القمة الافريقية 29 تبحث إصـلاح الاتحــاد وحل أزمات القارة

المغرب يتلقى صفعة قوية ويخسر معركة حقوق الإنسان

تشديد على الحوار في ليبيا وقلق لتأخر الحلّ في الصحراء الغربية

تركز القمة الإفريقية 29 التي التأمت، أمس، وتختتم اليوم بأديس أبابا، على بحث الأزمات السياسية والأمنية التي تواجهها العديد من دول القارة السمراء، كما تركز أيضا على مسألة إصلاح المنظمة الإفريقية وتمويلها، وتبحث إشكالية دفع عجلة التنمية وتحقيق الاستقرار الجتماعي لملايين الأفارقة الذين يرزح بعضهم تحت العنف، الحروب أو الحاجة والفقر.

انطلقت، أمس، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي في دورتها 29، والتي تستمر اليوم أيضا بجلسة مغلقة لمناقشة إصـلاح وهيكلة الاتحــاد، تحــت عنــوان (تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب)، بمشاركة 24 رئيس دولة، وملك واحد، و9 رؤساء حكومات، و9 نواب رؤساء، وأمير واحد.
ومن جملة المواضيع التي يناقشها المجتمعون قضايا الشباب والبطالة، والمرأة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعاون والشراكة بين الدول الأعضاء، إضافة للأمن والسلم بالقارة الأفريقية، فضلاً عن أبرز التحديات الأمنية التي تواجهها القارة السمراء، كما تبحث القمة عقد القمة مرة واحدة في العام، بدلاً من قمتين – المعمول بها حالياً –، وإلغاء قمة جويلية، واعتماد قمة جانفي من كل عام، وأن تكون القمة بالتناوب لكل الدول الإفريقية، على أن تعقد قمة استثنائية حسب الظروف.
ولعلّ أبرز الملفات المطروحة على طاولة القمة الأفريقية هو ملف الإرهاب ومكافحته، خاصة وأن القمم الأخيرة تضمنت اتفاقا إفريقيا على إنهاء النزاعات بالقارة، وجعلها خالية من الإرهاب، حيث دعا الرؤساء والمشاركون في القمة الإفريقية لعام 2016 لأهمية تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب المتمثل في تنظيم « داعش « والذي اتسعت رقعته في ليبيا.
وفي هذا الصدد أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي « موسى فكي « في كلمة خلال اجتماع المندوبين، أن التحديات الماثلة أمام القمة تتطلب توحيد الجهود والعمل المشترك لمواجهتها، مضيفا أن انعقاد القمة الحالية يأتي في وقت تصاعدت فيه النزاعات والصراعات بعدة دول إفريقية، من بينها (ليبيا، دولة جنوب السودان، جمهورية إفريقيا الوسطى)، كما أشار إلى التمدد الإرهابي في حوض (التشاد، الساحل الإفريقي) الذي تمثله جماعة «بوكو حرام».
التفاوض والحوار طريقا الحلّ بليبيا
فيما يخص مناقشة قضايا السلم والأمن الإفريقي، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي بأديس أبابا إلى تسريع مسار المفاوضات بين الأطراف الليبية، مؤكدا أن الحوار السياسي والمفاوضات العادلة وحدهما يقودان إلى حل الأزمة الليبية.
أوضح السيد فقي، أن الاتحاد الأفريقي ما فتئ يؤكد أن «الحوار السياسي والمفاوضات العادلة هما السبيلان الوحيدان لحل الانسداد السياسي وإيجاد حل دائم للأزمة الليبية»، مشيرا إلى أن الحاضنة القارية تحرص على أن تتمكن كل الجهود المبذولة في سبيل الوصول إلى الاتفاق السياسي من مواصلة إسهامها في تعزيز روابط الثقة بين الأطراف».
و ذكر أنه تم إبلاغ الأطراف الليبية المشاركة أن كل محاولة تميل إلى حل الأزمة عسكريا يمكنها أن تعرقل الجهود الرامية إلى إنشاء قوة أمنية وطنية مدمجة وممركزة مما يفسح المجال أمام الميليشيات لتملي شروط المفاوضات السياسية».
وهي نفس الرسالة التي وجهتها البلدان المجاورة لليبيا إلى الأطراف الليبية المشاركة خلال الاجتماع الفارط المنعقد يوم 08 ماي بالجزائر، حسبما أشار إليه مسؤول المفوضية الأفريقية الذي أبرز أنهم تطرقوا كذلك إلى ضرورة دعم المسار السياسي وتشجيع الأطراف الليبية على الإيفاء بالتزاماتها دون تدخلات خارجية.     
من جهته، شدد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج من أديس أبابا على أن التفاوض والحوار السياسي هما الطريق الوحيد لتجاوز أزمة ليبيا.
قلق بسبب الانسداد في الصحراء الغربية
أعرب موسى محمد فقي عن انشغاله لحالة لانسداد الحالي للنزاع في الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب منذ 1975.
وقال موسى فقي لدى افتتاح أشغال القمة 29 للاتحاد الإفريقي، «بالرغم من الارتياح لانخفاض حدة التوتر في الكركرات بالصحراء الغربية وتعيين ممثل شخصي جديد للأمين العام الأممي ورغبته في إطلاق مبادرة جديدة لتسوية سلمية للنزاع، إلا أننا نبقى منشغلين بحالة الانسداد الحالي».
وصرح رئيس المفوضية قائلا، «نأمل أن يسهل حضور الطرفين (المغرب والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية) كعضوين في الاتحاد حلا توافقيا وفق الشرعية الدولية، بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره»، مضيفا أن «قضايا السلم والأمن ماتزال تثير قلقنا للغاية».
وكان المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي قد جدد الأحد في ختام الدورة 31 المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية دعمه للقضية الصحراوية، مؤكدا على إرسال بعثة إفريقية لتقييم وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية بالرغم من محاولات المغرب تجميد قرار في هذا الشأن.      
المغرب يخسر معركة حقوق الإنسان
خسر الوفد المغربي المشارك في أشغال دورة المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي بأديس ابابا بقيادة ناصر بوريطة، المعركة التي خاضها الأحد من أجل حذف فقرات من تقرير المجلس التنفيذي حول زيارة اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب إلى الأجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية.
جاءت هزيمة الوفد المغربي بعد تبني المجلس التنفيذي لوثيقة مقترحة من قبل نيجيريا تؤكد على الإبقاء على الفقرتين 88 و89 من التقرير الصادر عن لجنة المندوبين الدائمين والتمسك بتنفيذ المقرر السابق حول استكمال زيارة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب إلى المنطقة ومعاينة وضع حقوق الإنسان هناك، إضافة إلى اقتراح إجراء الترتيبات العملية بين الاتحاد الإفريقي والمملكة المغربية.
وبعد تبني المقترح النيجيري مساء اليوم من قبل المجلس التنفيذي، قام الوفد المغربي المشارك بتخفيض حضوره داخل قاعة المؤتمرات، حيث أبقى على بعض الموظفين الدبلوماسيين داخل القاعة واختفاء الوفد الوزاري عن الأنظار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024