بدأ لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم استرجاع مستواهم خلال الأيام القليلة الأخيرة، بعد عودتهم المباشرة إلى أنديتهم إثر الإقصاء المبكّر من الدور الأول بنهائيات كأس أمم أفريقيا، وهو ما سمح لبعضهم من تغيير الأجواء قبل غلق سوق التحويلات الصيفية، واستعادة البعض الآخر مكانتهم الأساسية الأمر الذي سيجعلهم أكثر تنافسية، بمناسبة المواجهة المزدوجة ضد المنتخب الكاميروني المقررة إقامتهما يومي 26 و29 مارس المقبلين، لحساب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022.
تجاوز لاعبو المنتخب الوطني مرارة الإقصاء من الدور الأول لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2022 بالكاميرون، حيث عادوا إلى أنديتهم وكلهم عزم على لعب أكبر عدد من المباريات والتألق فيها، قصد التنقل إلى تربص عاصمة غينيا الاستوائية مالابو الشهر المقبل، بإمكانيات بدنية وفنية تسمح لهم من التنافس بقوة على بطاقة التأهل إلى نهائيات أول مونديال عربي.
يعتبر قائد المنتخب الوطني رياض محرز، ومستقبلا كرة القدم الجزائرية إسماعيل بن ناصر وآدم زرقان، الثلاثي الذي خاض أكبر عدد من المباريات منذ عودة دوليينا إلى فرقهم بمعدل 4 مباريات أساسية، حيث رجع الأول لتقديم مستويات جد راقية مع فريقه مانشيستر سيتي، وممارسة هوايته المفضلة بتسجيل الأهداف، وتقديم الكرات الحاسمة والمفتاحية لزملائه، أين تمكن من تسجيل 4 أهداف كاملة بمعدل هدف في كل لقاء وقدّم تمريرتين حاسمتين، حيث هز شباك بينتفورد في البريمرليغ ليغ، وسجل ثنائية في مرمى فريق فولهام بمناسبة الدور الرابع من كأس انجليترا، كما سجل هدفه السادس هذا الموسم في منافسة رابطة الأبطال الأوروبية في الخماسية العريضة التي فاز بها السيتي على سبورتينغ لشبونة، خلال ذهاب الدور ثمن النهائي من منافسة رابطة الأبطال الأوروبية.
كما أنّ المدرب الاسباني بيب غوارديولا أضحى يثني عليه كثيرا، وأكّد في مؤتمر صحفي بأن الطاقم الفني للسيتي افتقد لاعبه المهاري كثيرا، حين كان متواجدا بنهائيات كأس أمم أفريقيا رفقة المنتخب الوطني، وأكد أنه منفذ ركلات الترجيح الأول في الفريق، وأنه منذ تسليمه هذه المهمة انتهت المشكلة التي لاحقت الفريق السماوي طيلة موسمين، وهي الثقة التي من شأنها أن تعطي جرعة إيجابية لقائد “الخضر”، الذي أكد في أكثر من تصريح بعد “كان” الكاميرون، بأن الفريق الوطني سيعود أكثر قوة من السابق، وتحديدا بداية من تاريخ “الفيفا” لشهر مارس المقبل، بمناسبة ذهاب وإياب الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم بقطر.
الجميع يشيد باحترافية بن ناصر
بن ناصر هو الآخر لعب 4 مباريات في الكالتشيو وكأس إيطاليا رفقة ميلان، ضد كل من يوفنتوس والانتر وسامدوريا ولازيو، وقدم مستويات قوية جعلت الجميع يتحدث عن استعادة امكانياته، الأمر الذي جعله يخطف مكانته الأساسية من جديد في ضل غياب الإيفواري ستيفان كيسي.
كما أشاد جميع مسؤولي ميلان والإعلاميين الإيطاليين باحترافية الجزائري، مقارنة بمتوسط ميدان المنتخب الإيفواري كيسي، الذي استغرقت عودته إلى ميلان مدة 8 أيام كاملة بعد الإقصاء، عكس أفضل لاعب في كأس أمم أفريقيا 2019 الذي تدرب مع ميلان في اليوم الموالي لإقصاء “الخضر”، حيث لم يضيع الوقت وعاد للعمل وهي النقاط التي احتسبت له، الأمر الذي سيكون في صالح المنتخب الوطني الذي سيستفيد من جاهزية بن ناصر.
من جانبه، خاض متوسط الميدان آدم زرقان، 4 مباريات أساسية في الدوري البلجيكي رفقة شارلوروا وأكملها للنهاية، ما يؤكّد الثقة الكبيرة التي يضعها المدرب البلجيكو إنجليزي إيدوارد ستيل في خريج أكاديمية بارادو، هو الذي بلغ الأحد المنصرم ضد كلوب بروج، المواجهة رقم 24 مع فريقه بموسمه الأول في الاحتراف بالقارة العجوز، وهو ما قد يشفع له أمام المنتخب الكاميروني، خصوصا أن مهندس التتويج القاري لسنة 2019، يفكر في ضخ دماء جديدة بالتشكيلة الأساسية لمحاولة الإطاحة بالأسود الغير مروضة بقر دارهم والعودة إلى الجزائر، بنصف تأشيرة التأهل إلى كأس العالم الخامسة في المنتخب.
سليماني يقترب من خطف مكانة أساسية
في ذات السياق، الخماسي (فغولي، سليماني، بولاية، بن رحمة، زروقي) لعبوا 3 مواجهات رفقة فرقهم في البطولات التي ينشطون بها، وهو الأمر الذي يؤكد أنهم لاعبون مهمون في أنديتهم، ما سيجعلهم يدافعون عن حظوظهم في التأهل للمونديال، خصوصا أن ذلك يبقى حلم فغولي وسليماني اللذين يبحثان عن المشاركة في ثاني مونديال بمسيرتهما الكروية، والثلاثي المتبقي يريد كتابة اسمه في تاريخ المنتخب الوطني، والتعرف على أجواء المونديال والمستوى العالي.
هذا، ودخل سليماني مبكرا في أجواء المنافسة مع فريقه القديم الجديد سبورتينغ لشبونة، بعدما تمكن من خطف عقد احترافي جديد مع النادي الأخضر والأبيض، حيث دخل بديلا وفي كل مواجهة يكسب وقت لعب أكثر، الأمر الذي يؤهله ليخطف مكانة أساسية بعد لقاءين.
الظهير الأيسر رامي بن سبعيني، بدأ يستعيد نشوة اللعب مع فريقه بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، حيث لعب لقاءين أساسيا وتمكّن في الثاني أمام أوكسبورغ من تسجيل هدفه الثالث هذا الموسم في البندسليغا والخامس في كل المنافسات، كما قدّم تمريرة حاسمة رفعت رصيده إلى تمريرتين، مساهما في 7 أهداف من أصل 14 مواجهة خاضها منذ بداية الموسم الكروي الجاري، وهو ما يجعل منه قيمة ثابتة في النهج التكتيكي للناخب الوطني.
بلايلي النّجم الأول لنادي بريست
مايسترو يوسف بلايلي واللاعب الذي أضحى أكبر صانع للفرص التهديفية بالمنتخب الوطني، استفاد من إقصاء “الخضر” المبكر من كأس أمم أفريقيا، وتمكن من الإيفاء بالوعد الذي قطعه على الجمهور الجزائري باللعب في أحد البطولات الأوروبية، حيث تعاقد مع فريق بريست الفرنسي وأضحى في ظرف 24 ساعة نجم الفريق الأول، بعدما ارتفع عدد المتابعين بمواقع التواصل الاجتماعي للفريق الأحمر والأبيض بسرعة البرق، وبلغت بعد 7 ساعات من تقديم ابن مدينة الباهية وهران مليون متابع، الأمر الذي رفع أسهم الجزائري وجعله يخطف مكانة أساسية سريعا، بعدما تأكد الجميع من امكانياته الكبيرة، وهو ما ساعده على الاندماج بسرعة وتمكن الأحد المنصرم من تقديم أول تمريرة حاسمة له، الأمر الذي سيحرره ويعطيه أكثر قوة قبل ملحمتي الكاميرون وتشاكر.
المهاجم بونجاح هو الآخر لعب لقاءين أساسيا، لكنه يصنع الحدث في دوري نجوم قطر ليس بهز شباك الخصوم، بل بعدد الفرص المهدرة أثناء كل لقاء، الأمر الذي كلفه مكانته الأساسية في ثمن نهائي كأس الأمير لصالح الغاني أيو.
من جهة أخرى، استعاد الثلاثي بن العمري وتوقاي وبن عيادة المنافسة الرسمية هذا الأسبوع، أين تمكّن الأول من قيادة فريق قطر إلى التأهل لربع نهائي كأس أمير قطر، بعدما قاده للفوز بثنائية نظيفة على فريق الشمال، حيث تمكّن من تسجيل هدف السبق مستغلا هفوة داخل منطقة العمليات بعد تنفيذ ركنية لصالح فريقه، كما قدم كرة في العمق لزميله ضاعف بها النتيجة، عودة جاءت بعد الإصابة العضلية التي تلقاها خريج نصر حسين داي في مواجهة الجولة الثانية أمام منتخب غينيا الاستوائية، وغادر على إثرها الميدان في (د 54).
توقاي هو الآخر لعب لقاء واحد منذ العودة إلى فريقه الترجي التونسي من المنتخب الوطني، وكان ذلك في الجولة الأولى من دور المجموعات لمنافسة رابطة الأبطال الأفريقية ضد فريق جوانونغ غالاكسي البوتسواني الذي فاز عليه برباعية نظيفة، أين خاض قائد النصرية السابق اللقاء كاملا ولم يرتكب أي خطأ، لكنه بالمقابل لم يلعب إلى جانب مواطنه عبد القادر بدران الذي تعرّض لتمزق في الفخذ، سيبعده عن الميادين لمدة تقدر لأربعة أسابيع على الأكثر، مثلما أكّدته صفحات الفريق على مواقع التواصل الاجتماعي، إصابة لن تحرم ابن مدينة البليدة من التواجد رفقة المحاربين في قائمة بلماضي المعنية بالدور الفاصل المؤهل للمونديال العربي.
بن عيادة في التّشكيلة المثالية لرابطة الأبطال
بطل العرب حسين بن عيادة عاد لصنع الفرجة والمتعة على الملاعب التونسية رفقة النجم الساحلي التونسي، من بوابة رابطة الأبطال الأفريقية ضد فريق شباب بلوزداد خلال مباراة الجولة الأولى، وبالرغم من التعادل السلبي الذي فرضه أبناء لعقيبة على السواحلية بتونس، إلا أن ابن مدينة الباهية اختير في التشكيلة المثالية للجولة الأولى من دور المجموعات لرابطة الأبطال، بعدما أدى تسعين دقيقة كبيرة دفاعيا وهجوميا، وهو الأمر الذي سيكون في صالحه للعودة إلى التشكيلة الأساسية لـ “الخضر” أمام الكاميرون، خصوصا بعد الإصابة الخطيرة التي تعرّض لها يوسف عطال، رفقة نيس الفرنسي في كتفه الأيمن والتي ستحرمه من المشاركة مع المحاربين شهر مارس.
لاعب افتقد خدماته الكوتش بلماضي خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا كثيرا، يتعلق الأمر بالجناح الأيمن لفريق نابولي الإيطالي آدم وناس، الذي تعافى كليا من تبعات فيروس كورونا الذي أصيب به في الكاميرون، وحرمه من المشاركة في “الكان” بسبب مشاكل صحية في القلب، حيث أقحم في الست دقائق الأخيرة من مواجهة انتر ميلان بالكالتشيو نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما سيسمح له من العودة تدريجيا إلى المنافسة لخطف مكانته الأساسية بفريقه.
هذا ويعاني لاعبان من غياب المنافسة، يتعلق الأمر بالمدافع المحوري عيسى ماندي والظهير الأيسر إلياس شتي، اللذين لا يتواجدان كليا في مخططات فرقهما، حيث لم يلعب الأول أي لقاء منذ العودة إلى فياريال الإسباني، فيما أن الثاني يواصل الغياب عن المنافسة الرسمية للشهر الثاني على التوالي، حيث كان آخر لقاء لابن مدينة عنابة بنهائي كأس العرب ضد المنتخب التونسي رفقة المنتخب المحلي، الذي خاض معه 6 مباريات أساسية وتوج معه بمونديال العرب، لتبقى وضعيته جد معقدة رفقة الترجي الرياضي التونسي.
وضعية معقدة لثنائي دفاع الكوتش بلماضي، التي قد تدفعه لإبعادهما عن قائمة اللاعبين المعنيين بتربص المنتخب الوطني لشهر مارس المقبل، وهو ما سيكون سابقة خصوصا بالنسبة للاعب ماندي الذي يستدعى إلى تربصات “الخضر” بانتظام منذ 2014، وغاب في مرات قليلة بسبب الإصابة.
يذكر أن المهاجم محمد الأمين عمورة، لا يزال غائبا عن المنافسة الرسمية بسبب الإصابة التي يعاني منها.