قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أمس، إن الظروف في ولاية راخين بشمال ميانمار «ليست ملائمة بما يسمح بعودة آمنة ومستمرة» لأكثر من 600 ألف من لاجئي الروهينجغيا الذين فروا من العنف إلى بنغلادش منذ أواخر أوت الماضي.
قالت المفوضية إنها لم تطلع بعد على اتفاق عودة اللاجئين الذي وقعه البلدان يوم الخميس، لكنها أكدت على أن أي رجوع للاجئين المنتمين للجماعة التي عانت صدمة شديدة يجب أن يكون آمنا وطوعيا.
ووقعت بورما وبنغلادش، أمس الأول، اتفاقا لبدء إعادة اللاجئين الروهينغيا إلى بلادهم في غضون شهرين. وجاء التوقيع على الاتفاق بعد محادثات جمعت زعيمة بورما أونغ سان سو تشي ووزير خارجية بنغلادش عبد الحسين محمود علي في العاصمة البورمية نايبيداو. ويأتي هذا الاتفاق بالتزامن مع زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس، الذي كان قد أعرب عن تعاطفه مع معاناة الروهينغيا.وحظيت بنغلادش الفقيرة أصلا بإشادة دولية واسعة لاستقبالها اللاجئين، إلا أنها فرضت قيودا على تحركاتهم وأكدت أنها لا ترغب في بقائهم.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن 620 ألف من الروهينغيا وصلوا إلى بنغلادش منذ أوت ما أدى إلى إقامة أكبر مخيم للاجئين في العالم بعد حملة عسكرية في بورما وصفتها واشنطن بأنها عملية «تطهير عرقي».
مخاوف من العودة
وعانى أفراد الروهينغيا المحرومون من الحصول على جنسية لسنوات من العنف الديني والمشاعر المعادية للمسلمين السائدة في بورما التي يشكل البوذيون غالبية سكانها.
وتعرضوا بشكل منظم إلى الاضطهاد من قبل الحكومة التي سحبت منهم الجنسية أو حرمتهم من نيلها وضيقت عليهم بشكل واسع، بما في ذلك قدرتهم على الحصول على الخدمات الأساسية.
وتحولت التوترات إلى موجات من العنف الدامي عام 2012 دفعت أكثر من 100 ألف من الروهينغيا للفرار إلى مخيمات للنازحين ظروف الإقامة فيها مزرية للغاية.
وقال عبد الرحيم الأستاذ الذي كان يدرس في مدرسة في ولاية راخين، «لن نعود إلى بورما إلا إذا منح جميع الروهينغا الجنسية مثل المواطنين البورميين». وأضاف: «لن نعود إلى أي مخيمات للاجئين في راخين».