حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية البريطاني سيفن أوبراين من بوادر إبادة في جمهورية إفريقيا الوسطى التى تشهد اتساعا فى نطاق أعمال العنف.
ذكر دبلوماسيون أن أوبراين كرر في كلمة ألقاها، أمس، خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن و لم يسمح للصحافة بحضوره ما قاله مطلع أوت الجاري بأن «هناك بوادر تنذر بإبادة» في جمهورية افريقيا الوسطى داعيا إلى إرسال المزيد من العسكريين والشرطيين للمشاركة في بعثة الأمم المتحدة للسلام (مينوسكا) في هذا البلد البالغ عدد سكانه 4,5 مليون نسمة. أثارت تصريحاته في مطلع الشهر «بلبلة» داخل المنظمة الدولية التي لا تزال تحت وطأة الصدمة جراء فشلها في منع وقوع الإبادة في رواندا عام 1994.
تنشر الأمم المتحدة حوالي 12500 عسكري وشرطي في جمهورية إفريقيا الوسطى للمساعدة على حماية المدنيين ودعم حكومة الرئيس فوستين أركانج تواديرا الذي انتخب العام الماضي. كما حذر مجلس الأمن من أعمال العنف التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني على الأرض ما يرغم على وقف العديد من أنشطتهم. أوضح المصدر أن أعمال العنف تتسع في هذا البلد بما في ذلك في منطقة بانغاسو (جنوب شرق). غرقت جمهورية افريقيا الوسطى في الفوضى في عام 2013 بعدما أطاح متمردو سيليكا بالرئيس السابق فرنسوا بوزيزي ما ادى الى هجوم مضاد شنته مجموعات انتي بالاكا ذات الغالبية المسيحية.
سمح التدخل العسكري لفرنسا «ديسمبر 2013 / أكتوبر 2016» والأمم المتحدة بانتخاب الرئيس تواديرا وعودة الهدوء الى بانغي لكن العنف تصاعد من جديد منذ نوفمبر الماضي. من أسباب اعمال العنف كذلك هي محاولة السيطرة على الموارد الطبيعية في هذا البلد.
قال دبلوماسي آخر أنه خلال مناقشات، أمس، الأول عرض أعضاء في مجلس الأمن أن تقوم الهيئة بزيارة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى للإطلاع على الوضع عن كثب. كان أوبراين حض مجلس الأمن في مطلع الشهر الجاري على «التحرك الان وعدم الحد من مجهود الأمم المتحدة والصلاة من أجل ألا نندم طوال حياتنا».
أكد مجددا، أمس، بحسب الدبلوماسيين على أن المنظمة الدولية لا تزال بعيدة عن تحقيق هدف جمع 497 مليون دولار لتمويل المساعدة الإنسانية لجمهورية إفريقيا الوسطى هذه السنة.