية الفائزة بالكؤوس لكرة اليد في موعدها المحدد بأرزيو ووهران.
وقال الوزير في تصريح صحفي على هامش زيارته لعاصمة الغرب الجزائري للاطلاع على تقدم تحضيرات المدينة لاحتضان الألعاب المتوسطية الصيف المقبل بأنّ ‘’تأكيد عدد ضئيل من الأندية للمشاركة في البطولة العربية المقررة ما بين 1 و11 مارس المقبل يدعم فكرة تأجيل هذا الموعد”.
وأضاف سبقاق، الذي كان مرفوقا بوزير النقل عيسى بكاي: “كنّا نأمل في تنظيم هذا الحدث الرياضي كمنافسة تجريبية تحسّبا للألعاب المتوسطية المقبلة، وكوسيلة للترويج لهذه الأخيرة، لكن إعلان ثلاثة بلدان فقط مشاركتها في الدورة لا يمنح للبطولة القيمة التي نرجوها لها، وهو الأمر الذي يدعونا لتأجيلها، حيث من المقرر أن يتم ترسيم هذا القرار في الساعات المقبلة”.
وفضلا عن الأندية الجزائرية الثلاثة التي أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة اليد عن مشاركتها ومن بينها النادي المنظم ترجي أرزيو، أرسلت أربعة أندية أخرى طلبات مشاركتها ممثلة لكل من تونس وليبيا والمغرب.
وعلى صعيد آخر، أبدى عبد الرزاق سبقاق تفاؤله بخصوص تغيير موعد البطولة الإفريقية لكرة اليد للأمم المقبلة الذي يتزامن مع الألعاب المتوسطية المقررة من 25 جويلية إلى 5 جوان المقبل، الأمر الذي سيؤثر بالسلب على دورة الكرة الصغيرة لهذه الألعاب.
وأوضح المسؤول الأول عن قطاع الشباب والرياضة في هذا السياق بأنه اتّصل، بواسطة الاتحادية الجزائرية للعبة، مع الأطراف المعنية بالكونفدرالية الإفريقية وكذا الاتحاد الدولي لكرة اليد من أجل إعادة النظر في تاريخ المنافسة الإفريقية وتلقى تطمينات بخصوص ذلك.
توفير كل الظّروف المادية والمعنوية للاعبي المنتخب الوطني
من جهة أخرى، أكد عبد الرزاق سبقاق، بأن كل الترتيبات قد تمّ ضبطها من أجل تمكين المنتخب الوطني لكرة القدم من التحضير جيدا لمقابلتيه ضد الكاميرون في نهاية مارس المقبل لحساب الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم 2022 بقطر.
وصرّح الوزير بأنه يتابع عن كثب، عن طريق الاتحادية الجزائرية للعبة، الترتيبات اللازمة للسماح للمنتخب الوطني بالتحضير جيدا لموعديه المقبلين.
وذكر سبقاق، في هذا الخصوص بأنه اتصل بوزير الرياضة لغينيا الاستوائية التي ستستضيف التربص الذي يجريه ‘’الخضر’’ أياما قليلة قبل التنقل من هناك نحو الكاميرون لمواجهة ‘’الأسود غير المروضة’’ يوم 26 مارس لحساب ذهاب الدور الفاصل.
وأضاف يقول: ‘’نسعى لتوفير كل الظروف المادية والمعنوية لصالح لاعبي المنتخب الوطني لتمكينهم من الاستعداد جيدا للدور الفاصل، ويدخل ضمن هذا المسعى تنقل المناجير الجديد للمنتخب جهيد زفزاف إلى غينيا الاستوائية”.
وتابع: “نأمل في أن تؤدي عناصرنا مقابلتين قويتين لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال المقبل حتى تنسينا نكسة كأس إفريقيا السابقة بالكاميرون، والتي يمكن إدراجها في خانة التعثرات التي يتعرض لها أي منتخب في العالم، فلكل جواد كبوة”.
من جهة أخرى، جدّد الوزير التأكيد بأن بطولة إفريقيا للاعبين المحليين المقبلة ستقام في الجزائر في جانفي 2023، لافتا إلى أن ما صدر مؤخرا عن حكومة كوت ديفوار بخصوص إعلان استضافتها لهذه الدورة التي سبق للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم وأن منحت تنظيمها إلى الجزائر ‘’مجرد خطأ لا غير، مثلما أكده لي شخصيا وزير الرياضة الإيفواري في اتصال معه”.
وبخصوص هذا الموعد، الذي ستستضيفه الجزائر لأول مرة في تاريخها، أكد الوزير بأن الملاعب المعنية بالحدث جاهزة لاستضافته، مشيرا إلى إعداد مخطط ثاني يضم ملاعب أخرى سيتم اللجوء إليها في حال الضرورة..