عادت أجواء التوتر بين السلطات ونشطاء حراك مدينة «جرادة»، شرق المغرب، بقوة بعدما خفتت بعض الشيء في الأسابيع الماضية.
طالب مواطنو مدينة جرادة في مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف بإطلاق سراح عدد من الوجوه البارزة في «حراك» المدينة، منهم مصطفى دينان وعزيز بوتشيش ومصطفى الدعينن، وكذلك المطالبة بتحقيق بديل اقتصادي للمنطقة.
رغم أن الوكيل العام للملك، أكد بيان أن اعتقال أحد النشطاء «لا علاقة له بالأحداث التي تشهدها مدينة جرادة»، إلا أن الآلاف اعتصموا أمام قسم الشرطة لإطلاق سراح زميلهم المعتقل. شهدت مدينة جرادة انتشارًا أمنيًا كثيفًا بسبب هذه الاحتجاجات، وذلك بعد أن هدد المحتجون بمسيرة على الأقدام صوب العاصمة الرباط، وهي خطوة غير مسبوقة منذ انطلاق الاحتجاجات. تأتي هذه التطورات، وسط إضراب عام دعا إليه نشطاء، يوم الأحد، حيث أظهرت صور تداولتها صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، محلات تجارية مغلقة.
اندلعت حركة الاحتجاجات في جرادة إثر مصرع شقيقين داخل منجم مهجور في أواخر ديسمبر، في حادث عرضي تلته وفاة شخصين آخرين في ظروف مشابهة، ما دفع بالمحتجين للخروج في تظاهرات سلمية تطالب بـ «بدائل اقتصادية» لهذه المدينة التي نكبها إقفال مناجم الفحم في 1998.
يطالب أبناء المدينة الشرقية بـ «التنمية الاقتصادية لمنطقتهم، وبإيجاد حلول عاجلة لمشكلة البطالة التي تعاني منها نسبة مرتفعة من الشباب، مما يدفعهم للمخاطرة بأرواحهم في مناجم الفحم، الملجأ الوحيد للشباب العاطل».