بالرغم من مساعي «الكاف» لتبييض صورتها

عجائـــــــــب «كـــــــــان» الكامـــــــيرون متواصــــــــلة

عمار حميسي

 

 تتواصل مباريات كأس إفريقيا في الكاميرون وسط تضارب كبير حول الحديث عن نجاح الدورة من الناحية التنظيمية من عدمها، لكن تواصل الأحداث الغريبة والعجيبة التي تصاحب المباريات تؤكّد أنّ الكاميرون مرت بجانب الحائط فيما يخص عملية التنظيم، وهو ما يجعل «الكاف» أمام تحدي آخر، وهو إثبات العكس قبل نهاية البطولة، وهو الامر الذي سيكون في غاية الصعوبة.

 لم تصنع دورة الكاميرون الحدث من الناحية الرياضية بما أن المستوى الفني بعيدا كل البعد عن الدورة السابقة،
ويصفه أغلب المختصين أنه متوسط أو أقل من المتوسط، لكن مع ذلك يبقى تقييم المستوى الفني مرتبطا بالعديد من الامور، منها وضع اللاعبين والمنتخبات في ظروف مناسبة من أجل التعبير عن إمكانياتهم بأفضل طريقة ممكنة، وهو الامر الذي لم يحدث حيث اشتكت جل الوفود من سوء الخدمة في المرافق التي وضعت تحت تصرفها.
توالي الأحداث الغريبة التي لم نألفها في بطولة بحجم كأس أمم افريقيا يؤكد أن «الكاف» تراجعت الى الوراء فيما يخص التسويق لبطولة من هذا الحجم بالنظر الى قلة الاحترام التي تحدث بها العديد من مدربي الأندية الاوروبية، الذين استصغروا من قيمة هذه الدورة، وتوالي الاحداث الغريبة والعجيبة سيزيد من تراجع قيمتها مقارنة بالبطولات الأخرى على غرار «كوبا أمريكا».
الازدحام المروري سبب إلغاء ندوة كيروش الصحفية
لم يتم عقد الندوة الصحفية الخاصة بمنتخب مصر التي كانت مبرمجة قبل مواجهة المغرب في ربع النهائي رغم توفر كل الظروف وحضور مكثف لممثلي وسائل الاعلام، إلا أن مسؤولي «الكاف» لم يجدوا أي حل اخر الا الغاء الندوة الصحفية لمدرب منتخب مصر كارلوس كيروش واللاعب عمرو السولية في آخر لحظة، وهو القرار الذي صنع الحدث، وزاد من غضب وسائل الاعلام التي كانت حاضرة.
ممثل «الكاف» لم يذكر سبب إلغاء الندوة الصحفية التي كانت مبرمجة للمدرب كيروش ولاعبه عمرو السولية لكن مع بحث ممثلي وسائل الاعلام التي كانت حاضرة في عين المكان وصلت الى السبب الرئيسي، والذي كان غريبا ولم يسبق أن حدث في هذا المستوى.
سبب غياب كيروش والسولية كان بسبب الازدحام المروري، وبعد تأكّد ممثلي «الكاف» من استحالة لحاقهما في الوقت المحدد الى الندوة الصحفية، وحتى في حال الانتظار الأمر كان سيطول لأكثر من اللازم حيث صنع هذا الامر الحدث عالميا لأن الامر يتعلق ببطولة أمم إفريقيا.

غياب المترجمين وسرقة الميكروفون

 تواصلت الأحداث الغريبة في «كان» الكاميرون خاصة خلال الندوات الصحفية، وحدث أمر لم يكن أحد ينتظره قبل الندوة الصحفية التي عقدها مدرب تونس منذر الكبير واللاعب وهبي الخزري، حيث دخل أحد الغرباء الى القاعة وقام بسرقة الميكروفونات والاسلاك الكهربائية، وفر هاربا أمام دهشة الجميع.
عناصر الامن التي كانت حاضرة رغم كثرتها الا انها لم تستطع اللحاق باللص، الدي تبين فيما انه ليس لصا ولكنه صاحب هذه الاجهزة، وهو من قام بتأجيرها الى اللجنة المنظمة، وبسبب عدم دفعها لتكاليف الكراء قام بمحض إرادته بأخذها بالقوة أو بمعنى أصح استرجع اجهزته التي قام بتاجيرها الى «الكاف».
حادثة اخرى غريية لكنها تكررت لاكثر من مرة، ورغم ذلك لم تحرك «الكاف» او اللجنة المنظمة ساكنة وهي غياب المترجمين في الندوات الصحفية، حيث كان من الصعب على ممثلي وسائل الاعلام القيام بعملهم في ظل غياب المترجمين عن العديد من الندوات الصحفية.
أبرز الندوات الصحفية التي عرفت غياب المترجمين هي ندوة صلاح الصحفية قبل مواجهة كوت ديفوار عندما قرّر الاجابة باللغة العربية عن الاسئلة، ووجد ممثلو وسائل الاعلام غير العربية صعوبة كبيرة في فهم ما يقوله ثالث افضل لاعب في العالم لسنة 2021، ونفس الامر حدث من قبل مع حارس المغرب ياسين بونو.

منتخب بدون حارس مرمى

 حدث غريب آخر حدث في «كان» الكاميرون لم يحدث في أي بطولة كبيرة من هذا الحجم من قبل في صورة كأس أوروبا أو كوبا امريكا وحتى المونديال، وهي حرمان منتخب من حراس مرماه وإجباره على إشراك لاعب ليكون حارسا للمرمى في مباراة ثمن النهائي، وهو الامر الذي حدث مع منتخب جزر القمر.
منتخب جزر القمر أجبر من طرف «الكاف» على لعب مواجهة الكاميرون في ثمن النهائي بدون حارس مرمى، وكان بإمكان اكبر هيئة في افريقيا من منح استثناء للمنتخبات المشاركة من خلال استدعاء اربعة حراس مرمى مثلا في القائمة لتفادي مشكل من هذا النوع في ظل تفشي فيروس كورونا.
لعب منتخب جزر القمر مواجهة الكاميرون بدون حارس مرمى، وتولي أحد المدافعين مسؤولية الذود عن مرماه، والمصيبة الكبرى انه هو الآخر كان مهددا بالاصابة او الاقصاء، ومن كان سيخلفه كان سيكون زميلا له في ظل عدم تواجد أي حارس مرمى على دكّة البدلاء، والسؤال المطروح ماذا لو حدث العكس وكان منتخب الكاميرون هو من حرم من حراسه الثلاث هل كانت «الكاف» ستجبره على لعب المباراة، وإشراك لاعب ليكون حارسا للمرمى؟

فضيحة تحكيمية في مباراة تونس

 أغرب ما حدث في كأس أمم إفريقيا ما جرى في مباراة تونس ومالي بدور المجموعات بعدما قرّر الحكم انهاء المباراة قبل دقيقة من نهاية الوقت الرسمي للمواجهة في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل، ويصعب على أي أحد تصديقها لدرجة أنّ العديد من المتابعين ما زال لم يفهم سر تصرّف الحكم لحد الآن.
«الكاف» قامت بتسريب بعض التبريرات عن طريق بعض وسائل الاعلام الموالية لها من خلال التأكيد أن الحكم تعرّض لضربة شمس ونقل الى المستشفى بعد المباراة، لكن العديد من المتابعين أكدوا أن حكم المباراة غادر الملعب بطريقة عادية بعد المواجهة، ولم يكن في حالة صحية صعبة مثلما تمّ الترويج له.
الأكيد أنّ ما حدث في مواجهة تونس سيبقى وصمة عار في جبين «الكاف» واللجنة المنظمة لكأس إفريقيا، إضافة إلى لجنة التحكيم بالنظر إلى الصدى الكبير الذي أخذه هذا القرار من طرف الحكم سيكازوي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024