راسلت جبهة البوليساريو، من خلال بعثتها لدى الأمم المتحدة، كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، والمندوب الدائم للسويد لدى الأمم المتحدة، أولوف سكوج، بصفته الرئيس الدوري لمجلس الأمن لهذا الشهر، وذلك لإطلاعهما حول موقف السلطات الصحراوية بشأن الآلية الجديدة التي أنشأها الاتحاد الأفريقي حول الصحراء الغربية بموجب قراره المُتخذ في الدورة العادية الواحدة والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي المنعقدة مؤخرا بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
ذكرت الرسالة في مستهلها بالمرجعية التاريخية والقانونية لموقف الاتحاد الأفريقي من القضية الصحراوية.
وفي السياق، أكدت على أن الاتحاد الإفريقي باعتباره خلفا لمنظمة الوحدة الإفريقية ظل ملتزماً دائما وبقوة بمسألة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، منذ أن قامت منظمة الوحدة الأفريقية بإعادة تفعيل عملية السلام في الصحراء الغربية في أعقاب اتخاذها للقرار 104 في عام 1983.
وهو القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1984 و 1985 وكان له دور أساسي في وضع الأسس لكافة جهود الأمم المتحدة اللاحقة الرامية إلى إيجاد حل للصراع وبالتالي، تضيف الرسالة، فإن الاتحاد الأفريقي يعمل فيما يتعلق بالصحراء الغربية ليس فقط في إطار مسؤولياته عن تعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي الذي تنص مادته الرابعة على «التسوية السلمية للنزاعات بين الدول الأعضاء في الاتحاد بوسائل مناسبة يقررها المؤتمر».
شريك كامل في مفاوضات تقرير المصير
أكدت أن الاتحاد الأفريقي يظل أيضاً شريكا كاملا للأمم المتحدة والضامن لتنفيذ خطة التسوية للأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية لعام 1991، والتي قبلها الطرفان، جبهة البوليساريو والمغرب، وصادق عليها كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
تؤكد الرسالة كذلك على أن الاتحاد الإفريقي واضطلاعا منه بمسؤولياته عن السلم والأمن في إفريقيا، يتعاون بشكل وثيق مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في جميع المسائل المتعلقة بالسلام والأمن في القارة.
يأتي اتخاذ الاتحاد الأفريقي لقراره بتأسيس آلية إفريقية خاصة بالصحراء الغربية كخطوة مهمة في هذا الإطار والتي من خلالها سيقدم الاتحاد الأفريقي مساهمته الهامة والتي لا غنى عنها في عملية السلام في الصحراء الغربية، من خلال تقديم الدعم الفعال للجهود التي تقودها الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
أبرزت الرسالة بشكل خاص ترحيب السلطات الصحراوية بالقرار التاريخي الذي أتخذ بالإجماع من قبل الاتحاد الأفريقي بشأن إنشاء آلية إفريقية خاصة بمسألة الصحراء الغربية، مبرزة أنه يعكس بالفعل قلق الاتحاد الأفريقي العميق بشأن التأخير غير المبرر في عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية كدولة عضو في الاتحاد الأفريقي.
مبادرة استباقية
بحسب الرسالة، فإن هذا القرار يمثل مبادرة استباقية تهدف إلى تفعيل التزام الاتحاد الأفريقي بالمساهمة بشكل جوهري في البحث عن حل سلمي وعادل ودائم للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، تماشيا مع القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي وقرارات منظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأفريقي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
اعتبرت البوليساريو أن القرار، خطوة مهمة في ضوء تحدي المغرب المستمر لقرارات الاتحاد الأفريقي ومحاولاته المستمرة والمتعمدة لتقويض الدور الذي لا غنى عنه للاتحاد الأفريقي تجاه عملية السلام في آخر مستعمرة إفريقية، والذي تجلى، ضمن أمور أخرى، في رفض المغرب السماح لبعثة مراقبي الاتحاد الأفريقي بالعودة إلى الإقليم واستئناف تعاونها مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.
في الختام، أكدت الرسالة من جديد على استعداد السلطات الصحراوية لإجراء مفاوضات مباشرة مع المغرب، ومن دون شروط مسبقة وبحسن نية، تماشياً مع قرارات مجلس الأمن وقرارات الاتحاد الأفريقي.