حثت الأمم المتحدة على تقديم المساعدة لمواجهة أزمة إنسانية في جنوب بنغلادش نجمت عن فرار ما يقرب من 300 ألف من المسلمين الروهينجا من ميانمار بعد نحو أسبوعين من اندلاع العنف هناك.
قالت الأمم المتحدة إنه “ليس هناك ما يشير إلى توقف” موجة اللاجئين الذين يعانون من الجوع والصدمة الأمر الذي يتجاوز قدرة وكالات الإغاثة في منطقة كوكس بازار التي تقدم المساعدة بالفعل لمئات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا جراء نوبات سابقة من الصراع في ولاية راخين بميانمار.
ذكر روبرت واتكنز منسق الأمم المتحدة الدائم في بنغلادش “لابد أن تحصل وكالات الإغاثة العاملة في كوكس بازار على الموارد التي تحتاجها لتقديم المساعدة الطارئة لأناس في غاية الضعف أجبروا على الفرار من بيوتهم ووصلوا بنغلادش صفر اليدين”.
وأضاف، أن وكالات الإغاثة تحتاج إلى 77 مليون دولار بشكل عاجل كي تتمكن من التعامل مع حالة انسانية طارئة.
وأعلنت جماعة (جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان) وقفا لإطلاق النار من جانب واحد لمدة شهر بدءا من امس الأحد لتمكين منظمات الإغاثة من إدخال المساعدات إلى السكان الباقين في ولاية راخين الواقعة في شمال غرب ميانمار.
ولم يتضح بعد تأثير الخطوة التي أعلنتها الجماعة. ويبدو أن الجماعة غير قادرة على مواجهة قوات الجيش التي اجتاحت ولاية راخين حيث أضرمت النيران في آلاف المنازل ودمرت عشرات القرى.
وفي كوكس بازار شاهد صحفي نحو 40 من الروهينجا أغلبهم نساء وأطفال يصلون في وقت مبكر اليوم الأحد بعد رحلة استمرت أربعة أيام عبروا بعدها الحدود في زورق للصيد.
وقال واحد من المجموعة التي كانت تبحث عن مأوى مؤقت في المنطقة حيث لم تعد مخيمات اللاجئين تتسع للمزيد من الفارين “كان البحر هائجا جدا لكننا تمكنا من الوصول”.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير إن الصراع في راخين يسبب ما هو أكثر من أزمة إنسانية.
وأضاف البيان “كما أنه يزيد مخاطر تعثر عملية انتقال البلاد من الحكم العسكري المستمرة منذ خمس سنوات وتحول مجتمعات الروهينجا إلى التطرف وإضعاف الاستقرار الإقليمي”.
يشار إلى أنه ومنذ 25 أوت الماضي، يشن جيش ميانمار حملة تطهير ضد المسلمين الروهينغا في أراكان. وبينما لا تتوفر إحصائية دقيقة بشأن ضحايا الحملة، أعلن المجلس الأوروبي للروهينغا يوم 28 أوت الماضي مقتل ما بين ألفين وثلاثة آلاف مسلم في هجمات الجيش خلال ثلاثة أيام فقط.
هذا وتسجّل شهادات مروّعة للروهينغا الفارين من المذبحة، حيت روى ماستر كمال (53 عاما) المدرس الذي نجا من مجزرة وقعت في قرية اونيغ سيت بين بولاية راخين (شمال غرب بورما) ان “الذين كانوا يجرون قتلوا بسواطير وسقط آخرون برصاص الجيش”، وتابع “الجنود البورميون منعوا الدخول الى المسجد ووصل رجال مسلحون بسواطير وعبوات وقود، وعندها بدأت المجازر.
بدوره، قال محمد امين (66 عاما) وهو مزارع كان والده وجيها في القرية ان عائلته تعيش في اونغ سيت بيين منذ ثلاثة اجيال.
و أضاف هذا الرجل الذي كان يرتدي ملابس رثة “انها المرة الاولى التي نهرب فيها. لم ار عنفا كهذا من قبل”فعندما بدء اطلاق النار جرى ليختبىء في الادغال وعبر نهرا ليفلت من الجنود الذين كانوا يطاردون المدنيين. وقال “على الجانب الآخر من النهر رأيت ان كل شيء كان يحترق”.