عرض رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، خطته لإنقاذ ليبيا خلال سنة واحدة، وقال “الخطة ليست خطتي وإنما خطة الشعب الليبي التي توليت جمعها وصياغتها بعد زيارتي لمعظم المدن والبلدات الليبية”.
تتضمن المرحلة الأولى من الخطة وفق ما عرضه أمام الاجتماع الدولي رفيع المستوى الذي عـقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك برئاسة الأمين العام أنطونيو غوتيريس”تعديل الاتفاق السياسي الليبي”، منوها إلى أنه “في الأسبوع المقبل، وفقا للمادة 12 من الاتفاق السياسي، سوف تعقد في مكاتب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لجنة لصياغة وضع هذه التعديلات”.
وتشمل المرحلة الثانية من الخطة عقد “مؤتمر وطني تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة، يهدف إلى فتح الباب أمام أولئك الذين تم استبعادهم، وأولئك الذين همشوا أنفسهم، وتلك الأطراف التي تحجم عن الانضمام إلى العملية السياسية”.ويقصد من ذلك، جعل المؤتمر شامل لا يقصي أحدا.
وتشمل الخطة أيضا إصدار تشريعات تسمح بالاستفتاء على مشروع الدستور، وانتخابات رئاسية وبرلمانية العام القادم، حيث قال سلامة: “على مجلس النواب إيلاء الأولوية لإصدار تشريع لإجراء استفتاء دستوري وانتخابات برلمانية ورئاسية”.
وطرح مبادرة لتوحيد الجيش الوطني، واستمرار جهود المصالحة المحلية وتكثيفها، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة قضية النازحين داخليا.
ورأى سلامة أنه الأوضاع في ليبيا، مجزأة وقال، “ما نشهده في ليبيا ليس انقسام البلاد إلى منطقتين أو ثلاث أو أربع، بل عملية تشظ إلى عشرات الشظايا المحلية، حيث هناك خلافات أو مساومات أو تفاهمات محلية”.
وأضاف “لا أحد يتكلم باسم ليبيا تقريبا، فكل يتحدث باسم مدينته أو قبيلته أو منطقته. لذلك يسعى كل الفرقاء لنيل حصة من عائدات النفط، والمؤسسات السياسية، ولكن يصعب حاليا العثور بين السياسيين على من يفكر بالوطن الليبي الجامع”.
التدخل الخارجي
ويؤدي التفكك الحاصل حسب المبعوث الأممي، إلى تزايد التدخلات الخارجية، إما بهدف دعم فريق محلي أو بهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، أو بهدف وقف تدفق المهاجرين عبر ليبيا.
وشدد على ضرورة عودة الدولة لأن الحلول المطبقة حاليا من قبل الدول المتدخلة كلها قصيرة المدى كحبات الأسبرين، “الحل الوحيد يكمن في إعادة قيام سلطة موحدة شرعية مقبولة من الجميع تقدم الخدمات لليبيين”.
وتتضمن خطة سلامة أيضا إحياء المؤسسات قائلا إن “جوهر الخطة التي نتقدم بها هو إحياء المؤسسات، إذ أن هناك حاليا ثلاثة أنواع من المؤسسات في ليبيا، بعضها انقسم قسمين أو ثلاثة، ومؤسسات خطفها من تسلمها، وأخرى نائمة لا تقوم بدورها”.
ودعا سلامة ممثلين عن مجلس النواب في طبرق ومجلس الدولة في طرابلس لإرسال وفدين للتفاوض على صياغة التعديلات وليس لإقامة حوار جديد، في 26 من الشهر الجاري، أي بعد أقل من أسبوع.
أمريكا تدعم سلامة
أعلنت وزراة الخارجية الأميركية دعمها خارطة الطريق التي طرحها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة والتي تفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة، فيما طالبها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج بدعم طلب ليبيا رفع الحظر جزئيًا عن السلاح.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ثورن، إن المسيرة يجب أن تستمر بمن يريدون السلام والاستقرار لبلدهم، مؤكدا وقوف بلاده مع جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن “المسيرة يجب أن تستمر بمن يريدون السلام والاستقرار لبلدهم”، مؤكدا وقوف بلاده مع جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا.
من جانبه السراج بدعم أميركي لطلب ليبيا رفع الحظر جزئيًا عن السلاح لتتمكن قوات مكافحة الإرهاب والحرس الرئاسي وخفر السواحل من أداء المهام الموكلة إليهم.